عائشة خالد - ترك برس

هب أنك سِرتَ في منطقة "أوسكودار" بإسطنبول، ثم اتجهت شمالا على خط الساحل، بعد فترة وجيزة ستجد نفسك أمام أحد أهم قصور الدولة العثمانية "بيلير بي سراي (Beylerbey Sarayı)" ويعني قصر "سيد السادة".

يقع القصر في منطقة من أقدم المناطق في أوسكودار في الطرف الآسيويـ وضِع حجر الأساس له في عام 1863، واستمر بناؤه عامين حتى انتهائه في عهد السلطان عبد العزيز.

بُنِي القصر ليكون مصيفا على أرض بالغة الأهمية، فبالإضافة إلى أنها تقع مباشرة على البوسفور فإن قيمة الأرض التاريخية تعود لأيام البيزنطيين قبل أن تكتسب أهميتها إبان الدولة العثمانية، فقد كانت الأرض حديقة للحاكم قسطنطين، وكانت تسمى الحدائق المتقاطعة أو المصلبة.

وتعاقب الخلفاء على امتلاك الأرض، وبني عليها أكثر من قصر أحدها قصر زوجة السلطان سليم الثاني، ثم أخذه الحريق في أيام السلطان عبد المجيد قبل أن ينتهي الأمر بإنشاء القصر الصيفي في أيام السلطان عبد العزيز.

 

بني القصر ليكون مزيجا متكاملا يجمع الطراز الشرقي والغربي والعمارة الباروكية والطراز المعماري للإمبراطورية الثانية، واتخذ شكلا مستطيلا، هو وشبابيكه المطلة على البحر.

وقسم لقسمين؛ شمال القصر للحريم والاستخدام العائلي، وجنوبه للاستقبال والاستخدام الحكومي. ويتكون القصر من طابقين ودور أرضي دون سطح البحر، وله ثلاث مداخل، في الطابق الأول، تستقبلك عند دخولك صالة واسعة يتفرع منها القصر إلى 24 غرفة وحمام تركي واسع. وتحوي الصالة بركة ونافورة ويزين سقفها وسقف القصر عامة بالثريات الكرستالية، كما فرش القصر بالسجاد الأحمر على امتداد اراضيه.

ويقال أن السلطان عبدالعزيز أظهر اهتماماً واسعاً للتصميم الداخلي للقصر، ولشغفه الكبير بالبحر فإن الرسومات التي تتوزع على السقف والجدران اتخذت مواضيع ذات صلة بالبحر والسفن وما يتعلق بهما بشكل كبير.

إضافة إلى ذلك يحتوي القصر على صالة رخامية وزاويتين بحريتين على أطرافه تنفتحان مباشرة على البوسفور، وزين سقفه بالنحوت الخشبية والزخارف والأعمدة.

يقع القصر داخل حديقة كبيرة تحيط به من ثلاث أطراف، ويتوسطها حوض سباحة جميل، ومن محاسن القصر أن بإمكانك مشاهدته من زاوية عليا وأنت تقطع المضيق من على جسر البوسفور.

صورة عليا للقصر من جسر البوسفور

يغلق القصر أبوابه دون الزوار أيام الخميس والإثنين، عدا ذلك فإنه مفتوح للزيارة من 9 صباحا وحتى 6 مساء. ويمكن الذهاب إليه في حافلات النقل العام بكل سهولة، إذ تمر من أمامه معظم الحافلات المنطلقة من الساحل، ويتخذ الموقف القريب منه نفس الاسم.

صورة لأحد الزوايا البحرية

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!