(صورة يعتقد أنها تعود للسلطان علي دينار)

ترك برس

أعلنت السفارة التركية في الخرطوم، أمس الأربعاء، زيارة السفير عرفان نذير أوغلو، ابنة سلطان الفور وآخر السلاطين في دارفور السلطان علي دينار.

وأوضحت في بيان صادر عنها، أن عرفان نذير أوغلو زار "حرم" ابنة سلطان الفور "الشهيد علي دينار"، مبينة أن "ابنة السلطان علي دينار كان عمرها عامًا واحدًا عندما استشهد والدها البطل عام 1916."

زيارة السفير التركي لمنزل ابنة علي دينار، أثار تساؤلات عن سر الاهتمام الرسمي التركي بالشخصية السودانية الشهيرة، لا سيما وأن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أصدر تعليمات سابقاً بترميم قصر السلطان علي دينار الذي يقع بمدينة الفاشر في إقليم دارفور.

ويعد السلطان علي دينار (1856-1916) آخر سلاطين سلطنة الفور، وما عرف لاحقًا بإقليم دارفور، وكان أحد حلفاء الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى (1914- 1918).

وكانت "سلطنة الفور" آخر رقعة من الدولة السودانية بشكلها الجغرافي الحديث استطاع الغزو الإنجليزي إخضاعها لسلطته عام 1916، بعد معركة حامية استبسل فيها السلطان علي دينار ولقي فيها حتفه مع الآلاف من جنوده.

وينتمي السلطان علي دينار إلى قبيلة الفور، التي تسكن جنوب غربي السودان، واسمه الأصلي محمد علي، أما دينار فتعني بلهجة أهل دارفور (دي نار) وتعني الرجل صعب المراس القوي والشجاع، بحسب تقرير لشبكة الجزيرة القطرية.

ويقع إقليم دارفور غربي السودان ويمتد من الصحراء الكبرى في شمال الإقليم إلى السافانا الغنية في جنوبه، وفيه مرتفعات جبلية أهمها جبل مرة الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 3 آلاف مترا، وتوجد به أكثر الأراضي خصوبة في الإقليم.

ويرجع سبب تسميته بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة الفور، ودارفور تعني موطن الفور، وهي إحدى أكبر قبائل الإقليم.

اهتم سلاطين دارفور بالعلم والعلماء، وعرف عنهم كسوة الكعبة المكرمة وإرسال ما يعرف آنذاك بالمحمل إلى البيت العتيق، ولا تزال أوقافهم معروفة في الأراضي المقدسة وأشهرها "آبار علي" على الطريق بين مكة والمدينة المنورة، والمقصود بعلي هنا السلطان علي دينار.

وكانت دارفور مملكة إسلامية مستقلة حكمها عدد من السلاطين كان آخرهم وأشهرهم علي دينار، وكان الإقليم في ظل حكومة فدرالية يحكم فيها زعماء القبائل مناطقهم.

ظلت دارفور منذ عام 1600 للميلاد بلدًا مسلمًا جميع سكانها من المسلمين، وظل القرآن الكريم القاسم المشترك بين القبائل العربية والأفريقية، والحَكم بينهم فيما يقوم من نزاعات.

عند اندلاع الحرب العالمية الأولى أيَّد سلطان دارفور، الدولة العثمانية التي كانت تمثل مركز الخلافة الإسلامية، الأمر الذي أغضب الحاكم العام البريطاني للسودان وأشعل العداء بين السلطنة والسلطة المركزية وكانت نتيجته الإطاحة بسلطنة دارفور وضمها إلى السودان عام 1917.

وبعد سقوط السلطنة اتخذ المستعمر قصر السلطان علي دينار مقرًا للحكم، لكن بعد استقلال البلاد تم الحفاظ عليه وتحويله إلى متحف يؤرخ للسلطنة وحضارات السودان القديمة.

كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد جدّد خلال زيارته للسودان في الأعوام السابقة حرص بلاده على ترميم قصر السلطان علي دينار الذي يقع بمدينة الفاشر في إقليم دارفور.

كما أكد اهتمام تركيا بالمحافظة على الإرث الثقافي المشترك الذي يربطها بالسودان في مدينتي الفاشر وسواكن وصيانته.

وجرى تأهيل القصر ضمن بروتوكول التعاون بين ولاية شمال دارفور والحكومة التركية، الذي يتضمن تقديم خدمات في مجالات الصحة والتعليم والمياه والثروة الحيوانية وتنمية وتطوير الكوادر البشرية.

وأنهت تركيا ترميم قصر السلطان علي دينار، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تزامناً مع حلول الذكرى الـ 104 لاستشهاده.

وعقب إتمام أعمال الترميم، غرّد سفير أنقرة بالسودان، عبر حسابه على تويتر: "يصادف اليوم الذكرى 104 لإستشهاد البطل السلطان على دينار الذي دعم الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى".

وأضاف: "إحياء لذكرى السلطان الذي يعتبر رمزا للأخوة بين الشعبين التركي والسوداني، ووفاء له قمنا بترميم قصره بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. رحمه الله تعالى رحمة واسعة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!