ترك برس

قال ظفر صيراقايا، رئيس اللجنة الفرعية لأتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى في البرلمان التركي، إن قمع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، المفرط للمسلمين ينذر باحتمال إشعال فتيل زلزال اجتماعي في فرنسا.

وأضاف صيراقايا، وهو نائب عن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، في تصريحات لوكالة الأناضول، أن استبعاد وتهميش المجتمع المسلم، الذي يقدم مساهمة مهمة في تحقيق الرفاهية في فرنسا ودول أوروبية أخرى، يتسبب في انتشار الأفكار العنصرية والفاشية التي يجب مكافحتها.

وتابع أن التضييق على المجتمع المسلم في فرنسا بات يأخذ أبعادًا مثيرة للقلق، ويهدد مستقبل الجاليات المسلمة في البلد الأوروبي.

وذكّر صيراقايا بحديث ماكرون خلال اجتماعه مع المجلس الإسلامي الفرنسي، حيث قال: "يجب عليكم إتباع قواعد الجمهورية (الفرنسية) أو تحمل العواقب".

ورأى أن هذا التصريح يدل على وجود نية مبيتة لدى ماكرون لاستهداف كافة التجمعات والمنظمات غير الحكومية التابعة للمجتمع والجاليات المسلمة في فرنسا.

كما ذكّر بإعلان وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، عن إغلاق الحكومة رسميًا لمنظمة "التجمع الفرنسي لمكافحة الإسلاموفوبيا" (CCIF) ، بناءً على طلب ماكرون.

ولفت إلى أن التجمع، ووفق ما ذكره المتحدث باسمه مروان محمد، أعلن عزمه نقل مقره إلى خارج فرنسا؛ بسبب الضغوطات التي تُمارس ضد أنشطته.

** قمع مفرط

قال صيراقايا إن موقف ماكرون القمعي المفرط للمسلمين ومشروع قانون "مكافحة الأفكار الانفصالية" هي عملية تنذر باحتمال إشعال فتيل زلزال اجتماعي في فرنسا.

وتعتزم الحكومة الفرنسية عرض هذا المشروع على اجتماع المجلس الوزاري، في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، ومن بين أهدافه فرض رقابة صارمة على تمويل المساجد والجمعيات الإسلامية، ومنع استقدام رجال دين مسلمين من خارج فرنسا.

وأضاف أن ماكرون يتعمد استهداف المسلمين بشكل دائم واتهامهم هم وحدهم بخرق قواعد الجمهورية الفرنسية، في إطار استعداداته لخوض الانتخابات الرئاسية، عام 2022.

وشدد على أن الأزمة الاجتماعية التي تشهدها فرنسا هي في الواقع أعمق بكثير مما يتم الحديث عنه خارج البلد.

وأردف أن إغلاق جمعيات مهمة، مثل "التجمع الفرنسي لمكافحة الإسلاموفوبيا"، وتخويف الجاليات المسلمة في فرنسا، عبر تهميش المجتمع المسلم وتحييد نشاطاته الاجتماعية، يعتبر جزءًا من مشروع "الإسلام الفرنسي"، الذي يتطلع ماكرون لتحقيقه.

وزاد بأن فرنسا تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية، وماكرون يسعى إلى تحويل الانتباه عن تلك المشاكل بتهميش المسلمين وبث خطابات شعبوية تهدد فرنسا والاتحاد الأوروبي والإنسانية جمعاء.

** عنصرية وفاشية

اعتبر صيراقايا أن فرنسا والغرب، اللذان كانا يرفعان شعار تنشئة إنسان تعددي وليبرالي وديمقراطي تشاركي، باتا يسعيان إلى تأسيس مجتمع منطوٍ ومتجانس ومنغلق، وهذا يدفع بهما بسرعة نحو الهاوية.

وشدد على أن الثقافة الأوروبية لا ينبغي أن تقوم على الشغب، وأن استبعاد وتهميش المجتمع المسلم، الذي قدم لفرنسا ودول أوروبية أخرى مساهمة جادة في بناء الرفاهية، يتسبب في انتشار الأفكار العنصرية والفاشية التي يجب مكافحتها.

وشدد صيراقايا على أن الخطابات الشعبوية المتصاعدة في فرنسا وأوروبا تساهم في انتشار الأفكار العنصرية والفاشية، التي من المفترض أن تسعى الدول الأوروبية إلى مكافحتها.

واختتم حديثه بالقول إن البشرية جمعاء دفعت ثمن باهظًا بسبب انتشار الأفكار العنصرية قبل الحرب العالمية الثانية (1939: 1945)، وبالتالي "علينا أن لا نسمح للبشرية بالعودة إلى المربع الأول وارتكاب الأخطاء نفسها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!