ترك برس

تشتهر كابادوكيا بأنها "أرض الخيول الجميلة" باللغة الفارسية، وأنها المكان الوحيد الذي يتم فيه تدريب وحدات خيالة الدرك على الفروسية بعد تفشي الوباء، ولا يكاد يخلو مكان سياحي فيها من الخيول، التي تتواجد على الطرق وفي الخطوط الأمامية لضمان الحفاظ على النظام و السلامة بعد إنهاء تدريبها.

اعتاد الزوار على رؤية "وحدات خيالة الدرك" في الشواطئ والساحات والغابات في أوقات حظر التجول بسبب كورونا، وهي تؤدي واجبها بدقة منذ إنشائها، وعلى الرغم من استخدام قوات الدرك السيارات في أوائل السبعينيات، إلا أن الحاجة لوحدة الخيالة في قيادة القوات العامة للدرك كانت ضرورية مرة أخرى مع تقدم الأعوام.

فقد أدت وحدات خيالة الدرك خدماتها في عدة ولايات خلال فترة الوباء، التي بدأت كفريق في أنقرة عام 1998، وواصلت مهامها كوحدات خيالة الدرك في مركز قيادة تدريب الخيول والكلاب في ولاية نفشهير اعتبارا من عام 2003.

تحدث العقيد أرجان ألتين، قائد مركز تدريب الخيول والكلاب التابع لقوات الدرك، أنشطة مركز "جاكم" (JAKEM) قائلا: "من أجل ضمان السلام والأمن في منطقة مسؤولية القيادة العامة لقوات الدرك، يتم تدريب كلاب الخدمة والموظفين المساهمين في مكافحة الإرهاب وتوفير خدمات الأمن والنظام العام، كما يتم تدريب الفرسان والخيول في قيادة المركز بنفشهير".

أضاف ألتين: "بدأنا العمل كوحدات خيالة الدرك في مركز قيادة تدريب الخيول والكلاب في نفشهير عام 2003، بهدف الحفاظ على ثقافة الفروسية التاريخية وللتدخل بالأحداث الاجتماعية ولحماية الطبيعة والبيئة".

تتواجد دوريات وحدات خيالة الدرك في المناطق التي لا تستطيع المركبات الوصول إليها ومن الصعب أن يصل إليها الماشي على قدميه، كما تمنع أعمال التنقيب غير القانونية وتهريب القطع الأثرية التاريخية، وتؤدي فرق الخيالة المخصصة بمناطق الغابات دورا مهما في منع حرائق الغابات وحماية البيئة والطبيعة وأيضا بمكافحة التهريب.

لا تحذر فرق الخيالة بمنطقة كابادوكيا، المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، في أثناء عملها الزوار باتباع  التدابير الوقائية من وباء كورونا بارتداء الكمامات والتعقيم والتباعد الاجتماعي فقط، بل تمنع أيضا عمليات التنقيب غير القانونية وتهريب القطع الأثرية التاريخية. 

وقالت بانو سانجار، الرقيب الأول في قوات خيالة الدرك: "نرى في أثناء دورياتنا أن زوار منطقة كابادوكيا المليئة بالجمال التاريخي يمتثلون للتدابير الوقائية، بفضل دورياتنا التي تقدم معلومات عن ضرورة ارتداء الكمامات ومراعاة المسافة الاجتماعية والتعقيم بما يضمن سلامة وأمن الجميع".

تطرقت سانجار، إلى بدايتها مع قوات خيالة الدرك قائلة: "دفعني حبي إلى الخيول، لتقديم طلب إلى مركز "JAKEM"، يسعدني العمل به كضابطة صغيرة، أوصي النساء الآخريات بامتهان هذه المهنة، خاصة من تحب الخيول لأنها ستؤدي وظيفتها بكل راحة، نبدأ عملنا في الصباح بتجهيز الحصان للركوب بعد تنظيفه ورعايته، كلما اهتممنا بالحصان كلما حصلنا على كفاءة أكبر".

أعربت سانجار، عن تلقي فرق وحدات خيالة الدرك ترحيبا واهتماما كبيرا من العامة في جميع الولايات في أثناء تأديتها وظيفتها، وعن نشأة روابط لطيفة بين الخيول والأطفال قائلة: "في أثناء قيامنا بدورياتنا كفريق خيالة الدرك، يتعامل الناس والأطفال معنا ومع الخيول بطريقة ودية ولطيفة دائما، وبفضل ذلك نشعر أن علاقتنا بالمواطنين جيدة جدا".

وتحدثت سانجار عن كيفية تدريب الخيول على جميع العقبات التي قد تواجهها: "نظرا لأن طبيعة الخيول من الحيوانات الخجولة، فإنها غالبا ما تمثل الضوضاء والضوء والدخان والماء والنفق... والعقبات في أثناء تأديتها وظيفتها، لذلك يتم تدريبها على النظام العام في نطاق التدريب على التنشئة الاجتماعية لإزالة حساسيتها من هذه العقبات ولتنمية شعورها بالثقة تجاهنا". 

صرح العقيد فولكان أوزجان، قائد قسم تدريب الخيول والدوريات، بأن وحدات خيالة الدرك، تلعب دورا مهما في ضمان النظام والأمن في المناطق العاملة فيها، فضلا عن مكافحتها للوباء، حيث يتم تدريبها في مركز "JAKEM" بنفشهير لتدريب الخيول والكلاب، وقال: "نقوم بتدريب ضباطنا وفرسان الدرك من قبل خبراء، وتبدأ فرقنا بتأدية وظيفتها بعد 35 أسبوعا من التدريب".

أضاف أوزجان: "يتم تدريب جميع وحدات خبالة الدرك العاملة في جميع الولايات بمركزنا في نفشهير لتدريب الخيول والكلاب، ثم يتم تعيينها في المناطق السياحية والمدن ذات الكثافة السياحية مثل إزمير وباليكسير وموغلا... كما أنها تعمل في إسطنبول ووان وجناق قلعة وأنطاليا على مدار العام، بالإضافة إلى ذلك تتجه إلى ولايات أخرى لتأدية مهام مؤقتة".

وتابع قائلا: "تقابل فرقنا باهتمام كبير من الناس في المناطق السياحية، الذين يسعون لالتقاط الصور الفوتوغرافية معها، لما يمثل بالنسبة لهم من لحظات تعود لتراثنا الثقافي التاريخي".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!