ترك برس

يعمل أوكتاي بالا، سائق شاحنة في مدينة سيواس التركية، وقد دفعه فضوله لتعلم حرفة منسية في مدة قصيرة، ليغدو خبيرا في التطعيم بالصدف. ويسعى جاهدا للحفاظ على استمرار هذه الحرفة اليدوية، التي توشك على الاندثار والنسيان، على حد قوله.

استخدم بالا، الذي يقيم في حي غوليورت بمدينة سيواس، التطعيم بالصدف في صنع القلادات والأقراط وبيعها في المرحلة الأولى، ثم واصل عمله في ورشة صديقه بإنتاج بعض المنتجات المطعمة بالصدف مثل الطاولات الصغيرة والصناديق وأوعية السكر والحلويات.

يستخدم فن التطعيم بالصدف في تزيين صندوق “الشكمجية” (الصندوق الخشبي المستخدم في حفظ الحلي)، وكذلك صندوق المصحف، وصندوق لعبة الطاولة، والشطرنج، وفي تزيين الأثاث. ويستخرج الصدف المستخدم بالتطعيم من قشور المحار من البحار.

كما يعد التطعيم بالصدف مع الحفر على الخشف من الحرف اليدوية المتوارثة ثقافيا وفنيا، فقد قام العثمانيون بتزيين الكثير من الأعمال الفنية به، كما أن عدد العاملين بهذه الحرفة في أيامنا الحالية محدود جدا.

وفي حديث للإعلام، أوضح بالا، أنه بدأ بتعلم هذه الحرفة قبل 30 عاما ولا يزال ينشغل بها منذ ذلك الحين، كما يستخدم ما بين 300 و500 حجر صدف في إنتاج القطعة الواحدة، التي قد يستغرق في تصنيعها مدة تتراوح ما بين 3 و6 أشهر، ويقول: "يستخرج الصدف من بحار دول مثل سنغافورة وماليزيا، ويتألف حجر البحر القاسي من قشور المحار التي يستخرج من داخلها اللؤلؤ”.

وتابع قائلًا: “نستخدم هذه الأحجار بعد تقطيعها وفقا لقياسات وأبعاد محددة، ونخطط افكارنا قبل البدء بعملنا، ثم نقوم بتصميم نموذج لما سنفعله ونرسمه على الخشب لنبدأ عملنا. عادة ما نستخدم في عملنا خشب شجر الجوز، فنحفر الأماكن التي سنلصق عليها الأحجار، نضع في الأطراف أيضا صفائح صفراء أو نحاسية، ثم نلصق الأصداف في داخلها. وبعد الانتهاء من ذلك تبدأ عملية الصنفرة (التبييض)، وأخيرا نلمّع القطعة التي ننتجها".

أكد بالا، أن عملية التطعيم بالصدف تحتاج إلى التأني والصبر، وأنه لا يمكن إنتاج قطعة واحدة منها بالعجلة، وأن  هذه الحرفة وصلت إلى يومنا من قبل قلة قليلة من الحرفيين، وأنه يواصل العمل بها حتى لا تنسى. ويقول: “التطعيم بالصدف فن شعبي في بلادنا وفي الخارج. تنظم في بلادنا دورات لتعليم التطعيم بالصدف، وينبغي على كل هاوٍ الالتحاق بها ليساهم في المحافظة على استمرار هذه الحرفة في بلادنا”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!