ترك برس

قال رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، أرسين تتار، إن الوقت حان لطرح "حل الدولتين" بالجزيرة، في ظل فشل المفاواضات الرامية لتوحيد شطريها جراء تعنت الجانب الرومي.

جاء ذلك في مقابلة مع وكالة الأناضول، هي الأولى عقب أدائه اليمين الدستورية رئيسًا لجمهورية شمال قبرص التركية، الجمعة الماضي.

ووصف تتار نفسه بأنه "رئيس الشعب"، مؤكدا أنه سيبقى على مسافة واحدة من الجميع، وسيستمر في العمل بروح الوحدة الوطنية.

وأشار إلى أنه وبخلاف الرؤساء السابقين، لن يحصر تركيزه على المفاوضات مع الشطر الجنوبي فقط، بل سيعمل من أجل تعريف العالم بشعب قبرص التركية على أنه شعب مختلف عن القبارصة الروم.

وأكد أنه سيبذل جهودا من أجل ذلك على مختلف الأصعدة، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الرياضية.

وأفاد بأنه سيقوم بأول زيارة خارجية رسمية إلى تركيا تلبية لدعوة من نظيره الرئيس رجب طيب أردوغان، الإثنين، 26 أكتوبر/تشرين أول، الموافق اليوم.

وأوضح أن الزيارة تحمل رسالة إلى العالم من أنقرة، تؤكد على اعترافها بجمهورية شمال قبرص التركية ورئيسها المنتخب، ومدى الأهمية التي توليها تركيا للقبارصة الأتراك.

كما شدد تتار على أن القضية القبرصية هي "قضية مشتركة" لتركيا وشمال قبرص.

ولفت إلى أهمية التنسيق مع تركيا بالنسبة لمستقبل بلاده لا سيما في ظل الخلافات بين دول المنطقة بشأن تقاسم مصادر الهيدروكربونات المكتشفة شرق المتوسط في الآونة الأخيرة.

وأردف: "نستمد قوتنا من تركيا، فالعمل بتناغم معها يمنحنا القوة".

وكانت اللجنة العليا للانتخابات في قبرص التركية، أعلنت الأحد الماضي، فوز تتار مرشح "حزب الوحدة الوطنية" برئاسة البلاد، بعد حصوله على 51.69 بالمئة من أصوات الناخبين.

** حان وقت طرح حل الدولتين

وحول المفاوضات الرامية لتوحيد الجزيرة، أفاد تتار، بأن الموقف المتعنت للجانب الرومي، أدى لفشل جولات التفاوض السابقة، رغم كل النوايا الحسنة التي أظهرها الجانب التركي.

وأضاف: "حان الوقت لطرح حلول بديلة على الطاولة، سأعمل بشكل أكبر على طرح حل الدولتين، القائم على تعايش دولتين جنبا إلى جنب تتمتعان بالسيادة والمساواة، والتعاون المتبادل".

ونوه أن حل الدولتين يعكس في الواقع الوضع الراهن بجزيرة قبرص.

وأوضح أنه بعد عام 1974 (إثر عملية السلام العسكرية التي قامت بها تركيا لحماية القبارصة الأتراك)، ظهرت إمكانية حل القضية القبرصية عبر كيان فيدرالي.

وأشار إلى تعذر ذلك لأن "القبارصة الروم لم ينظروا إطلاقا إلى جيرانهم القبارصة الأتراك على قدم المساواة، واعتبروا أنهم أصحاب الجزيرة بأسرها لأنهم يرون أنفسهم الطرف الأقوى والأكثر عددا".

وشدد تتار على استمرار هذه العقلية لدى الطرف الرومي، وأنه شخصيا لطالما دافع عن ضرورة عدم تخلي القبارصة الأتراك في الشمال، عن حقهم في تقرير مصيرهم وإدارة شؤونهم بأنفسهم.

** اتفاقيات الجانب الرومي لاستغلال الموارد في محيط الجزيرة باطلة

وحول مصادر الهيدروكربون (النفط والغاز) بمحيط الجزيرة، لفت تتار، إلى عدم رغبة الجانب الرومي في تقاسم الثروات مع القبارصة الأتراك، وتعاطيه بسلبية مع مقترحات قبرص التركية بهذا الخصوص.

وشدد على أهمية تعاون قبرص التركية مع أنقرة، من أجل ضمان حقوقها فيما يخص تقاسم الثروات في المنطقة.

وأكد على عدم شرعية الاتفاقيات التي يبرمها الجانب الرومي، مع أطراف أخرى حول استغلال الموارد في محيط الجزيرة.

واستطرد: "بموجب القانون الدولي يتعين مصادقة القبارصة الأتراك أيضا على الاتفاقيات التي يبرمها الطرف الرومي".

وفيما يخص دور الاتحاد الأوروبي حيال القضية القبرصية والتطورات شرق المتوسط، أوضح تتار، أنه لا ينتظر موقفا نزيها من الاتحاد، بسبب انحيازه إلى اليونان وقبرص الرومية.

وأكد على أهمية الموقف الثابت لتركيا في الدفاع عن حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك شرق البحر المتوسط.

** الأمم المتحدة والقبارصة الروم يعرقلان اعتراف العالم بقبرص التركية

كما شدد تتار، على حقيقة وجود شعبين مختلفين ودولتين في قبرص، وأن العديد من دول العالم أصبحت مدركة لهذه الحقيقة.

وأشار إلى وجود طلاب أجانب من أكثر من 100 دولة في قبرص التركية، حيث باتت تقوم بالتبادل التجاري مع المزيد من الدول، فضلا عن الأنشطة الثقافية.

وتابع: "إذا كان الاعتراف الدبلوماسي متعذرا اليوم، فذلك بسبب عائق الأمم المتحدة، والفيتو الذي يضعه القبارصة الروم".

وأردف: "لو تُركت الأمور تأخذ مجراها الطبيعي، لكانت العديد من الدول تعترف بنا على الصعيد الدبلوماسي".

وأكد أنه سيواصل بذل جهود مكثفة من أجل ضمان الاعتراف الدبلوماسي بجمهورية شمال قبرص التركية.

وذكر أنه سيعمل للتغلب على إجراءات الحصار والعزل والقيود المفروضة (من قبل المجتمع الدولي) على قبرص التركية.

وختم قائلا: "عدم تسيير رحلات جوية مباشرة إلى بلادنا حتى الآن يتنافى مع حقوق الإنسان".

ومنذ 1974، تعاني جزيرة قبرص من انقسام بين شطرين، تركي في الشمال ورومي في الجنوب، وفي 2004 رفض القبارصة الروم خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!