مراد تشيشك  - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

لن تنجحوا مهما حاولتم إخفاء حقيقتكم، ومهما استخدمتم الجمل المنمقة، فلن تصبحوا "إنسانيين" بمجرد وضع مكياج الإنسانية على وجهٍ أساسه "الفاشية". هل يتكرر التاريخ؟ عندما نتحدث عن حزب الشعب الجمهوري، فهو يتكرر باستمرار، والدليل على ذلك خطاب زعيم الحزب كيليتشدار أوغلو الأخير في مرسين.

شارك زعيم حزب الشعب الجمهوري باحتفال التعريف بمرشحي الحزب عن ولاية مرسين، ودار الحديث حتى وصل إلى السوريين، وقد حذف كيليتشدار أوغلو قضية اللاجئين السوريين الهاربين من إجرام نظام الأسد بمجرد جملة، متناسيا ما يقوم به النظام السوري الذي حوّل سوريا إلى بركة من الدماء، والذي يرتكب شتى الجرائم الوحشية من أجل البقاء على سدة الحُكم.

يقول كيليتشدار أوغلو: "إذا استلمت الحُكم فسأقوم بإرسال السوريين إلى بلدهم، لأن كل إنسان يكون سعيدا في الأرض التي وُلد ونشأ فيها، كل إنسان يكون سعيدا في دولته".

حزب الشعب الجمهوري الذي أرسل الوفود إلى بشار الأسد الملطخة يده بالدماء، من أجل أنْ يخطب وده، سيقوم بتقديم السوريين المتواجدين في تركيا، والذين نتقاسم معهم حياتنا وأكلنا وشربنا وخيراتنا، سيقوم الحزب بإرسالهم وتقديمهم لنظام الأسد، فالنسبة لهم لا يوجد أي قيمة لمن قتل وعذب وانتهكت حرمته وأعراضه على يد النظام السوري.

هل تفاجئنا من ذلك؟ قطعا لا، لأننا نعرف ماضيهم الأسود جيدا، ألم يقوموا بنفس الشيء تماما قبل 70 عاما؟ عام 1945؟ ألم ترسلوا 417 أذريا هربوا إلى تركيا من بطش ستالين، ألم ترسلوهم إلى ستالين لمجرد أنْ قام بطلبهم؟ أرسلتموهم.

ألم يقم قائدكم المغوار عصمت إنونو بتسليم إخوتنا الأذريين بالرغم من أنهم توسلوا إليه قائلين "قوموا بقتلنا أنتم، ولا ترسلونا إلى موسكو"؟ قام بذلك.

على ما يبدو أنكم لم تستفيدوا من أخطائكم ومجازركم التي قمتم بها في ماضيكم الأسود، ولم تستفيدوا أي درس من حادثة الأذريين.

ألم تقرؤوا ما كتب الشاعر الأذري ألماس يلديريم عن تلك المجزرة التي قام بها حزب الشعب الجمهوري؟ اقرؤوا اذاً:

هل ذنبي أنني لم أمد صدري للأعداء؟

هل أخطأت عندما سلمت نفسي للأتراك؟

ما رأيته من إخوتي أكبر بكثير

من الجرح الذي سببه الروس

لو استصرخت، للبّت الصخور النداء

لكن ماذا تنتظر من صخرة صماء

سيد كيليتشدار أوغلو، هذا مستحيل، أنْ تقوموا بإرسال السوريين إلى آلة قتل النظام السوري إذا استلمتم الحُكم؟ حينها لن يكتبوا حولكم "صخرة صماء" فقط، كن واثقا من ذلك.

عن الكاتب

مراد تشيشك

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مواضيع أخرى للكاتب

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس