ترك برس

شهدت العاصمة التركية أنقرة، أمس الأربعاء، انعقاد أعمال المؤتمر العام السابع لحزب العدالة والتنمية تحت شعار "ثقة واستقرار من أجل تركيا"، والتي أسفرت عن إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان، لرئاسة الحزب، فضلاً عن تغييرات هيكلية في كوادره.

المؤتمر الذي يعقده الحزب بعد 19 عاما على تأسيسه، يعدّ بداية مرحلة جديدة استعدادا لانتخابات عام 2023، وقد جاء عقب الانتهاء من المؤتمرات الفرعية للحزب في جميع المدن التركية، والتي شهدت تجديد نسبة 70% من كوادر الحزب في فروعه، وأبرز هذه التعديلات انتخاب نوري كاباك تابا رئيسا لفرع الحزب في إسطنبول، الذي كان مقربا من نجم الدين أربكان.

كما أسفر المؤتمر الذي أدلى فيها ألف و560 مندوبا بأصواتهم في عملية الاقتراع، انتخاب رئيس الوزراء السابق، بن علي يلدريم، وكذلك نعمان قورتولموش نائبين للرئيس، ورفع عدد أعضاء اللجنة القيادية العليا من 50 إلى 75، وتشير النتائج إلى تغيير كبير في هيكلية القيادة، انعكاسا للتجديد الذي حصل في انتخابات فروع الحزب.

اللافت في المؤتمر هو عودة بعض الشخصيات التي غابت عن الساحة السياسية في الفترات السابقة، كما أن التغيير فاق 50%، فضلا عن أن أبزر الوجوه القديمة من الوزراء السابقين والحاليين أصبحت خارج هذه الإدارة الجديدة للحزب.

ونقل تقرير لـ "الجزيرة نت" عن القيادي في حزب العدالة والتنمية بيرول دمير، قوله أن حزبه يتميز بديناميكية ديمقراطية عبر ضخ دماء جديدة في قيادته، وهو بذلك لا يتأثر بانشقاق قيادات وازنة فيه.

وأكد دمير على هامش مشاركته في المؤتمر، أن الحزب يسعى بعدما خسر بلديات مهمة في الانتخابات المحلية الأخيرة إلى تقوية موقفه عبر حزمة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية، استعدادا لانتخابات برلمانية ورئاسية مهمة ستجري بعد عامين.

ولفت إلى أن الحزب سيعمل على إنهاء عدد من المشاكل مع بعض الدول بما يتماشى مع مصالح تركيا وتطلعات شعبها، ويأتي هذا في سياق تحسين العلاقات مع مصر واليونان والاتحاد الأوروبي.

وأشار القيادي في الحزب الحاكم إلى العمل على إرساء الاستقرار في ليبيا وسوريا والتعاون مع القاهرة في شرق المتوسط.

وحزب العدالة والتنمية ظهر لأول مرة بهذا الاسم على مسرح السياسة التركية في 14 أغسطس/آب 2001، بزعامة المؤسس رئيس الجمهورية التركية الحالي رجب طيب أردوغان، وطوال الفترة الماضية منح الحزب رئيسين لتركيا هما عبد الله غل ورجب طيب أردوغان، و4 رؤساء وزراء هم عبد الله غل، وأردوغان، وأحمد داود أوغلو، وبن علي يلدريم.

وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2002، وبعد 15 شهرا فقط على تأسيسه، خاض "العدالة والتنمية" أول معركة انتخابات عامة في تاريخه السياسي، تمكّن خلالها من الفوز بالانتخابات بنسبة 34%، الأمر الذي مكنه من تشكيل الحكومة الـ58 في الجمهورية التركية منفردا برئاسة عبد الله غل.

لم يتمكن أردوغان حينها من ترؤس الحكومة بسبب تبعات الحكم بسجنه عام 1998 لمدة 10 أشهر؛ إلا أنه سرعان ما عاد إلى الساحة السياسية في 8 مارس/آذار 2003، وفاز بالانتخابات العامة المعادة بولاية سيعرت، ليصبح نائبا عنها في البرلمان التركي، أعقب ذلك استقالة حكومة غل في 11 مارس/آذار 2003، ومنح الرئيس العاشر للجمهورية التركية أحمد نجدت سيزر، مهمة تشكيل الحكومة الـ59 لأردوغان، في 15 مارس/آذار 2003، ليصبح بعدها رئيسا للوزراء.

كما تمكن "العدالة والتنمية" بقيادة أردوغان مرة أخرى من الفوز في الانتخابات العامة التي جرت عام 2007 بنسبة 46.6%، والحصول على مقاعد برلمانية عن جميع الولايات التركية باستثناء ولاية تونجلي.

وفي الانتخابات العامة عام 2011، تمكن الحزب من الحصول على 49.53% من الأصوات الانتخابية، واستمر على رأس السلطة في تركيا.

وشهد أغسطس/آب 2014، إجراء أول انتخابات رئاسية في تركيا صوّت فيها الشعب مباشرة، وفاز بها الرئيس أردوغان بأكثر من 52% من الأصوات، ليصبح الرئيس الـ12 لتركيا، وليواصل داود أوغلو مسيرة قيادة الحزب والحكومة من بعده.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!