د. محمد وجيه جمعة - خاص ترك برس

حتى تاريخ ٢٠ - ٠١ - ٢٠٢١ ترامب هو الرئيس لأميركا ومع ذلك تم إلغاء حسابه من تويتر ...هذا الحساب رئاسي و رسمي ... السؤال الأهم من اتخذ هذا القرار ومن هي المرجعية القانونية أو السياسية لهكذا قرار غير مسبوق ...

ما حصل في السادس من هذا الشهر في الكونغرس الأميركي حقاً هو بقعة سوداء و تعرية لجذور هذه البقعة السوداء في المجتمع والسياسة والاقتصاد الأميركي ، والأهم هو كشف حقيقة الركائز القِيَمية التي تقوم عليها الولايات المتحدة الأميركية كدولة من ديمقراطية وحرية وعدالة...هذه الديمقراطية التي قبلت التعامل مع الديكتاتوريات وتبنتها وانتجت العصابات الإرهابية في العالم الفقير .

قبول نتائج الانتخابات في أي انتخابات هو الركن الأساسي الذي لا بد منه في العملية الديمقراطية ، و عدم قبول ترامب لنتائج الانتخابات يضع الكثير من إشارات الاستفهام حول حقيقة ومصير  الديمقراطية الأميركية .

ترامب جاء إلى الحكم بنفس المركبة الديمقراطية وهو يمثل أحد الحزبين الذين يديران دفة السياسة الأميركية التي ومن المؤسف أن ارتداداتها تتحكم بلقمة عيش و رقاب بعض الشعوب  أما أن يتم إلغاء حساب ترامب و للأبد من تويتر ...فله دلالات عميقة مفادها أن القادم أعظم . 

قرار شبيه ممكن أن تأخذه فيسبوك أيضاً ...العالم مقبل على المجهول ...فهل يكون القادم أعظم وأفظع ؟

في القريب المنظور سنكون جميعاً مجبرون للتعامل بالعملة الإلكترونية التي يتحكم بها نفس المعبد ...البنك المركزي للدول وصندوق النقد الدولي ستصبح مؤسسات من الماضي سننسى الدولار و سنتحدث عن البيتكوين الذي لن نسعد برؤيته في حين أنه سيرانا بعدسته الخفية .

هذا المعبد من القوة والتأثير الكوني حيث تجتمع بيده خيوط الحرب والسلام والمصير البشري ...سنتحول إلى أرقام في عالمهم الرقمي ، سيعلمون رقم حسابك وحالتك الصحية وبما تفكر...

- هم الذين جاؤوا بترمب وهم من حجبه من تويتر وهم من جاء بداعش وهم من يمنع وصول المجرم الأسد إلى لاهاي وهم من يسلط ال ب ك ك على رقاب الناس .

- هم يمكرون ويتمادون في المكر و اعتقد أننا في الطريق إلى الهاوية .

- السياسة بمؤسساتها في كل أنحاء العالم مطالبة بالانعتاق من سياسة التبعية و مدعوةٌ للتصالح مع شعوبها واِلتماس طريق الديمقراطية الحقيقية التي تعني حكم الشعب وليس التحكم به ، التطورات تطالبنا بالتحالف مع القوى التي لا تريد السقوط في الهاوية ...و ليكن شعارنا "العالم أكبر من الخمسة" .

لن ينجوا أي طرف لوحده إما أن ننجوا جميعاً ...أو الهاوية .

- استطاعوا أن يسوّقوا لنا وَهْم قيمهم واستطاعوا أن يقنعونا بضعفنا وعجزنا فوليناهم على مقود عربة البشرية وها هي تتدحرج الى الهاوية ...وليس لنا خيار إلا أن نكون مكابح نجاة للبشرية 

 

عن الكاتب

د. محمد وجيه جمعة

سياسي سوري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس