ترك برس

تتواصل منذ أيام الاشتباكات الدائرة بين أذربيجان وأرمينيا على جبهة إقليم "قره باغ"، حيث تستمر القوات الأذربيجانية في تقدمها مسيطرة على مواقع إستراتيجية.

منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات المسلحة بين أذربيجان وأرمينيا في "قره باغ"، أعلنت تركيا دعمها المطلق لباكو، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة، أن أنقرة لن تتردد أبدا في التصدي للهجوم على حقوق وأراضي أذربيجان، مرجحا وجود مؤامرة أوسع نطاقا وراء القتال الأخير فيها.

وإثر اندلاع الاشتباكات، أدانت 4 أحزاب رئيسية بالبرلمان التركي هي "العدالة والتنمية" و"الشعب الجمهوري"، و"الحركة القومية" و"إيي" في بيان مشترك الاعتداء الأرميني على أذربيجان.

وقالت الأحزاب في بيانها إنها "تدين بأشد العبارات انتهاك الجيش الأرميني للهدنة والقانون الدولي في إقليم قره باغ من خلال هجمات بأسحلة ثقيلة استهدفت مناطق سكنية مدنية ومواقع عسكرية لأذربيجان".

وأكدت الأحزاب أن "أرمينيا من خلال هجومها الأخير أثبتت مرة أخرى بأنها أكبر عائق أمام بناء سلام واستقرار في المنطقة".

وأعربت "عن دعمها لأذربيجان في دفاعها عن شعبها وتأسيس وحدة أراضيها في إطار حق الدفاع عن النفس النابع من القانون الدولي".

بدورها، اتهمت أرمينيا تركيا بالتدخل العسكري المباشر في الهجمات التي تشنها قوات أذرية عليها، حيث قالت الخارجية الأرمينية في بيان، إن تركيا لها "وجود مباشر على الأرض، وإن خبراء عسكريين من تركيا يقاتلون جنبا إلى جنب مع أذربيجان" التي قالت يريفان إنها تستخدم أيضا أسلحة تركية من بينها مقاتلات "إف-16" (F-16) ومسيّرات بيرقدار التركية.

كما اتهمت أرمينيا، تركيا بإرسال مقاتلين سوريين إلى جبهات "قره باغ"، وهو ما نفته أذربيجان وأنقرة.

وتناقلت وسائل إعلام محلية أرمينية، الإثنين، خبرا مفاده أن طائرة "إف-16" تركية أسقطت طائرة تابعة للجيش الأرميني. إلا أن مستشار الرئيس الأذربيجاني، حكمت حاجييف، أكد أن مقاتلتين أرمينيتين من طراز "سو-25"، سقطتا الثلاثاء، إثر اصطدامهما بجبل.

ونفى حاجييف صحة ادعاءات أرمينيا التي زعمت فيها سقوط طائرة تابعة لجيشها من طراز "سو-25"، بنيران مقاتلة تركية من طراز "إف-16".

وقد اتسم الدعم التركي لأذربيجان بالنسقية والعلنية والسرعة والصرامة، كما لو كان الاعتداء واقعا على أنقرة، وتناولته كل المستويات التركية رئاسيا ووزاريا وشعبيا، وهدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، من أن أرمينيا "ستدفع ثمن اعتداءاتها على أراضي أذربيجان".

وعقب زيارات وتنسيق على أعلى المستويات العسكرية، أعلن إسماعيل دمير رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية، أن قطاعه مستعد لمساعدة أذربيجان، مضيفا "صناعتنا الدفاعية، بكل خبراتها وتقنياتها وقدراتها، من طائراتنا المسيرة إلى ذخائرنا وصواريخنا وأنظمتنا الحربية الإلكترونية، تحت تصرف أذربيجان دائما"، متعهدا بالمساعدة في تحديث الجيش الأذربيجاني.

وفي هذا السياق، يذكر إسماعيل حقي نائب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق في رئاسة الأركان التركية، أنه بناء على اتفاقية التعاون الأمني والعسكري بين أنقرة وباكو، فإن الجيش التركي أرسل مستشارين عسكريين لمساعدة نظيره الأذري في حربه الحالية ضد أرمينيا كما يقدم له التدريب.

ولم ينف حقي استخدام الجيش الأذري لأسلحة تركية من بينها طائرات "إف-16" وطائرات بيرقدار المسيرة في حربه الحالية، لكنه أكد أن أذربيجان اشترتها بأموالها في وقت سابق من تركيا، وفقاً لما نقلته "الجزيرة نت."

ويقول نائب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق في رئاسة الأركان "تركيا لن تشارك ميدانيا بجيشها وجنودها في الحرب الدائرة إلا إذا تقدم الجيش الأرميني، واحتل مساحات جديدة وهدد المشاريع التركية هناك، وذلك بالتنسيق مع باكو".

ويضيف حقي "روسيا لا تقف مع أرمينيا في هذه الحرب، ولدينا معلومات أنها لن تتدخل ميدانيا على المدى المنظور".

والأحد، اندلعت اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين، إثر إطلاق الجيش الأرميني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذربيجانية، ما أوقع خسائر بين المدنيين، وألحق دمارا كبيرا بالبنية التحتية المدنية، بحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية.

وتحتل أرمينيا، منذ عام 1992، نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ" (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!