(أردوغان ونظيره في قبرص التركية خلال مراسم رسمية في الجزيرة القبرصية)

ترك برس

كشفت أنقرة، عن حملة لحشد جهود دبلوماسية من أجل تأمين اعتراف دولي واسع بجمهورية شمال قبرص التركية، يقودها رئيس البلاد، رجب طيب أردوغان الذي أجرى زيارة إلى الجزيرة القبرصية، على رأس وفد رفيع المستوى.

وفي كلمة له الأربعاء، قال أردوغان "لقد حان الوقت لإجراء مفاوضات بين دولتين في جزيرة قبرص" مشيرا إلى أن تركيا ستبذل قصارى جهدها لجعل دولة قبرص التركية تحظى باعتراف واسع النطاق بأسرع ما يمكن.

وأضاف "أصبح المطلب الوحيد للقبارصة الأتراك على طاولة المفاوضات الدولية هو الاعتراف بوضعهم كدولة ذات سيادة."

وشدد أردوغان على أن القبارصة اليونانيين ارتكبوا جميع أنواع الظلم والقسوة ضد القبارصة الأتراك منذ عام 1963، وأنهم رفضوا جميع المبادرات لحل المشكلة في الجزيرة بما فيها خطة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان عام 2004.

وفي سياق متصل، نشرت وزارة الدفاع التركية مشاهد لمقاتلاتها وهي تنفذ عروضا جوية في أجواء جمهورية قبرص التركية، احتفالا بمناسبة الذكرى الـ47 لـ"عملية السلام" العسكرية التركية على أراضي الأخيرة.

وفي تغريدة على تويتر، نشرت الوزارة اليوم مقاطع تظهر جانبا من الاستعراضات الجوية لمقاتلاتها في ذكرى العملية العسكرية التي نفذتها أنقرة عام 1974 لإنقاذ القبارصة الأتراك في الجزيرة. ويظهر المقطع المصور المقاتلات التركية وهي ترسم الهلال والنجمة، في إشارة إلى الرمز الذي يحمله علما البلدين.

وفي 20 يوليو/تموز 1974، أطلقت تركيا "عملية السلام" في قبرص، بعد أن شهدت الجزيرة انقلابا عسكريا قاده نيكوس سامبسون ضد الرئيس القبرصي مكاريوس الثالث، في 15 من الشهر نفسه.

وجرى الانقلاب بدعم من المجلس العسكري الحاكم في اليونان، فيما استهدفت المجموعات المسلحة القبرصية اليونانية سكان الجزيرة من الأتراك. وفي 13 فبراير/شباط 1975، تم تأسيس "دولة قبرص التركية الاتحادية" في الشطر الشمالي من الجزيرة.

في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده تدين إعلان زعيم القبارصة الأتراك والرئيس التركي أردوغان نقل أجزاء من "مرعش" القبرصية إلى سيطرة القبارصة الأتراك لكونه يتعارض مع قرارات مجلس الأمن.

وأضاف بلينكن أن بلاده تنظر إلى تصرفات القبارصة الأتراك على أنها استفزازية وغير مقبولة ولا تتوافق مع التزاماتهم السابقة، معربا عن تأييد واشنطن تسوية شاملة يقودها القبارصة لإعادة توحيد الجزيرة.

من جهته، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الأربعاء، عن دعمه لقبرص الرومية، بعد إعلان القبارصة الأتراك عن إعادة فتح جزئي لمدينة مرعش، الأمر الذي أثار انتقادا شديدا من القبارصة اليونانيين.

وأشار لودريان إلى أنه بحث الأمر، الثلاثاء، مع نظيره القبرصي الرومي، وأنه سيثير المسألة في الأمم المتحدة، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."

وفي بيان لها، قالت الخارجية الفرنسية إن "فرنسا تأسف بشدة لهذه الخطوة الأحادية التي لم يتم التنسيق لها والتي تمثل استفزازا"، مضيفاً أنها "تقوض استعادة الثقة الضرورية للاستئناف العاجل للمفاوضات من أجل حل عادل ودائم للقضية القبرصية".

كما وصف الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس الخطوة بأنها "غير قانونية وغير مقبولة".

من جهته، عبّر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن قلقه جراء تصريحات أردوغان خلال زيارته للشطر الشمالي لقبرص، واعتبرها "غير مقبولة".

وقال بوريل، في بيان، "يشدد الاتحاد الأوروبي مجددا على ضرورة تفادي الخطوات الأحادية المنافية للقانون الدولي، والاستفزازات الجديدة التي يمكن أن تزيد التوترات في الجزيرة وتهدد استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى تسوية شاملة للمسألة القبرصية".

وعبر بوريل عن أسفه حيال قرار قبرص التركية إعادة فتح منطقة مرعش السياحية بمدينة غازي ماغوصة على الخط الفاصل بين شطري قبرص التركي والرومي.

في المقابل، قالت وزارة الخارجية التركية إن تصريحات بوريل حول زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى "جمهورية شمال قبرص التركية" مثال جديد على انفصال الاتحاد الأوروبي عن الواقع.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن "منطقة مرعش بجمهورية قبرص التركية ستنهض مجددا في إطار القانون الدولي".

وقال أردوغان -في كلمة ألقاها أمس خلال مشاركته في افتتاح عدد من المشاريع التنموية والحيوية في لفكوشا عاصمة جمهورية شمال قبرص التركية- إن منطقة مرعش القبرصية ستستعيد أيامها الخوالي من خلال فتحها بطريقة لا تضر بحقوق أي شخص وفي إطار القانون الدولي.

وتقع منطقة مرعش السياحية في مدينة غازي ماغوصة على الخط الفاصل بين شطري قبرص، وأُغلقت بموجب اتفاقيات عقدت مع الجانب اليوناني عقب "عملية السلام" العسكرية التي نفذتها تركيا في الجزيرة عام 1974.

وفي الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2020 فتح القبارصة الأتراك جزءا من منطقة مرعش المغلقة بمدينة غازي ماغوصة (شرقي البلاد) بعد إغلاق دام 46 عاما.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!