ترك برس

نظم عدد من روابط ضحايا وأهالي المعتقلين والناجين من السجون ومنظمات مدنية ونشطاء فعالية في مدينة إسطنبول، الأحد، لمناصرة المعتقلين والمغيبين قسرا في سجون النظام السوري، بحضور عدد من أطياف المعارضة السورية.

هذه الفعالية تأتي ضمن حملة ينظمها نشطاء سوريون في كافة أنحاء العالم تحت "هاشتاغ" (وسم) "لا_تخذلوهم.. انقذوا المعتقلين"، بحسب وكالة الأناضول.

واندلعت بسوريا، في مارس/آذار 2011، احتجاجات شعبية مناهضة لنظام حكم بشار الأسد وطالبت بتداول سلمي للسلطة، لكن النظام أقدم على قمعها عسكريا ما زج بالبلاد في حرب مدمرة.

وتضمنت الفعالية عرضا لمأساة عدد من المعتقلين وما يتعرضون له تعذيب في سجون النظام السوري، إضافة إلى معرض لرسومات تجسد معاناتهم وقضيتهم.

كما عُرضت كلمات مسجلة لشخصيات من المعارضة السورية دعما لحملة "لا تخذلوهم"، منهم برهان غليون، معاذ الخطيب، جواد أبو حطب، زهير سالم، كمال اللبواني وهادي البحرة.

ومنذ 2011، دخل حوالي مليون شخص سجون ومراكز اعتقال تابعة للنظام، قُتل قرابة 105 آلاف منهم تحت التعذيب أو جراء ظروف اعتقال مروعة، فيما يعتبر عشرات الآلاف في عداد المغيبين قسرا، بحسب إحصاءات للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقالت شيماء البوطي، وهي ناشطة حقوقية وإحدى المنظمين للفعالية، إن هذه القضية (المعتقلين والمغيبين قسرًا) هي قضية من دفعوا ثمن الحرية، لذلك فإنها تستحق المزيد من العمل واستحداث آليات لاتخاذ قرارات أكثر جدية.

ودعت إلى "تصحيح المسار ودعم قضيتنا ودعم كل تحرك دولي وسياسي يقف معها، وتوحيد الجهود لكل أطياف وتوجهات المعارضة".

وباسم المعتقلين، طلبت من العالم أن يقف مع ضميره الإنساني ويضغط من أجل كشف مصير المغيبين وفتح تحقيقات دولية لمحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الإنسانية في سوريا.

وأردفت أن "كل أطياف الشعب الحر تطالب بفصل مصير المعتقلين عن الأمور السياسية".

وتضمنت الفعالية أيضا كلمة لمحمود الحموي، وهو معتقل سابق لمدة خمس سنوات في سجون النظام، وأحد المنظمين للفعالية.

وقال الحموي، الذي فقد إحدى عينيه جراء التعذيب: "للمعتقل أحلام خلال نومه في عودته للحياة مع أسرته، لكنه لا يلبث أن يعيش الجحيم حين يستيقظ من نومه في تلك المعتقلات".

وأشاد بحملة "لا تخذلوهم"، قائلا إنها جمعت السوريين على اختلاف فكرهم السياسي في كل العالم للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين ومعرفة مصير المغيبين قسرًا.

وبصوت اختلط بالدموع، قالت رانيا مودلجي، أم أحد المعتقلين: "ليتهم يعيدوا لي جسده الطاهر لو كان ممزقا لأضمه الضمة الأخيرة وأزفه شهيدًا، لكني لا أعلم أي أرض تضمه".

وحثت على إنقاذ من تبقى من المعتقلين، مضيفة: "أنا أم الشهيد الحاضر الغائب.. لا تخذلوهم".

ومستنكرا، تساءل حسين مصطفى، ابن أحد المعتقلين: "ماذا فعلت حتى يسرق نظام الأسد أبي مني (؟!)".

ووجه رسالة إلى أبيه: "أبي إنه أنا ذلك الطفل الصغير الذي كبر وهو ينتظرك، مزروع أنت في مقلتي وداخل أضلعي، أنا لم ولن أنساك أبدا".

واستطرد: "أبي أنادي باسمك واسم رفاقك في كل المحافل وننتظر عودتكم قريبا.. كونوا صوت المعتقلين لا تخذلوهم".

أما المعارض والمعتقل السابق، باسل هيلم، فشكر كل المعتقلين والمعتقلات الذين استطاعوا أن يجمعوا كافة أطياف المعارضة السورية.

وفي كلمة لرائد الفضاء السوري المعارض، محمد فارس، قال إن "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تخاذل مع الثورة السورية، حتى المعارضة طالبت بالمعتقلين في المحافل الدولية بصوت خجول".

وشدد على أن المعتقلين "لن يخرجوا إلا بالقوة، فلابد لصاحب الحق أن يقاتل.. نوجه كلمتنا إلى المقاتلين في الداخل، 100 ألف مقاتل قادرين على تحرير سوريا وليس فقط المعتقلين".

وشاركت في هذه الفعالية نحو 60 منظمة وجمعية منها، الاتحاد العام للمعتقلين وناجيات سوريات ومنظمة عدل وإحسان وشبكة حماية المرأة ورابطة السوريين الأحرار في أوروبا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!