ترك برس-الأناضول

حدائق خضراء متناسقة على السفوح، وكأنها مرتبة كأسنان المشط، إنتاجها وفير مميز وتجذب الزوار والسائحين إليها، إنها مزارع الشاي التركي الشهيرة في العالم.

سفوح خضراء كاملة تنتشر بجبال البحر الأسود في المنطقة الشرقية منه، على ارتفاعات مختلفة، حدائق منتظمة متناسقة جميلة، تخالها هاربة من قصص الأندلس وحدائقها الغناء.

تركيا التي تشتهر بكثير من منتجاتها وأهمها الشاي، تعتبر من أكثر دول العالم استهلاكا للشاي ويقدر استهلاك الفرد سنويا 2.3 كغ، وبات المشروب الدافئ بكأسه المميز، جزء من ثقافة الشعب التركي.

وتعتبر ولايات الحوض الشرقي للبحر الأسود في تركيا، وفي مقدمتها ريزة، وتليها طرابزون وآرتفين، وأوردو، وغيراسون، من أكثر الولايات إنتاجا، ويقدر إجمالي المساحة المزروعة 849 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) بحسب أرقام وزارة الغابات والزراعة لعام 2019.

** تصدير لأكثر من 100 دولة

تجاوزت عائدات تركيا من صادرات الشاي 10 ملايين دولار، خلال النصف الأول من العام الجاري، بحسب معطيات أحصتها الأناضول من اتحاد مصدري شرقي البحر الأسود في تركيا.

وصدّرت تركيا ألفين و587 طنا من الشاي، إلى أسواق 108 دول، وبلغت عائدات صادرات الشاي التركية، 10 ملايين و282 ألفا و445 دولارا، خلال الفترة بين يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيران 2021.

وتصدرت بلجيكا وألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا، قائمة الدول الأكثر استيرادا للشاي التركي.

** تاريخ الشاي

وبحسب تقرير وزارة الغابات والزراعة التركية، فإن تاريخ إنتاج وزراعة الشاي يعود لعام 1917، حيث تم إرسال وفد لدراسة المنطقة، وأفادت الدراسات بأن منطقة شرق البحر الأسود مناسبة لإنتاج الشاي.

وسن البرلمان التركي قانونا في 1924 لزراعة عدة منتجات من بينها الشاي لتنمية المنطقة وخاصة في ريزة استنادا إلى التقارير السابقة.

وتم إنتاج أول ورقة شاي خضراء وجافة في 1938، وبعدها بعامين تم وضع إنتاج الشاي تحت حماية الدولة، وهو ما ساهم في توسع المساحات التي تزرع الشاي، ما أدى إلى تنمية المنطقة.

ويزرع الشاي على السفوح المرتفعة إلى علو ألف متر فوق سطح البحر، وبسبب الارتفاع فإن الجو يوفر له الحماية من الميكروبات، وعدم استخدام الأسمدة لمكافحة الأمراض والحشرات.

** اليوم الدولي للشاي

ويحتفل العالم كل عام باليوم الدولي للشاي، المشروب الأكثر استهلاكًا في العالم بعد الماء، حيث حددت الأمم المتحدة في 2019، يوم 21 مايو/ أيار من كل عام؛ يومًا دوليًا للشاي، "لزيادة الوعي بأهميته في مكافحة الجوع والفقر".

ويعتبر الشاي جزءا لا يتجزأ من الثقافة التركية، وأصبح مشروبًا تقليديًا ووطنيًا في وقت قصير جدًا، رغم دخوله الحياة اليومية في تركيا في وقت متأخر نسبيًا.

كما يُعد الشاي رمزا للصداقة والضيافة في تركيا، ويعد الشاي التركي؛ ثالث أكبر سوق عالمي بعد الصين والهند، فيما تحتل تركيا المرتبة السابعة في العالم من حيث مساحة حقول زراعة الشاي.

وتعتمد طريقة تحضير الشاي التركي على استخدام إبريق شاي من جزئين، أحدهما للماء المغلي والآخر للشاي، ويضاف الماء إلى منقوع الشاي لتخفيفه، ويقدم في أكواب الشاي التركية التقليدية.

** اهتمام سياحي

ونتيجة للجمال المميز للحدائق المنتشرة على سفوح البحر الأسود تلقى مزارع الشاي اهتماما سياحيا كبيرا من قبل الزائرين والسائحين القادمين للمنطقة.

ويُكثر السائحون من التقاط الصور التذكارية ووضعها على وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن كثيرا من المشاهير في تركيا يزورن المنطقة للاطلاع على جمالها.

ويمكن رؤية العمال وهم يعملون على حصاد أوراق الشاي عبر أدوات خاصة تقطف وتجمع في أكياس لتنتقل إلى المراحل اللاحقة من التجفيف والتغليف ونقلها للأسواق أو للتصدير.

وكثير من السائحين ينجذبون للجمال الخاص في هذه المنطقة ضمن جولتهم السياحية، وتخليد ذكرياتهم الرائعة، حيث تعتبر منطقة البحر الأسود وجهة سياحية مميزة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!