كورتولوش تايز -صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس                    

نرى ونسمع منذ فترة عزف وسائل إعلام أيدن دوغان على التهديد والوعيد لأردوغان رئيس الجمهورية التركية، بكل وقاحة يُرددون ذكريات وملابسات قصة الرئيس المغدور مندريس. إذا كان أردوغان هو الضحية فمن هو الجلاد الذي سينفذ حكم الإعدام بحق رئيس الجمهورية؟؟؟ إذا أردنا أن نفهم ما الذي يحدث يجب أن نبحث عن أساسا هذا التهديد في وسائل إعلام دوغان، فهم يطبّلون ويّدندنون لدميرتاش وحزب العمل الكُردستاني. نعم، لقد أحالوا المهمة لحزب العمل الكُردستاني الإرهابي حتى يُتبع الانتخابات القادمة موجات من الفوضى وخربطة الأوضاع وقد يصل بهم الأمر لتدبير انقلاب.

لقد أعدموا مندريس في 27 مارس واحتفلوا بعدها ولسنوات طويلة بـ "الديمقراطية والحرية". يعودوا اليوم من جديد ليرسموا تفاصيل الخطة ويلعبوا أدوار المسرحية باسم "الديمقراطية والحرية". يُريدون أن يصنعوا واقعا من الآلام والتخلف كما فعلوا في 27 مارس من سنين سابقة، ويُريدون أن يُفتتوا تركيا.

الغريب بالموضوع هو تُهديدات صحيفة النيويورك تايمز مما وراء البحار، فهي تُلوّح بكرت الناتو لتُرسل لنا رسائل مفادها أن أي مُحاولات للتحرك من أجل ضبط التهديدات على أردوغان وضبط الأمور في تركيا فإن الناتو سيضرب ليحمي أيدن دوغان. أليس واجب الناتو هو حماية تركيا وليس أيدن دوغان؟؟؟

حسب فهمهم وتحليلهم للأمور يرون أن الانتخابات في 7 حزيران القادم هو أول الخطوات لإضعاف أردوغان، ومن ثم محاولة القضاء عليه. ويشترك في الخطة أيضا حزب العمل الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطية، فقد تعاون كل الأطراف من كل المذاهب والمشارب الفكرية من أجل تكوين تحالف واسع لدفع دميرتاش الى بر الأمان. حتى الحزب القومي كان من المُشاركين في هذا التحالف رغم كل التناقضات التي تجمعه مع حزب الشعوب الديمقراطية.  بعد الانتخابات سيبدأون حملتهم بالانفراد في أردوغان والقضاء عليه كما تم القضاء على مندريس من قبل. من أجل عزل أردوغان ليسهُل الوصول إليه، سيعملون على إبقائه بعيدا عن الإعلام وسيُحاولن قطع الروابط التي تربطه بالمجتمع التركي. لذا أقول أن المقالات والأقلام التي كتبت وروّجت ودّعت بأن خُروج أردوغان على الإعلام وتواصله مع الشعب عبر المهرجانات وغيرها بأنه خطر على حزب العدالة والتنمية، وأن هذه الأفعال ستعمل على تخّفيض نسبة المُقترعين، فهي بالتأكيد أول الخطوات لعزله من ثم الانفراد به ليتم القضاء عليه.

يُريدون أن يُعيدوا ذكريات العداوة من الزمن الغابر بما سيفعلونه بأردوغان الذي كان وما يزال الرجل الذي يعمل دائما من أجل القضاء على كل شلالات الدماء، وهو الذي بدء عصر جديد من الصداقة مع كل الأطراف الممكنة، يريدون أن يسوقوه الى المشنقة كما فعلوا بمرسي من قبله، ويلفّوا عليه الحبال كما فعلوا بمندريس من قبل. لقد وضعوا لهذه المهمة من يظنّهم أردوغان بأنهم أصدقائه، ولكنهم ليسوا إلا بجلاديه الذين سيُسقطون عليه المقصلة. لقد دفعوا لهذه المهمة حزبي الشعوب الديمقراطية والعمل الكردستاني من خانا التاريخ الطويل من الصداقة بين الشعب التركي والشعب الكردي. وجعلوها مقصودة لتكون وكأنها بسم الشعب الكردي، ليغذوا الشكوك القديمة حول عمليات السلام التي قادها اردوغان مع الاكراد، ولتكون ضربة قاصمة بكل الأبعاد الممكنة.

يجب أن تتحرك الناس لتنقذ حزب العدالة والتنمية من مصير وعاقبة مندريس قبل أن تُغتصب إرادة الشعب وتعلّق على المشانق. هذا وقت التحرك فلا مجال لتضيع الوقت بتُرهات وحُجج "الأمور معقدة" أو "غير واضحة" فنكون قد استسلمنا لعملية التدمير الذاتي التي ستُقام علينا. يجب أن نقف متراصي الصفوف مع حزب العدالة والتنمية، فالكتف بالكتف ضد الانقلابين المُجرمين ذو الملابس الجميلة والغرفتات المزركشة.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس