ترك برس

طوت تركيا والإمارات مرحلة من الصدام والتصعيد في التصريحات بين مسؤولي البلدين، وذلك بزيارة أجراها ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، إلى أنقرة ولقائه بالرئيس رجب طيب أردوغان.

زيارة ولي عهد أبو ظبي لأنقرة، هي الأولى من نوعها منذ 10 سنوات، وتشكل علامة فارقة وذات أهمية كبيرة على صعيد العلاقة بين الدولتين من جهة، وعلى صعيد المحاور المنقسمة التي اصطفت بها دول الإقليم خلال السنوات الأخيرة، من جهة أخرى

التقارب التركي الإماراتي الذي تجسد أيضاً في توقيع البلدان اتفاقيات في مختلف المجالات، وإعلان الإمارات اعتزامها الاستثمار بـ 10 مليارات دولار، جاء بعد سنوات من الصدام والتوتر الذي ساد العلاقات بين أنقرة وأبو ظبي.

بدايات التوتر التركي الإماراتي تعود إلى ما قبل 8 سنوات وبالتحديد في أعقاب تطورات الأحداث في مصر، لتتوسع وتنتقل لاحقاً إلى الملفات السورية والليبية وشرق المتوسط والموضوع الفلسطيني والأقليات في المنطقة والمناورات العسكرية المشتركة مع اليونان وقبرص اليونانية.

وتولد الشقاق من رحم الانتفاضات العربية، عندما اتخذت تركيا موقفا داعما للثورات ولجماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم الإسلاميين الذين تقلدوا الحكم في عدد من الدول العربية، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."

وفي النزاع الخليجي، وقفت تركيا في نفس الخندق مع قطر ضد الإمارات والسعودية ومصر، بينما ساعد الدعم الذي قدمته أنقرة الحكومة الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة على صد قوات تدعمها الإمارات كانت تحاول السيطرة على العاصمة طرابلس.

وتبادل البلدان الاتهامات بالتدخل وممارسة النفوذ خارج حدودهما، ووصف أردوغان ذات مرة وزير الخارجية الإماراتي بأنه وقح أفسده المال عندما أعاد الوزير نشر تغريدة وجه فيها انتقادات لقوات العثمانيين أسلاف تركيا الحديثة.

وفي القرن الأفريقي، تتسابق تركيا والإمارات على النفوذ.

وفي سوريا، لا تزال تركيا تقدم الدعم للمعارضة المسلحة المناهضة للرئيس بشار الأسد فيما فتحت الإمارات سفارة في دمشق.

مسار تطور العلاقة

تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد بعد شهرين من زيارة أخيه طحنون التي جاءت بعد 4 أشهر من اتصال هاتفي بين وزيري خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو والإمارات عبد الله بن زايد، كان الأول من نوعه منذ 5 سنوات، وقد تمّ خلاله تبادل التهاني بحلول عيد الفطر.

وردت تركيا على هذه الرسالة بتعيين سفير جديد لها في أبوظبي لمتابعة الرسائل الجديدة للإمارات والتفاعل معها بإيجابية.

قبل هذا الاتصال كان هناك كثير من الإعداد على مستوى أجهزة الاستخبارات في البلدين، وأُسدِل الستار على الكثير من ملفات الخلاف الثنائي والتصعيد الإعلامي وتبادل الاتهامات عبر الفضائيات والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي.

وعقب لقاء عقده أردوغان مع المسؤول البارز طحنون بن زايد -الذي زار أنقرة في 18 أغسطس/آب 2021- برزت تصريحات رسمية إماراتية تشير إلى سياسة جديدة تنتهجها الإمارات في علاقاتها الدولية، بعدما مرت علاقة أبوظبي مع عدة عواصم -منها أنقرة- بحالة عداء كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية.

وفي تصريح رسمي إماراتي يكشف عن السياسة الجديدة للبلاد، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش إن أبوظبي تعمل حاليا على تعزيز العلاقات مع الجميع، مشيرا إلى أن اختلاف المواقف لن يحول دون تعزيز العلاقات الاقتصادية.

وكتب قرقاش على "تويتر" -في 19 أغسطس/آب 2021- أن بلاده تعمل حاليا على بناء الجسور وتعزيزها وترميمها مع الجميع، والمواءمة بين الاقتصاد والسياسة.

ولا تزال تركيا تحجب المواقع الإلكترونية لبعض المنظمات الإماراتية، بما في ذلك وكالة الأنباء الحكومية، لكن الحكومة أوقفت ما كان في السابق وابلا لا ينقطع من سهام النقد التي تستهدف الإمارات.

والأربعاء الماضي، اختتم ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، زيارة رسمية إلى أنقرة التقى خلالها الرئيس رجب طيب أردوغان، ووقع الجانبان 10 اتفاقيات على هامش الزيارة.

ومتوجها إلى الرئيس أردوغان، قال الشيخ ابن زايد، في برقية شكر بعث بها الشيخ بن زايد إلى الرئيس أردوغان في ختام الزيارة: "ونحن نغادر بلدكم الصديق نتقدم بخالص الشكر والتقدير لما حظينا به والوفد المرافق من حفاوة استقبال وجميل ترحيب بما هو معهود منكم في كرم الضيافة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!