ترك برس

تواصل تركيا تعزيز مكانتها الإقليمية والعالمية في قطاع الصناعات الدفاعية، حيث تزيد يوماً بعد آخر، نسبة الإنتاج الوطني في هذا المجال، ليصل حالياً إلى 70 بالمئة، بعد أن كانت قرابة 20 في بدايات الألفية الثانية.

وفي هذا السياق، نشرت القناة الرسمية التركية، تقريراً للصحفية المختصة بالشؤون العسكرية، إجلال أيدينغوز، قالت فيه إن تركيا تعيش عصرها الذهبي في مجال الصناعات الدفاعية.

وأوضحت الصحفية أن نجاح مشاريع تركيا الوطنية في المجال العسكري انعكس إيجاباً على نتائج معاركها في مواجهة الإرهاب.

وأضافت أن تركيا ظلت تواجه تعقيدات كبيرة في الحصول على السلاح الغربي لمقاتلة أعدائها من خلال فرض الحظر وإلغاء الصفقات أو ربط الموافقة عليها بقوائم لا منتهية من الشروط الصعبة، حتى قررت التوجه عوضا عن ذلك لمشاريع إنتاج السلاح الوطني.

واستشهدت الصحفية التركية على كلامها بـ صاروخ "أتماجا" وكاسحة الألغام "ممات" اللذان كشفت تركيا عنهما مؤخراً، مبينة أنهما يأتيان استكمالا للثورة الصناعية الدفاعية التركية.

ومؤخراً، اختبرت وزارة الدفاع التركية، بنجاح إطلاق صاروخ "أتماجا" المضاد للسفن وكاسحة الألغام "ممات" المحليين.

ومن المقرر أن يكون صاروخ "أتماجا" بديلا لصواريخ هاربون الأميركية، كما اجتازت كاسحة الألغام "ممات" كل الاختبارات الدولية، وحصلت على النقاط الكاملة في التقييم، وفق وزارة الدفاع التركية.

وصاروخ "أتماجا" (أي الصقر) أرض - بحر من إنتاج شركة "روكتسان" التركية المعروفة بإنتاج مختلف أنواع الصواريخ الموجهة وغير الموجهة والليزرية، وهو قادر على إصابة الأهداف الثابتة والمتحركة من على بعد 220 كلم، ويمكن أن يحمل رؤوسا شديدة الانفجار يصل وزنها إلى 250 كيلوغراما، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."

كما يمكن للصاروخ الوصول إلى الهدف على المستويين الخطي والعمودي، ويمكن تغيير هدفه حتى بعد إطلاقه، وهو مزود بنظام حماية من التشويش الإلكتروني.

أما كاسحة الألغام "ممات" فاجتازت كل الاختبارات بنجاح، واسمها يأتي اختصارا لجملة "معدات ميكانيكية لإزالة الألغام".

وأعلنت وزارة الدفاع التركية أن شركة "أسفات" (ASFAT) التابعة لها بدأت تصدير 20 كاسحة ألغام مصنعة بإمكانات محلية إلى أذربيجان من أجل أداء مهامها في إزالة الألغام.

وتأسست شركة تشغيل المصانع العسكرية والترسانات التركية "أسفات" مطلع 2018، وهي تؤدي دورا مهما في تسويق المنتجات الدفاعية بإمكانات محلية بالكامل.

وتأتي هذه الطفرة التركية في مجال الصناعات الدفاعية، تطبيقا لطموحات خطة التنمية الوطنية "رؤية 2023" التي تسهم الشركات العامة والخاصة فيها بنصيب كبير، وذلك من خلال الاستثمار بكثافة في أنشطة البحث والتطوير، ودعم جهود الحكومة لتنويع منتجاتها الدفاعية.

ولا تقف الطموحات التركية عند هذا الحد، بل تهدف أنقرة إلى تصدير منتجات عسكرية تتجاوز قيمتها 25 مليار دولار سنويا بحلول 2023 مدعومة بجهود حثيثة تبذلها الشركات التركية لتطوير أنظمة قتالية وأسلحة موجهة.

ويمثل الإنتاج الصناعي المورد الأهم للعملة الصعبة، حيث تمكنت تركيا خلال السنوات الخمس الماضية من تصدير أسلحة وطائرات مسيرة ومركبات دفاع عالية التقنية إلى الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا وتركمانستان والسعودية وقطر وعُمان.

وتواصل شركات الصناعات الدفاعية التركية تعزيز موقعها في قائمة أفضل 100 شركة منتجة للأسلحة والمعدات العسكرية على مستوى العالم.

واستطاعت 4 شركات تركية عملاقة دخول قائمة مجلة "ديفينس نيوز" (Defense News) الأميركية التي تصنف سنويا أفضل 100 شركة عالمية في مجال الصناعات الدفاعية، وهي: أسلسان التركية، وشركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (توساش)، وشركة "إس تي إم" (STM) لهندسة وتصميم وتحديث المعدات العسكرية البحرية والطائرات المسيرة وتكنولوجيا الفضاء والرادار، وأخيرا شركة "روكتسان" المتخصصة في صناعة الصواريخ والقذائف.

ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم جعل تطوير صناعة الدفاع هدفا طويل الأجل، وفي ظل متابعة مباشرة من الرئيس رجب طيب أردوغان أصبح حوالي 70% من هذا القطاع مصنَّعا محليا مقارنة بـ20% عندما صعد إلى السلطة في عام 2003.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!