ترك برس

ظلت السياسات الأمريكية بشأن ليبيا ضبابية ، لا سيما في أعقاب الإطاحة بمعمر القذافي ، ومرت بتحولات دورية واضحة. مع وجود إدارة أمريكية جديدة من المقرر أن تتولى منصبها في 20 يناير ، يتوقع الخبراء سياسة أكثر تماسكًا تجاه الدولة الواقعة في شمال إفريقيا التي مزقتها الحرب. ويشددون على أن التعاون بين واشنطن وأنقرة أمر لا بد منه ، وسيفيد انتقال البلاد إلى الوضع الطبيعي والسلام.

وقال جمعة القماطي الأكاديمي والسياسي الليبي لصحيفة ديلي صباح  : "أعتقد أن السياسة الأمريكية تجاه ليبيا في ظل إدارة بايدن ستتم مراجعتها وتعديلها لاتخاذ موقف أكثر صرامة من التدخل الروسي والوجود العسكري داخل ليبيا ، حيث تستخدم موسكو مرتزقة فاغنر الذين يقاتلون إلى جانب حفتر".

وأضاف القماطي الذي يرأس حزب التغيير في ليبيا وعضو في عملية الحوار السياسي الليبي المدعومة من الأمم المتحدة ،:"  إن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب لم يتخذ موقفاً متشدداً تجاه روسيا لأنه اعتبر الصين التهديد الرئيسي وكان  أيضا غير مبال بالتدخل الضار من قبل الإمارات ومصر في دعم حفتر وتأجيج الصراع في ليبيا".

وأشار إلى أن ترامب اعتبر العلاقات الاقتصادية وعقود العمل الكبيرة مع الإمارات أكثر أهمية.

والإمارات العربية المتحدة هي واحدة من عدة دول هي مصر وفرنسا وروسيا ،  دعمت اللواء الانقلابي خليفة حفتر على الحكومة الشرعية في ليبيا.

من جانبه وصف عبد النور التومي ، الخبير في شؤون شمال أفريقيا في مركز الدراسات الإستراتيجية في الشرق الأوسط (ORSAM) السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأنها كارثية، وأن سياسات الإدارة المنتهية ولايتها كانت متهور

وقال التومي : "أعتقد أن موقف الولايات المتحدة سيتغير كثيرًا؛ لأن الرئيس المنتخب جو بايدن يريد أن يظهر كوسيط قوة عظمى جاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسيظهر بعض الصرامة تجاه مؤيدي حفتر".

ولفت القماطي من جهة أخرى إلى أن : "السياسة الأمريكية الوحيدة بشأن ليبيا التي أيدها ترامب بالكامل هي التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وحكومة الوفاق الوطني في محاربة الإرهاب ، والتي تم تنفيذها بشكل جيد في حملة تحرير سرت من داعش في عام 2017".

وأضاف أنه يتوقع أن يتخذ بايدن موقفًا أكثر صرامة بشأن الوجود العسكري لروسيا والإمارات في البلاد.

وتابع أن إدارة بايدن ستقدم أيضًا مزيدًا من الدعم للجهود السياسية التي تقودها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) للتوصل إلى حل سياسي نهائي لإنهاء الفوضى في البلاد. د

ووفقا للسياسي الليبي، قد يمارس بايدن ضغوطًا على مصر والإمارات للموافقة على حل سياسي في ليبيا وليس حلًا عسكريًا".

إمكانية التعاون بين الولايات المتحدة وتركيا

وقال القماطي إن "تركيا عضو مهم في حلف شمال الأطلسي،  والولايات المتحدة باعتبارها العضو الأقوى في الحلف ترى  تركيا حليفًا مهمًا في ليبيا لمواجهة الوجود الروسي الذي يمثل تهديدًا كبيرًا للحلف".

وتابع: "على الرغم من انتقادات بايدن لتركيا في مجالات أخرى ، فمن المتوقع أن يتعاون ويتواصل بشكل وثيق مع تركيا في ليبيا وهذا سيساعد في استقرار البلاد وتحقيق نهاية للصراع في وقت أقرب" ،

ولفت القماطي إلى الدور التركي الذي كان حاسما في إنقاذ طرابلس وليبيا ككل من العودة إلى الديكتاتورية العسكرية ".

لكنه استدرك بالقول إن تدخل تركيا في ليبيا  القائم على اتفاقيات عسكرية وبحرية يجب أن يصبح مشاركة دائمة ويجب إضفاء الطابع الرسمي عليها كشراكة استراتيجية يمكن من خلالها أن تساعد تركيا ليبيا على الاستقرار وإعادة بناء مؤسساتها وخاصة المؤسسات الأمنية".

وأضاف ان الدولتين تربطهما روابط تاريخية وثقافية قوية "تجعل العلاقات الاستراتيجية الطويلة ممكنة وقوية".

وقال التومي "يمكن للإدارة الأمريكية أن تقف إلى جانب أنقرة لإيجاد حل توافقي يجمع كل المتحاربين الليبيين معا، مشيرا إلى أن التعاون  بين واشنطن وأنقرة أمر لا بد منه في ليبيا كما هو الحال في سوريا.

وأوضح أن الأمريكيين سيحاولون إبعاد أنقرة عن موسكو من خلال إظهار التعاون الجاد والبحث عن هدف مشترك كحلفاء استراتيجيين في المنطقة ، بما في ذلك شرق البحر المتوسط ​​لأن واشنطن لا تستطيع ذلك بمفردها.

وختم التومي بأن تركيا :" تملأ الفراغ الجيوسياسي في ليبيا الذي يقود كل الطريق إلى منطقة الساحل ، ومن ثم غرب إفريقيا. وفي النهاية ستواصل أنقرة استراتيجيتها الجيوسياسية والجغرافية الاقتصادية خطوة بخطوة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل مع الاميركيين أو بدونهم".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!