ترك برس

قال سفير تركيا لدى بكين، عبد القادر أمين أونن، إن أنقرة متجهة نحو مزيد من تعميق العلاقات مع الصين في كافة المجالات، بالتزامن مع احتفال البلدين خلال العام الجاري، بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وأضاف أمين أونن في تصريحات لوكالة الأناضول التركية، أن العلاقات بين البلدين الكبيرين ستتجه نحو مزيد من التعاون على الصعيدين العالمي والإقليمي اعتبارًا من العام الجاري.

وأشار أن مرحلة تفشي فيروس كورونا كشفت عن أهمية التعاون والتضامن الدوليين، وضرورة إقامة مزيد من الاستثمارات في قطاعات البنية التحتية وعلى رأسها قطاع الصحة، وفتح قنوات التوريد وتعزيز مؤسسات الدولة بما يضمن لها أداءً فعالا وقويا.

وأوضح السفير أن مرحلة تفشي كورونا عززت الحوار بين وزارتي الصحة في البلدين، لاسيما مع استقبال تركيا الدفعة الأولى من لقاحات كورونا التي طورتها شركة (Sinovac) الصينية نهاية الشهر الماضي، حيث بدأت مرحلة جديدة في التعاون بمجال الصحة.

ومن المتوقع وصول دفعات جديدة من اللقاحات إلى تركيا تدريجياً في الفترة المقبلة، وفق السفير.

*آسيا تعود إلى حلبة صناعة التاريخ

السفير التركي أشار إلى أن آسيا عادت مرة أخرى إلى حلبة صناعة التاريخ لتمثل مركز ثقل على الصعيدين الاقتصادي والسياسي في العالم.

وذكّر بإعلان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في أغسطس/ آب 2019 عن مبادرة "عودة آسيا" التي تستهدف زيادة آفاق التعاون بين تركيا ودول آسيا في كافة المجالات وعلى رأسها الاقتصاد.

وقال في هذا الصدد: لا شك أن الصين تعتبر ركنًا أساسيًا في رؤيتنا لآسيا.. تركيا والصين دولتان ناشئتان كبيرتان تعملان من أجل تعميق علاقاتهما على الصعيدين العالمي والإقليمي".

وأكمل: "وفقًا للتوقعات، ستتحول الصين بحلول عام 2035 إلى أكبر اقتصاد في العالم، ومن المتوقع أن تصبح تركيا خامس أكبر اقتصاد. نحن نسعى جاهدين لاتخاذ خطوات لتعميق علاقاتنا مع الصين في الحاضر والمستقبل.

وأشار أن أول قطار تجاري حمل الصادرات التركية وصل إلى الصين الشهر الماضي، وهذا القطار يفتح الطريق أمام وصول صادراتنا إلى الأسواق الصينية التي يبلغ حجمها نحو 2 تريليون دولار.

وتابع: هذا العام سيتم تسيير رحلات منتظمة بين تركيا والصين، بمعدل مرة واحدة كل أسبوع.. القطار المذكور سيسهل للمصدّرين الأتراك الوصول إلى الأسواق الصينية الضخمة. في الواقع، طريق السكك الحديدية هذا سيجعل الأسواق الصينية جارة لتركيا.

ووفق السفير، فإن بلاده تهدف إلى زيادة نقل المنتجات الزراعية التركية إلى الصين بواسطة قطارات الشحن، لاسيما العلامات التجارية المميزة التي يتوقع أن تجذب المستهلكين الصينيين.

إضافة إلى أن طريق السكك الحديدية هذه، "ستحقق فوائد عظيمة لرجال الأعمال الأتراك الراغبين بدخول الأسواق الصينية والآسيوية، لاسيما خلال مرحلة إعادة هيكلة سلاسل التوريد العالمية بعد جائحة كورونا"، هكذا أضاف.

*تنويع المنتجات

وذكر السفير التركي أن الصين تستورد بضائع بقيمة تتجاوز الـ 2 تريليون دولار كل عام، وتشتري منتجات غذائية بقيمة 140 مليار دولار من جميع أنحاء العالم.

وأشار إلى أن تمكين المصدرين الأتراك من الحصول على المزيد من الأسهم في هذا السوق الضخم (الصين) يعدُّ أحد أولويات الدبلوماسية التركية.

وتابع: زادت صادراتنا من المنتجات الغذائية والزراعية إلى الصين بنسبة 62.5 بالمئة في 2019 لتصل إلى 225.4 مليون دولار. لم يتم الإعلان عن بيانات عام 2020 بعد، لكننا نعتقد أن الاتجاه التصاعدي مستمر على الرغم من ظروف الوباء، هدفنا في هذا المجال هو زيادة صادرات منتجاتنا الغذائية للصين إلى مليار دولار بحلول 2023".

وكشف السفير التركي أن حجم التجارة الثنائية حاليا بين البلدين تجاوز الـ 21 مليار دولار، وأن الصين تعتبر أحد أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لتركيا.

وتابع: نحن في الواقع، نولي أهمية كبيرة لزيادة الاستثمارات المباشرة من الصين إلى بلادنا".

وأكمل: "وفقًا لبيانات البنك المركزي في تركيا، فإن حصة الصين من الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تمت إقامتها في بلدنا خلال السنوات الـ 18 الماضية، بلغت نحو 1.8 مليار دولار، أي 1 بالمئة فقط من إجمالي الاستثمارات الأجنبية الموجودة في تركيا. هذه النسبة تظهر أننا بحاجة لمزيد من العمل لزيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين".

وأوضح أن بلاده تعمل على تنويع المنتجات التركية في السوق الصيني وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، من أجل تحقيق الزيادة التدريجية للشركات والمستثمرين الصينيين في تركيا.

وأكد أمين أونن أن العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين هي أقل من مستواها وإمكانياتها الحالية، وأن النهوض بتلك العلاقات يستلزم تخطيطًا صحيحًا وتعاونا صادقا، وأن الجانب التركي لم يرَ أي عقبات أمام زيادة حجم التجارة والاستثمارات المتبادلة مع الصين خلال السنوات الخمس الماضية.

-منصات التجارة الإلكترونية

وبحسب المتحدث فإن زيادة الصادرات إلى الصين وفتح قطاعات جديدة أمام المصدرين أمران أساسيان لسد العجز التجاري الثنائي بشكل جزئي.

وأوضح أمين أونن أن الصين تمتلك نحو 850 مليون مستخدم رقمي وطبقة وسطى عريضة تقدّر بنحو 400 مليون نسمة بدخل سنوي يزيد عن 20 ألف دولار (للفرد).

وفي هذا الصدد، أكد أن تأثير التجارة الإلكترونية في السوق الصينية زاد بشكل واضح خلال السنوات الماضية، وذلك بالتزامن مع التغيير الذي شهدته العادات الاستهلاكية للشعب الصيني.

وبحسب السفير، فإن مرحلة تفشي كورونا كان لها أيضًا تأثير إيجابي على تزايد عمليات الشراء عبر منصات التجارة الإلكترونية، وأن هذا الوضع ساهم في زيادة تداول المنتجات التركية على منصات التجارة الإلكترونية الوصول إلى مجموعة واسعة من المستهلكين الصينيين بطريقة سريعة ومباشرة.

- التطورات في إقليم شينجيانغ

وفي قضية أخرى، شدد أمين أونن على أن تركيا تولي أهمية كبيرة لنمو وازدهار أتراك الإيغور في إقليم شينجيانغ ذاتي الحكم غربي الصين (تركستان الشرقية)، وحفاظ هذا الشعب وغيره على هويتهم الثقافية ونقلها إلى الأجيال القادمة.

ولفت إلى أن أتراك الإيغور في تركيا والصين، يمثلون في الواقع جسرًا يعزز علاقات التعاون بين الطرفين الشرقي والغربي لطريق الحرير التاريخي.

وقال: نتمنى لأبناء جلدتنا الإيغور أن يساهموا في تعزيز علاقاتنا مع جمهورية الصين الشعبية، لاسيما وأن تركيا أكدت في كل مناسبة دعمها لوحدة الأراضي الصينية.

وأردف: "إلى جانب ذلك، نتابع عن كثب مطالب مواطنينا فيما يتعلق بأقاربهم في شينجيانغ ذاتية الحكم، ونأمل في أن يتم معالجة المشاكل في هذا المنطقة استنادًا إلى القانون الدولي والقنوات الدبلوماسية".

- نهدف إلى تحقيق أقصى استفادة خلال عام 2021.

وقال السفير إن البلدين مقبلان على الاحتفال هذا العام بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تركيا والصين.

وختم بالقول: في إطار هذه الذكرى، نعمل على استعدادات واسعة النطاق لإجراء أنشطة مشتركة في مجالات الثقافة والفنون والرياضة والتجارة والاستثمارات والسياحة... نحن نرغب باستقطاب أكثر من مليون سائح صيني.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!