ترك برس

قال جان لوك ميلنشون، زعيم حزب "فرنسا الأبية"، أكبر الأحزاب المعارضة في فرنسا، إنه لن يدعم رئيس بلاده، إيمانويل ماكرون، في جداله مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، مبيناً أن ماكرون فقد السيطرة تماماً على الوضع.

وأضاف في حوار أجراه مع إذاعة "إنتر – Inter" الفرنسية، إنه دعم ماكرون مرات عدة فيما مضى، مبيناً أنه لن يفعل ذلك بعد الآن، وسيفضّل الصمت.

وأشار المرشح السابق للرئاسة الفرنسية، إلى أنه بات يتساءل عن طبيعة التحالف الذي بين فرنسا وتركيا في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، في الوقت الذي تواجه فيه باريس أنقرة في سوريا وليبيا، موضحاً أن فرنسا أصبحت مثيرة للسخرية من قبل الآخرين، بسبب ممارسات ماكرون.

وتابع: "أمس، نشر الرئيس (ماكرون) سلسلة تغريدات لم أفهم سببها. ماكرون فقد السيطرة تماماً على الوضع"، وفقاً لما نقلته "الأناضول."

من جانبه، قال الاقتصادي الفرنسي، توماس بيكيتي، المعروف بكتابه الشهير "رأس المال قي القرن الـ21"، إن السياسيين في بلاده يستفيدون من الإرهاب لقمع المسلمين بفرنسا.

جاء ذلك في تغريدة نشرها بيكيتي، عبر حسابه على تويتر، أدان خلالها استهداف وزير التعليم الفرنسي جان ميشيل بلانكر، الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا(UNEF)، واتهامه بـ"اليسارية الإسلامية والتدمير".

وأضاف الأكاديمي الفرنسي قائلا ""من غير الأخلاقي أن يستخدم السياسيون الإرهاب لمصلحتهم. هذه هي استراتيجية الهندوس القوميين الذين دأبوا منذ 10 سنوات على لصق تهمة الخيانة والإرهاب بكل من يدافع عن الأقلية المسلمة".

وطالب البروفيسور بيكيتي، وزير التعليم الفرنسي بلانكير ووزير الداخلية الفرنسي جيرالد درمانان، والفيلسوف باسكال بروكنر، بـ"إنهاء مثل هذا الخطابات العنصرية".

وفي وقت سابق، اعتبر الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا، اتهامات وزير التعليم له "عبارات غير مقبولة ولا تليق بوزير التعليم الوطني".

وذكر الاتحاد في بيان صادر عنه "التلميح بأننا ننشر أيديولوجية خاصة بالإسلام الراديكالي أو القول بتعاطفنا معه من خلال أفعالنا، دليل على الجهل".

بدورها انتقدت نقابة المعلمين الفرنسيين (SNESUP-FSU) تصريحات الوزير، واصفة إياها بـ"غير المسؤولة"، معتبرة تلميحاته التي طالت الاتحاد المذكور "عنفًا غير عادي".

جدير بالذكر أن مصطلح "اليسار الإسلامي" يستخدمه اليمينيون في فرنسا قاصدين به "الاتفاق السياسي المزعوم بين الإسلاميين واليساريين في البلاد".

وكان وزير التعليم الفرنسي قد أدلى، الأسبوع الماضي، بتصريحات لإحدى المحطات الإذاعية، قال فيها إن "اليسارية الإسلاموية" موجودة بالجامعات، والنقابات مثل الاتحاد الوطني للطلبة، وأنها تلحق أضرارًا بتلك الأماكن.

وزعم الوزير أن اليساريين - الإسلاميين يدافعون عن إيديولوجيا تتسبب في حدوث أسوأ الأشياء.

وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية نشر صور ورسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، على واجهات مبانٍ، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.

وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية"، ما ضاعف موجة الغضب في العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية.

وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بحاجة لاختبار قدراته العقلية، عقب تصريحاته العنصرية الأخيرة المعادية للإسلام.

وخلال كلمته، تساءل أردوغان: "ماذا يمكننا القول لرئيس دولة لا يفهم حرية العقيدة، ويعامل الملايين من أتباع ديانة أخرى (المسلمين) في بلاده بهذه الطريقة؟، عليه قبل كل شيء إجراء اختبار عقلي".

وتابع: "ما مشكلة المدعو ماكرون مع الإسلام والمسلمين؟ إنه بحاجة لعلاج عقلي".

ومضى مخاطبا ماكرون "لماذا تحاول الانشغال بأردوغان مرارا وتكرارا، الانشغال بي لن يكسبك شيئا".

وأضاف أن فرنسا "ستشهد انتخابات بعد نحو عام، وسنرى مصير ماكرون حينها، وأعتقد أن نهايته ليست بعيدة، لأنه لم ينفع فرنسا بشيء، فكيف له أن ينفع نفسه".

وقبل تصريحاته الأخيرة، كان الرئيس التركي قد هاجم تصريحات نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الإسلام، معتبرا إياها "استفزازا صريحا وتفتقد للاحترام".

واعتبر أردوغان حديث الرئيس الفرنسي عن إعادة هيكلة الإسلام بأنه "وقاحة وقلة أدب".

وقال بهذا الخصوص: "تصريح ماكرون بأن الإسلام متأزم، في مدينة ذات كثافة سكانية مسلمة، استفزاز صريح فضلًا عن كونه قلة احترام".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!