ترك برس

حذر زئيف لافين الباحث في منتدى الفكر الإقليمي، من خسارة إسرائيل لشراكتها الإستراتيجية مع أذربيجان، وتحول الأخيرة إلى منافس لإسرائيل بسبب الدعم الكبير الذي تقدمه تركيا لأذربيجان في حربها لاسترداد إقليم قرة باغ.

وكتب لافين في تحليل نشرته صحيفة " يديعوت أحرونوت"، أن تركيا وأذربيجان لديهما شراكات اقتصادية عديدة ومتنوعة، من أبرزها التعاون افتتاح خط أنابيب النفط باكو تيليس جيهان، المصمم لنقل النفط من بحر قزوين على طريق يتجاوز روسيا.

وأضاف أن افتتاح هذا  الخط، الذي تلاه خط أنابيب للغاز الطبيعي من باكو إلى تركيا (كلاهما متجاوز لأرمينيا)، أدى إلى تكثيف الاعتماد الأذري على تركيا، ولكن أيضًا حول البلدين إلى شريكين استراتيجيين، ودفع تركيا إلى التوقف عن استراد الغاز من روسيا، وهي اليوم تعتمد حصريًا على الغاز القادم من أذربيجان.

وأشار لافين إلى أن التعاون بين البلدين لا يقتصر على المجال الاقتصادي، بل يشمل العديد من المجالات، بما في ذلك التعاون الأمني. و"على الرغم من الاختلافات الجوهرية في أنظمتهما السياسية وفي العلاقة بين الدين والدولة داخلهما، فإن النظامين يعاملان شعبيهما على أنهما مجموعة عرقية وثقافية واحدة تنقسم بين دولتين".

وأوضح أن تركيا دعمت على مر السنين أذربيجان في الصراع مع أرمينيا، ويبدو أن أنقرة هذه المرة لا تقوم فقط بتسليح وتدريب الجيش الأذري، بل تقدم أيضًا مستشارين. وعشية اندلاع الأعمال العدائية، تم إجراء تدريبات عسكرية كبيرة بالاشتراك بين جيشي تركيا وأذربيجان في الأراضي الأذرية.

خطوط حمراء للروس والأتراك

ووفقا للخبير الإسرائيلي، فإن تدخل تركيا المباشر في جولة القتال الحالية مرتبط بمكانتها كقوة عسكرية كبرى في الشرق الأوسط، وهو استمرار لنشاطها العسكري في سوريا.

وأضاف أن الهدف من الانضمام إلى المعركة في ناغورنو كاراباخ كان حشد الدعم الشعبي داخل تركيا من أجل النضال والكفاح المشترك. وبالإضافة إلى ذلك، تهدف هذه الخطوة إلى زيادة الضغط على أرمينيا، وحتى لو لم تتخذ قرارًا في ساحة المعركة، على الأقل لتحفيز العملية التي ستؤدي إلى تسوية، وهي عملية متوقفة منذ سنوات عدة.

ورأى أن التدخل التركي الملموس في الأزمة والتصريحات العدائية التي أدلى بها رئيسها رجب طيب أردوغان بشأن استمرار القتال حتى تحرير أراضي أذربيجان من الاحتلال الأرميني، يقدم حقيقة جديدة قد تضطر روسيا أيضًا إلى الانجرار إلى الدفاع عن مصالحها في المنطقة.

لكنه لفت في هذا الصدد إلى أن الطرفين التركي والروسي يعرفان جيدا كيفية تحديد الخطوط الحمراء وإيجاد طريقة لعدم الوصول إلى تصعيد لا سبيل منه للتراجع، مثلما حدث من قبل في سوريا.

إسرائيل وأذربيجان - والديون لأردوغان

وعن تأثير الدعم التركي على  العلاقة الإسرائيلية الأذربيجانية قال لافين إن إسرائيل تزود أذربيجان بأسلحة متطورة منذ سنوات عديدة، وتحافظ على تعاون أمني واسع معها وشراء كميات كبيرة من النفط منها، مما يجعل باكو شريكًا استراتيجيًا لتل أبيب.

وأضاف أن العلاقات بين أذربيجان وتركيا أخفقت حتى الآن في الإضرار بهذه الشراكة، لكنه استدرك أن من المحتمل أنه في ضوء تدخل تركيا المباشر في جولة القتال الحالية، فسيكون لها مطالب من الأذريين، بما في ذلك السياسة الخارجية.

وبالمقارنة مع الأذربيجانيين، فإن الأرمن ليس لديهم سوى القليل جدًا ليقدموه لإسرائيل، والعلاقات معهم ذات أولوية منخفضة. فقد أرسلت أرمينيا مؤخرًا فقط سفيرًا دائمًا إلى إسرائيل، وتم استدعاؤه الأسبوع الماضي للتشاور في أعقاب المساعدة الإسرائيلية المزعومة لأذربيجان في القتال.

وختم لافين تحليله بأن العالم شهد في الماضي في كثير من الأحيان شراكات استراتيجية تتحول إلى منافسة، مثل شراكة تركيا وإيران، معربا عن أمله في ألا تصبح أذربيجان حالة أخرى في هذه السلسلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!