ترك برس

للطبيعة أسرارٌ نعجز أحيانا عن كشفها أو حتى وصفها، لما تمتلكه من روعة وسحر يُذهل العقول، فبجمالها وتناسب ألوانها ترسم للمشاهد أروع اللوحات الفنية المحسوسة والملموسة، وهذا ما نلاحظه في بحيرة "أبانت (Abant Gölü)" التركية.

تُعتبر بحيرة "أبانت" لوحة فنية من أحضان الطبيعة، تقع في شمال غرب الأناضول على بعد 32 كيلومتر من مدينة "بولو"، وتبعد عن اسطنبول 280 كيلومترا، وترتفع عن سطح البحر 1325م، ولهذا تتميز المنطقة بدرجة حرارة منخفضة.

هي منطقة جبلية تشكلت نتيجة لانهيار أرضي كبير أدى إلى وجود هذه القطعة الفنية النادرة المفعمة بنسمات الهواء النقية المنعشة، وبساطها الأخضر الممتد على مساحة شاسعة يرتوي من مياها العذبة التي تجذب لها الأنظار بصورة ملفتة، بحيث لا تتعب العين من استمرار النظر إليها والتمتع بسحرها.

وهنا بريق الشمس ينعكس على سطح الماء عند الشروق كحبات اللؤلؤ من شدة صفائه، ومنظر الغروب حينها يذهل العقول، كما يحيط بالمنطقة غابات كثيفة متداخلة، ومن الأطراف أشجار خضراء متباينة الأطوال، بالإضافة إلى تغريد الطيور، التي أصرت على أن تشارك بالمتعة والانسجام.

يتدفق السياح من العرب والأجانب إلى البحيرة من كل حدب وصوب للتخييم، كما أنّ الأتراك يأتون حتى من مناطق بعيدة إليها، ويساعد على ذلك وجود فندقان خمسة نجوم ذات أحجام متوسطة، وهما يطلان على البحيرة مباشرة، هما : فندق "ابانت بالاس" وفندق "بيوك ابانت"، وتحتوي أيضا العديد من المطاعم التي تقدم أشهى وألذ المأكولات المتنوعة.

أحد فنادق أبانت

ويتم التجول في المنطقة باستئجار دراجات صغيرة للصغار والكبار، أو ركوب عربات الخيل، وعلى الأغلب تكون للعائلات وكذلك من خلال المشي على الأقدام، الذي له لذة خاصة وانسجام أكبر مع الطبيعة، بحيث تأخذ جولة حول البحيرة، وتستكشفها عن قرب.

وفي الطريق إلى البحيرة ترى المياه المعدنية العذبة التي من الممكن الاستحمام بها، وكذلك الشرب منها عن طريق صنبور مياه دائم الجريان، وهناك بركة سباحة كبيرة ومكشوفة.

وما يلفت النظر وجود شلالات جميلة بالقرب من البحيرة تتدفق من أعالي الجبال، ذات طريق وعرة، ويمكن الوصول إليها بالانضمام إلى مجوعات سياحية، أو عن طريق سيارة خاصة بالاتفاق مع صاحبها.

وتزداد المنطقة روعة بوجود حديقة "أبانت" الطبيعية، لما تضيفه من لمسات سحرية جذابة، ووصف خيالي مزين بألوان الزهر والورد الزاهية، لتدعوا زوارها، التجول بها على ظهور الخيل، أو الجلوس فيها للاستمتاع بمنظرها الخلاب، ليوفر للنفس الراحة والطمأنينة.

ولكي تبقى الذكريات موجودة في كل حين، يقوم الزوار بأخذ الصور التذكارية في شتى أرجاء المنطقة، ويتدفق إليها السياح طوال فصول العام بخضرتها صيفا، وتقلب ألوانها ربيعا وخريفا، وبجليدها شتاءا، فهي بالفعل قطعة من الجنة، وجمال ذاتي من صنع الطبيعة، يجدد الشباب ويشعرك بأنك ولدت من جديد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!