كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

عمل عدد من مدراء الشرطة على الإفراج عن 75 متهم يوم أمس، وقد جاءت التعليمات من فتح الله غولن إلى قضاة تابعين للتنظيم الموازي من أجل الإفراج عن هؤلاء، وأصدروا قرارا بالإفراج لا يرتكز على أي قانون، وقد منع رئيس قضاة الجمهورية في اسطنبول بالتعاون مع محكمة الصلح هذا القرار في اللحظات الأخيرة.

لكنني مع هذا أؤمن أنّ لهذه الحادثة آثار وتبعات إيجابية، فكما يقولون "هناك خير في كل شر"، وبفعلتهم هذه كشفنا شبكة تنظيم موازي جديدة داخل نظام القضاء، وهذا سيؤدي إلى نتائج إيجابية، والشعب كشف عن تعليمات صدرت من زعيم في مكان "زعيم منظمة ارهابية"، أرسلها إلى بعض القضاة من أجل تهريب بعض المتهمين والمعتقلين، وبذلك ثبت أهمية البحث عن تشعبات التنظيم الموازي داخل جهاز القضاء.

تسرب التنظيم الموازي بصورة كبيرة إلى جهاز الشرطة، وبدرجة ثانية في جهاز القضاء، وهذا نعرفه من حالات سابقة، وما قام به جهاز الشرطة مع جهاز القضاء جعل تركيا تعيش في ظلام دامس لفترة من الزمن، فقد وقّع نظام القضاء مع الشرطة على أكثر القرارات غير القانونية وغير العادلة في تاريخ تركيا.

قاموا بالغدر بمئات، بل بآلاف الناس من أجل أن يسيطروا على الدولة، وقام رجال الشرطة التابعين للتنظيم الموازي بإنشاء أدلة مزورة وتقديمها لأجهزة القضاء من أجل التحقيق فيها، وأصدر جهاز القضاء ممثل بقضاة التنظيم الموازي بناء على تلك الأدلة قرارات بدون أصل لها ولا أساس.

للأسف تركيا علمت بذلك بعدما عاشته واقعا في تاريخها المعاصر، ولهذا يجب الآن إيجاد كل منسوبي التنظيم الموازي، وإبعادهم عن وظائفهم وتقديمهم للمحاكمة، فتطبيق نظام حقوقي ديمقراطي يمر عبر إنقاذه من يد عصابة القضاة الحالية.

الجانب المشرق من هذا الموضوع، هو التحقيقات التي تجري حول هذا الموضوع، وإيقاف القرارات التي لا أساس قانوني ولا مهني لها، ومنعوا بذلك إبقاء المنتسبين للتنظيم الموازي بدون محاسبة.

فتح الله غولن قام بتحريض مدراء مراكز الشرطة، ليظهروا على شاشات التلفاز للافتراء على الحكومة، ولم يقتصر الأمر على مدراء الشرطة، وإنما وصل الأمر إلى الصحفيين والكتاب ليقوموا بحملة مماثلة ضد الحكومة وضد اردوغان.

برغم أنّ فتح الله غولن استطاع أنْ يُصدر قرارا بإخلاء سبيل 75 متهما، من أجل إبراز استمرار قوته ونفوذه داخل الدولة، إلا أنه بذلك أصلا يعكس ضعفه وقلة حيلته، وذلك لأنّ هذا القرار تم تعطيله، وتبيّن له تقليص نفوذه الذي اصطدم بحاجز ألغى قراره وقرار التابعين له من القضاة، وبعد الآن لن يستطيع التنظيم الموازي سوى القيام بمثل هذه "العمليات الانتحارية" التي كشفتهم، لكن دون الحصول على  نتائج كما يريدون، وهذا لن يفيد سوى بتسريع عملية القضاء على تسرب التنظيم الموازي وتشعباته.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس