ترك برس

يلتفت الإنسان بطبيعته، ويميل لمعرفة تراث قديم، لم يبقى منه سوى آثار تحمل قصص وحكايات يبنى على أساسها اقتراحات واختلاف في الآراء، من حيث تجسيدها أو التخلص منها أو ربما ترميمها، لتبقى ذكرى تحملها الأجيال على مر السنين.

بالفعل، هذا ما ينطبق على كلية أصحاب الكهف (Ashab-ı Kehf)، الواقعة في منطقة" أفشين" التابعة لولاية "قهرمان مرعش" جنوبي تركيا، والتي تم بناءها خلال العصور القديمة.

كلية أصحاب الكهف

وتعتبر هذه الكلية من التراث القديم، وقد بُنيت فوق مغارة، تجسد قصة أصحاب الكهف، المعروفة عند العقيدتين الإسلامية والمسيحية، والمتفق عليها كرواية، ومختلف عليها حول مكان حدوثها، ومن هنا جاءت التسمية للكلية نسبة إلى أصحاب الكهف، كما ورد ذكرهم في الكتب السماوية، أنهم لجئوا إلى تلك المغارة الواقعة تحت الكلية، هربا من حاكم ظالم.

مغارة افسوس

لجأ سبعة فتية إلى الكهف هربا من حاكم ظالم، يُسمى "ديقيانوس"بعد أن آمنوا بالله، وأمر جنوده ببناء جدار أمام بوابة المغارة، حتى لا يستطيعوا الخروج منها، وقد حدثت المعجزة الإلهية، حينما نام الفتية ثلاثمائة وتسع سنوات، وخلال تلك الفترة كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم، وتغرب من الشمال، فلا تصيبهم أشعتها، وعندما استيقظوا لم يدركوا كم مضى من الوقت، حتى ذهب أحدهم إلى القرية، ليشتري طعاما، فلم يجدها القرية كما كانت على عهدهم، فقد تغيرت المساكن والأشخاص والبضائع والنقود، ومات الحاكم الظالم، وكذلك أهل القرية لم يعرفوه، لما كان عليه من ملابس بالية ونقود قديمة، وقد ماتوا بعد استيقاظهم بفترة قصيرة.

المغارة من الداخل

وبعدها اختلفت وتنوعت الآراء، واختلف الناس حول مكان وجود هذه المغارة، فهناك أربع مغارات في مناطق مختلفة تحمل اسم أصحاب الكهف، منها منطقة: "سجلون" و"ليجا "وأكثرها تأييدا منطقتي "طرسوس" و"أفشين"، ولكن بعد الدراسات الأثرية والفحوصات والاكتشافات، ترجح وجودها في "أفسوس "الموجودة في "أفشن"، ومعظم علماء الدين الإسلامي يتفقون على ذلك.

بوابة المغارة

وهناك أدلة على وجودها في "أفسوس"، حيث يُقال أنّ في تلك المنطقة أيضا منزلا للسيدة مريم العذراء، وأصبح فيما بعد كنيسة، بالإضافة إلى تكرار أسماء أصحاب الكهف لأولاد المنطقة، وهي:" يمليها وميسلينا ومكسيلنا وميرنوس تبرينوس سازينوس وكايستانيوس برفقة كلبهم "قطمير"، وقد واجه رئيس حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي "ماهر اونال"صعوبة كبيرة لإضافتها بشكل مؤقت لقائمة اليونسكو، ونجح مؤخرا في ذلك.

كنيسة أصحاب الكهف

تُعتبر هذه الكلية مقدسة بالنسبة لأهل المنطقة، لأهميتها التجارية والثقافية والعلمية والسياحية، ولما فيها من فن معماري تركي ينعكس على جدرانها. والذي زادها أهمية سياحية، أنها بنيت مقابل قمة صخرية يتدفق عليها الزوار من جميع بقاع الأرض، لذلك قررت المديرية العامة للأوقاف بإنشاء فندق ومجموعة من المنشات الخادمة، لإنعاش السياحة الدينية في المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!