ياسر التركي- خاص ترك برس

مع تسجيل العملة المشفرة البيتكوين أرقاما قياسية في قيمتها خلال الآونة الأخيرة، تبادر إلى ذهني سؤال، هل من الممكن أن يدخل البنك المركزي التركي البيتكوين ضمن احتياطاته الأجنبية كبعض الشركات العالمية؟

 هل من الممكن أن يكون ذلك صحيحا في ظل توجه أكبر الشركات العالمية للاستثمار في العملة الرقمية التي وصفت بنجم العملات الرقمية الساطعة ؟

إليكم بعض الشركات العالمية التي استثمرت في البتكوين مؤخرا، وباتت ضمن احتياطاتها الأجنبية.

- "تسلا" التي أسسها رجل الأعمال الأمريكي الشهير، إيلون ماسك، استثمرت 1.5 مليار دولار في عملة البيتكوين في فبراير/ شباط الماضي.

- كما أن شركة "MicroStrategy"  التي تنتج برامج الهواتف المحمولة والخدمات المستندة إلى التخزين السحابي، استخدمت البيتكوين كأصل احتياطي أساسي لها ابتداء من شهر أغسطس الماضي، وتحتفظ الآن بما لا يقل عن 38,250 بيتكوين كاحتياطي أي ما يعادل أكثر من نصف مليار دولار.

- وتمتلك شركة "Galaxy Digital Holdings" من البيتكوين بقيمة تزيد عن 257 مليون دولار.

- وشركة "Square" هو تطبيق مدفوعات عبر الإنترنت يتيح إمكانية شراء البيتكوين مقابل العملات الورقية  تعتمد على البيتكوين كأصل احتياطي، تستثمر ما قيمته 50 مليون دولار في البيتكوين، وهو ما يمثل ما نسبته 1 في المئة من أصول الشركة.

وأما استخدام البيتكوين على مستوى الدول:

فنزويلا

فقد أعلنت فنزويلا في ديسمبر 2020، عن بدئها بإجراء مدفوعات التجارة الدولية مع إيران وتركيا عبر عملة البتكوين، وذلك للتخفيف عن تأثير العقوبات الأمريكية عليها.

وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في تصريح، "تم إجراء المدفوعات لشركات دول حليفة مثل إيران وتركيا باستخدام البيتكوين".

وأشار مادورو، أن بلاده سمحت باستخدام العملات المشفرة في القطاع العام والخاص وفي التجارة الداخلية والخارجية في جميع انحاء العالم "ردا على العقوبات الأمريكية".

وقال موقع  "Runrun.es" الفنزويلي في خبر له، إن فنزويلا تقوم بدفع قيمة مشترياتها من شركات الدول الحلفة إيران وتركيا عبر عملة البيتكوين لتفادي العقوبات الأمريكية.

وأضاف نقلا عن البنك المركزي الفنزويلي، أن الجيش الفنزويلي بدأ بتعدين العملات المشفرة مع انهيار اقتصاد البلاد، والهدف من ذلك هو توليد مصادر دخل غير قابلة للحظر.

إيران

كما أن إيران تدرس خططا للتوسع في عمليات تعدين بيتكوين لتصبح نشاطا قائما بذاته يساعد على دعم الاقتصاد المتدهور والالتفاف على العقوبات الأمريكية.

وحسب موقع " aitnews" اقترح مركز أبحاث إيراني مرتبط بالرئاسة، الأربعاء، أن تتدخل الحكومة بنفسها للعمل على تعدين البيتكوين.

ويقول تقرير المركز الرئاسي الإيراني للدراسات الإستراتيجية: إن تعدين العملات المشفرة يمكن أن يوفر فوائد اقتصادية لعدة قطاعات مختلفة من الاقتصاد المضطرب.

ويؤكد التقرير على ضرورة استخدام النظام للعملات المشفرة لتوليد دخل إضافي، موضحًا أنه إذا تدخلت الحكومة بجدية، فقد تدر 2 مليون دولار أمريكي في اليوم و 700 مليون دولار سنويًا من الإيرادات المباشرة من العملات المشفرة.
تركيا 

أعلنت وزارة الخزانة والمالية التركية، الأربعاء، أنها تتابع عن كثب التطورات المتعلقة بالعملات الرقمية والوضع في البلاد.

وتابعت في بيان: "ضمن هذا الإطار يتم إجراء الدراسات تحت رئاسة نائب الوزير، بالتعاون مع البنك المركزي وهيئة التنظيم والرقابة المصرفية وهيئة سوق المال والمؤسسات الأخرى".

وفي ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلن محافظ البنك المركزي ناجي أغبال أنه سيبدأ العمل على اختبار النقود الرقمية اعتبارًا من النصف الثاني من عام 2021.

ومن جهة أخرى، قال تشانغبينغ تشاو، الرئيس التنفيذي لشركة "بينانس"، إحدى أكبر منصات تداول العملات الرقمية، إن تركيا تلعب دورًا رئيسيًا في مجال العملات المشفرة وسلسلة الكتل المحدودة "بلوكتشين"، ما يمنحها فرصة جيدة لتصدر قطاع التكنولوجيا المالية (فاين تك).

وأضاف في مقابلة مع الأناضول، أن تركيا واحدة من أكثر الأسواق نشاطًا في هذه المجالات، وأنها سوف تحظى بأهمية بالغة في الأوساط المالية مستقبلًا.
ووفقا لدراسة أجرتها مؤسسة "ING" المالية العالمية في 2018، فإن 18 في المئة من الأتراك يمتلكون العملات المشفرة، وينظرون إليها على أنها مستقبلهم.

في 23 فبراير/شباط الماضي، أدخلت شركة "تورك سيل" للاتصالات، ميزة تداول العملات المشفرة في تطبيقها " paycell" التابع لها، والتي توفر من خلال بطاقاتها خدماتها المشابهة للبطاقات البنكية من شراء على الانترنت والمتاجر وغيرها.

ووفقا لبيان صادر عن الشركة، فإن الميزة الجديدة ستمكن المستخدمين من الاستفادة من عمليات شراء وبيع العملات الرقمية  التالية، Bitcoin و Ethereum و Stellar Lumens و Litecoin و Bitcoin Cash.

وفي النهاية أدت الشعبية المتزايدة لعملة البيتكوين إلى أنها أصبحت أحد الأصول التي يتم تداولها على نطاق واسع، مثل العملات التقليدية القوية، وعلى أنها مستقبل النقود، لكن يرى البعض الآخر أن هذه الضجة المثارة حول العملات الرقمية ستخفت وخاصة بعد إعلان رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، أن بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة ليست عملة، بل هي "فقط أصل تداول رقمي أو أصل مشفّر".

عن الكاتب

ياسر التركي

مهتم بالشؤون الاقتصادية والتاريخ التركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس