نصوحي غونغور - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

لا تشغل السياسة الخارجية دورا كبيرا في الحملات الانتخابية للأحزاب المتنافسة في انتخابات تموز/ يوليو المقبل.

والاستثناءات قليلة فقد تطرقت الحملات الانتخابية بعض الشيء إلى الحديث عن أحداث 1915 المتعلقة بالأرمن ولا أعتقد أن الموضوع سيأخذ بعدا أكبر من ذلك، أيضا نرى موضوعا آخر من السياسة الخارجية وهو ما قاله زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض "كلتشدار أوغلو" حيث وعد في حال فوز حزبه بالانتخابات بأنه "سيرسل بالسوريين إلى بيوتهم في سوريا".

ولم يكن صدى ما قاله كلتشدار أوغلو كبيرا كما يجب أن يكون، فهناك قرابة مليوني لاجئ وكان من المنتظر أن تهز هذه الكلمات تركيا بأسرها.

وأنا أرى أن كلتشدارأوغلو محق فيما قاله فلا يجب أن ينتزع أي إنسان من وطنه وأرضه وبيته ولا أن يجبر على الرحيل والحياة في مكان آخر مهما توفرت له ظروف الراحة في المكان الجديد فلن يحل مكان الوطن.

ومن هذه الزاوية أدعم خطة كلتشدار أوغلو لإعادة السوريين إلى منازلهم. ولهذا مراحل وخطوات يجب المضي فيها ولا بد أن يكون السيد كلتشدارأوغلو قد وضعها في حسابه وسيعلنها قريبا.

أولا على زعيم حزب الشعب الديمقراطي أن يلعن النظام السوري ذو اليد الملطخة بالدماء مجرما في المحافل الدولية وخصوصا في الأوساط التي للحزب تأثير كبير عليها، وعليه أن يعلن أيضا أن نظاما كهذا لا يمكن أن تقوم له قائمة بعد الآن ولا حتى لدقيقة واحدة.

ولا مفر أمام حزب الشعب الجمهوري من أن يقول " لا" لسياسات النظام السوري في دمشق التي تبث التفرقة والعنصرية والطائفية التي يعلن الحزب أنه يحاربها ويقف ضدها.

اليوم ونحن على أعتاب الانتخابات العامة ولم يبقى لها  سوى 6 أسابيع لا يمكن لحزب الشعب الجمهوري أن يسكت وقد أعلن منذ الآن أنه شريك كبير لنظام دولة قامت فيه أقلية نصيرية بكل ما هوغير مشروع وغير قانوني لتبقى في الحكم المستبد المتفرد كجزء من مشروع يخطط له أن يستمر لمئة عام.

وليست إدارة حزب الشعب الجمهوري وحيدة أبدا فهناك من يلتقي معها من اللوبيات التي تعمل ضد تركيا في الخارج بسرية وخفاء وتقدم له خدمات "موازية" في هذا الصدد.

إن حكومة جديدة في سورية آتية بانتخابات شفافة تمثل الشعب هي الوحيدة التي من شانها أن تعيد السوريين الذين انتزعوا من ديارهم إلى أوطانهم وبيوتهم ولو كانت مهدمة وإلى ذكرياتهم التي انتزعتها منهم يد النظام الملطخة بالدماء.

ولا أشك أن حزبا كهذا سيعمل على التخلص من النظام المستبد الطائفي، يبالغ في وعوده في حملته الانتخابية دون أن يذكر المصادر المالية التي سيستخدمها لتنفيذ وعوده تلك (على الرغم من أن ما يعد يه أمر قابل للنقاش حتى لو كانت الموارد المالية متوفرة) ويحاول كلتشدارأوغلو أن يقول أن المشاريع التي نفذت في تركيا لزيادة رفاهية الشعب ورفع مستوى المواطنين المعيشي هي التي ستكون مصادره المالية.

  زعيم حزب الشعب الجمهوري يبني إذا سياسة جديدة تولي “الإنسان” جل الاهتمام، ويترك بذلك مفاهيم السياسة الخارجية الداعمة التي يتخذها مثلا أعلى له ويتخلى عن النظام السوري الذي يراه “آخر معاقل العلمانية” في الشرق الأوسط. وإلا لما جعل همه عودة اللاجئين إلى بيوتهم هؤلاء الذين عاشوا إحدى أكبر المآسي التاريخية.

لا أريد أن أفكر بشكل آخر، أريد أن اعتبر أن كلتشدار أوغلو قد تأثر بموقف الملايين الذين لجؤوا حتى الآن إلى تركيا وقاسمهم الشعب التركي لقمته دون تردد، لذلك قرر اتخاذ مثل هذه الخطوات، فلم لا ندعمه!

عن الكاتب

نصوحي غونغور

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس