ترك برس

خلال السنوات العشر الأخيرة، نمت في تركيا صناعة الطائرات من دون طيار المحلية الصنع بشقيها الاستكشافي "IHA" والمسلح "SIHA"، لتحتل البلاد موقعا بين أول أربع دول في العالم في هذا المجال.

وتقول التقارير الرسمية التركية إن سلاح الطيران المسيّر المحلي بات يفرض نفسه بديلا عن التكنولوجيا المتطورة لدى الولايات المتحدة وإسرائيل، بفعل حاجة أنقرة المتنامية لهذا السلاح الذي أخذ الحلفاء الغربيون يضنون به عليها.

ومن بين عدة عوامل تقف وراء هذا النجاح الكبير للمسيرات التركية، هي شركة "روكيتسان" (Roketsan) التركية لصناعة الصواريخ، والتي تزودها بأحداث الذخائر والصواريخ الذكية.

وفي تصريحات إعلامية، قال مراد إكينجي المدير العام لشركة "روكيتسان" إن الأيام أثبتت أهمية برنامج تطوير الطائرات التركية المسلحة دون طيار.

ويشير إلى أن الطائرات التركية دون طيار من طراز "بيرقدار تي بي 2" وفرت كثيراً من القدرات، والإمكانات اللازمة للقوات المسلحة التركية خلال العمليات العسكرية التي شهدتها مختلف الجبهات، ومناطق الصراع .

وشكر "إكينجي" كل من ساهم في تطوير قطاع الطائرات المسيرة في تركيا، مشيراً إلى أن تطوير هذا القطاع قلب الموازين لصالح تركيا في العديد من العمليات العسكرية.

وتابع قائلاً: "سلاحنا الرئيس في هذا النوع من الطائرات هو من عائلة الذخائر الذكية صغيرة الحجم من طراز "إم إيه إم-إل" (MAM-L)، و"إم إيه إم-سي" (MAM-C).

وأوضح أن هذا النوع من الأسلحة الذي تم استخدامه وفّر ميزات مهمة للغاية من حيث دقة الإصابة وقوة الضربات الصاروخية، لافتاً إلى أن شركة "روكيتسان" تمكنت من إدخال تحسينات جدية، وطورت هذا النوع من الأسلحة الذكية عن طريق الأداء والمعلومات التي حصلت عليها من ساحات المعارك.

وأفاد أن قطاع الذخائر الذكية صغيرة الحجم في تركيا شهد خلال المدة الأخيرة تطوراً ملحوظاً، متميزاً على نظرائه في عدد من دول العالم، كما تحول إلى نوع مهم من الذخائر القادرة على تغيير مجرى الحرب.

ونوّه إلى أن الذخائر الذكية صغيرة الحجم أثبتت كفاءة عالية من الناحية التشغيلية، كما أنها تمتعت بمستوى عال جداً من الكفاءة لدى استخدامها من قبل القوات المسلحة التركية.

وأضاف "إكينجي" أن شركته تواصل العمل من أجل إدخال المزيد من التطوير في الجودة والأداء إلى قطاع الذخائر الذكية صغيرة الحجم، ولا سيما على الإصدارات الأكثر تقدما من طراز "إم إيه إم-إل"، و"إم إيه إم-سي"، من أجل توسيع هذه العائلة.

ولفت إلى أن شركته تعمل أيضا على تنويع منتجاتها من الرؤوس الحربية المختلفة التي تمتلك قدرات حربية متعددة، مبيناً أن أبرز تلك القدرات "الإطلاق من منصات مختلفة"، مما سيساهم في تطور عائلة الأسلحة الذكية صغيرة الحجم في الفترة المقبلة.

ويرى "إكينجي" أنه وبالتوازي مع النجاحات التي حققتها هذه الأسلحة في الساحة الدولية، شهد قطاع الذخائر الذكية صغيرة الحجم، والطائرات المسلحة، وغير المسلحة دون طيار تركية الصنع، إقبالا من عدد من البلدان أبرزها أوكرانيا، وأذربيجان.

وشدد على أنه مع زيادة الاستخدام الفعال للطائرات المسلحة دون طيار في ساحة المعركة، ارتفع الطلب والحاجة إلى مثل هذه الحلول التي حققت نتائج ملموسة، لافتاً إلى إلى أن مفهوم الحرب تطور من استخدام المنصات الثقيلة والكبيرة إلى منصات أخف وزنا، وغير مأهولة، وأكثر ذكاء.

ومؤخراً، حظيت الطائرات المسيرة التركية، بإشادة واسعة من قبل العديد من الصحف ووسائل الإعلام العالمية، وكان آخرها، صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

الصحيفة ذكرت في تقرير لها أن الطائرات المسيرة المسلحة تركية الصنع، أثبتت أنها منافسة قوية لنظيراتها الأمريكية، والإسرائيلية والصينية.

وأضافت أن المسيرات المسلحة التركية التي يستخدمها الجيش الأذربيجاني أبلت بلاء حسناً في ضرب الأهداف العسكرية الأرمينية على جبهة إقليم "قره باغ."

وأشارت إلى أن نجاح المسيرات التركية هو نتاج مجهود متواصل منذ 20 عاماً، مبينة أن تركيا وبفضل هذا النجاح، قلصت من التبعية للغرب في شراء الأسلحة، وعززت من ثقتها الوطنية.

جدير بالذكر أن الصادرات التركية  من الصناعات الدفاعية ارتفعت إلى 3 مليارات دولار بعد أن كانت 248 مليون دولار عام 2002.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!