أمين بزارجي – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس                        

لم تنتهي أفكارهم الشيطانية عند مُحاولة إثارة أحداث الشغب بإسم الحُرية والديمقراطية، فأنفسهم المريضة قادتهم الى استغلال الأطفال في عمليات الفوضى والشغب المدروس ذو الأجندات الخارجية التي يختلقونها. يُريدون تقديم أطفال الحجارة كصورة إعلامية جديدة في الحدث التركي.

يُريدون أن يكون الأطفال سلاح فعّال يٌنفّذون من خلاله شيء مما تهوا أنفُسهم، فسنهم الصغير أقل من سن العُقوبات حسب القانون التركي؛ وبهذا يمنعوا الشرطة من مواجهتهم ويضعونهم في مأزق حقيقي. في أحداث حديقة الغازي كان استخدام الأطفال ضمن فكرة تجنيد كامة، فقد أعطيت لهم اللافتات، ودُربوا على كيفية الظُهورأمام الكميرات، ثم رموهم إلى ساحات الإشتباك والمعمعات من غاز مُسيل للدموع وغيرها من الأحداث المؤسفة. إنه إستغلال للإطفال بأبشع أشكاله، فقد عرضوهم عالى التلفاز وكأنهم يعرضون بضاعة بخسة ترمى في وسط الحلبة لإثارة المُشاهدين.

الدول الغربية التي كانت تُدير المسرحية من وراء الكواليس، تخجل من مثل هذه الأفعال الرخيصة، فلوا كانت هذه الأحداث عندهم لتدخّلوا ومنعوا الأمر، وقد يصلوا في إجرائاتهم الى أن تأخذ الدولة الطفل من بين يدي والديه لأنهما لم يمنعا ما حدث. والعجيب في الموضوع أن تدعم وسائل الإعلام مثل هذه الأفعال. لقد أفلسوا بحق، فهذه هي آخر رفصات الميت في نفسه الأخير.

في تجوالي البارحة بين الصُحف، رأيت من الإستغال القبيح ما لم أكن أتصوره يوما ما. فقد وجدَ كل من صحيفتي البوستا والجُمهورية ضحيّتهم الجديدة، أطفال بأعمار 3-5 وقد وضعوا بأيديهم يافطات كتب عليها عبارات مثل"قاوم" "من أجلي قاوم يا أبي" " قاوم يا ابي الحبيب"، وعنونوا الخبر بعبارات مثل "كل العائلة تُقاوم" "دعما للآباء".

من حق الآباء أن يتظاهروا كيفما أرادوا، لكن دون توظيف وإستخدام الأطفال. فلا قانون حقوق الطفل في تركيا ولا حتى قانون الطفل في العالم يُتيح مثل هذه التصرفات البغيضة. والمشكلة الأكبر هو عدم وجود من يسأل أو يهتم؟؟؟

أما كبيرة الطوام، فهي في الإعلام الذي يجب أن يكون صاحب الدور المُحرك والمُحامي عن هؤلاء الأطفال؛ لكن وكما تُشاهدون فهو يقوم بالدورالمُعاكس تماما حيث يلعب دور المُجرم بإحتراف. فلا يوجد قيم وثبات على المبادئ في إعلامنا، فهو يتلوّن حسب الحاجة والطلب. فتراه يوما يُقدسّ القيم الإنسانية، وفي اليوم التالي يكون هو من يدوس على الإنسانية بكل صفاقة.

كمثال على ذلك أعرضلكم أحداث ظن أصحابها أننا قد نسيناها. ففي أيام الإتحاد السوفييتي كان هنالك جاسوس في أنقرة له علاقة مع ألبارسلان توركيش وهو أول رئيس عام في الحزب القومي. وفي تلك الأثناء كان الصحفي إرتورال أوزغوغ يعمل في صحيف الحرية. وبعد تحريات خطيرة لإرتورال علم بعلاقة توركيش مع الجاسوس السوفيتي، وكتب مقال فضح به توركيش، ثم حصل على إثرها الكثيرمن البلابل والمشاكل وفصل إرتورال من صحيفة الحُرية كقرار إنتقامي على ما قام به.

وبعد سنين طويلة تقراء في إحدا مقالات إرتورال وتجد أنه يمدح توركيش ويصفة بالقائد العظيم. أيوجد ظروف وأمور ممكن أن تُغيّر من حقيقة خيانة توركيش؟؟؟ أم أن طبيعة الظروف المُحيطة بإرتورال هي من تُحدد مزاجه وتكوّن بذلك رأيه؟؟؟ مهما يكون السبب في هذا التلون وعدم الثبات على مبادئ حقيقية فإن النتيجة المؤكدة تقول أن إعلامنا كالحرباة تزحف في حقل قوس قزح يُغيّر جلده حسب الظروف المُواتية.

عن الكاتب

أمين بازارجي

كاتب في جريدة أقشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس