ترك برس

يشهد قطاع "السياحة الحلال" في تركيا، إقبالاً كبيراً ومتزايداً خلال السنوات الأخيرة، يقابله اهتمام حكومي بتنمية هذا القطاع، وجذب المزيد من السيّاح المسلمين.

وشهد القطاع المذكورفي تركيا، إقبالاً كبيراً خلال فترة وباء كورونا، يفوق الإقبال الذي كان يحظى به قبل تلك المرحلة.

وتعمل تركيا على زيادة خدمات السياحة الحلال عبر توفير حمامات سباحة منفصلة، وتقديم الطعام الحلال، وحظر شرب الكحول، وقد فرت ذلك بالفعل عشرات الفنادق الواقعة على سواحل تركيا لجذب العائلات المسلمة.

ويهتم المسافرون من دول مجلس التعاون الخليجي أو دول شمال أفريقيا مثل الجزائر وتونس بزيارة تركيا، لقربها جغرافيا، ولأنها دولة ذات أغلبية مسلمة، ولديها من التراث الديني والمعالم التاريخية ما يجذب السياح، كما يسهل فيها الوصول للطعام الحلال، ولا تتعرض فيها النساء اللائي يرتدين الحجاب والنقاب للعنصرية.

وتعد تركيا رابع أكثر الوجهات شعبية للسياح الباحثين عن عروض حلال، بعد ماليزيا ودبي وإندونيسيا.

وتهدف تركيا في الوقت الحالي لتصبح المركز الأول، ومضاعفة عدد المنتجعات الصديقة للمسلمين.

وفي تصريحات سابقة لوكالة الأناضول، قال عمر آقغون تكين، عضو اللجنة الاستشارية بالجمعية الدولية للسياحة الحلال، إن 400 مليون مسلم يعيشون في مناطق جغرافية يتراوح بعدها جواً عن تركيا نحو 5 ساعات، مؤكدا أن هذا الموقع الحيوي يكسب تركيا أهمية وميزة جيواستراتيجية.

وأشار إلى تقديم السلطات التركية تسهيلات مختلفة لجذب المزيد من الأشخاص الراغبين في "السياحة الحلال."

ويصف مصطلح "السياحة الإسلامية" توافر أنشطة للمسلمين المسافرين أو المقيمين في دول خارج بيئتهم المعتادة، ليشاركوا في أنشطة تنشأ عن دوافع دينية، ويشمل ذلك الفنادق الحلال، والنقل الحلال، والمطاعم الحلال، وعروض رحلات إسلامية، وتمويلا حلالا دون فوائد، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."

ويوصف "الفندق الحلال" بالمرفق الذي يوفر أماكن للصلاة وتحديد القبلة والطعام الحلال، ويفرض حظرا على الكحوليات، ويفصل بين الجنسين، مع وسائل أكثر للراحة، مثل وجود مصاحف قرآنية في الغرف، وسجاد الصلاة، بالإضافة إلى ملصق على سقف غرفة الفندق لإظهار القبلة.

وأحيانا يتم إدراج هذه الفنادق تحت تصنيف "مطابق للشريعة الإسلامية" خلال البحث، ويطابق فيه نظام الفنادق في المملكة العربية السعودية ودول شمال أفريقيا وأجزاء من إندونيسيا وماليزيا.

ويعد الطعام الحلال أحد أهم عناصر السياحة الإسلامية، حيث يمثل الحصول على الطعام قلقا للمسلمين خارج بلادهم، فلا يوجد تشريع محدد لحماية المستهلك المسلم خارج منطقته، بسبب إحجام العديد من الحكومات عن المشاركة في الشؤون الدينية، ليكون الطعام الحلال قاصرا على محلات يملكها مسلمون، ويعتمد فيها المورد على نفسه، ما يعقد الأمور.

أما النقل الحلال فهو شركات الطيران والقطارات التي تقدم وجبات حلال للمسلمين.

ويعكس الاهتمام التجاري بالمستهلكين المسلمين، حجمهم ونموهم وثراءهم المتزايد، حيث تفيد الإحصائيات أن عدد المسلمين في العالم بلغ 1.6 مليار عام 2010، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 2.8 مليار في عام 2050، أي حوالي 30% من إجمالي سكان العالم.

ويعيش أكثر من 60% من المسلمين في آسيا والمحيط الهادي، و20% في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث يشكلون 93% من السكان المقيمين، و3% من المسلمين في أوروبا، و1% في أميركا الشمالية.

وبحسب المجلس العالمي للسفر والسياحة فقد أنفق المسافرون المسلمون 238 مليار دولار أميركي في عام 2018، ما يدفع هيئات السياحة الوطنية في العديد من البلدان لإجراء بعض التغييرات لتلبية احتياجات المسلمين، مثل تقديم تطبيقات وأدلة لخيارات الطعام، ومواقع أماكن العبادة، والفنادق الحلال.

ولدى العديد من الدول خطط لاعتماد شركة "HalalFocus" التي تديرها جمعيات إسلامية، وتقدم استشارات مختصة في مجال الأعمال التي تهتم بالسوق العالمي الحلال، مثل توفير منظمي رحلات سياحية، وتسهيلات للصلاة في المطارات ومحطات السكك الحديدية ومواقع الجذب، حتى أن هناك عددا من شركات الطيران التي تقدم قوائم طعام حلال.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!