ترك برس-الأناضول

افتتحت مديرية التربية بولاية هكّاري التركية فصلًا دراسيًا خاصًا لمساعدة ودعم طالب عراقي (12 عامًا) مصاب بالتوحد، بعدما هاجر من بلاده إلى تركيا رفقة أسرته منذ سنوات، قبل أن يستقر في هكّاري قبل نحو عامين.

وانتقل نادر يوسف البالغ 45 عاما، وزوجته جيهان عادل، ولديهما 5 أطفال، 3 منهم مصابون بالتوحد، إلى تركيا في العام 2015 لتمكين أطفالهما من تلقي التعليم المناسب.

وخلال هذه الفترة، تمكن الأب من تسجيل اثنين من أبنائه وهما ديار البالغة 16 عامًا ويوسف (17 عاما)، في مدارس خاصة بولايات صقاريا (غرب) وطرابزون (شمال) والعاصمة أنقرة (وسط).

إلا أنه لم يتمكن فيما بعد من توفير التعليم لطفله المصاب بالتوحد "لاواند" (12 عاما) بسبب تفشي وباء كورونا، وما تبع ذلك من صعوبات اقتصادية.

وبعد تفشي الجائحة، استقر الأب مع عائلته منذ عامين بمنطقة "دره جك" في هكّاري؛ بسبب تواجد أقارب له فيها ولقربها من بلده، وقدّم طلبًا إلى مديرية التربية في المنطقة لتوفير التعليم المناسب لابنه لاواند.

وبناء على الطلب المقدم منه، افتتحت مديرية التربية في هكاري (جنوب شرق) فصلا دراسيا خاصا في مدرسة الشهيد غفار أوقان الإعدادية بمنطقة "دره جك"، وعينت معلمين مختصين بتنمية قدرات الأطفال المصابين بالتوحد في المدرسة، من أجل مساعدة "لاواند" على مواكبة المراحل التعليمية.

** تلبية طلب الأسرة

وقال مدير التربية في منطقة "دره جك"، عبد المجيد أرن، في حديثه لوكالة الأناضول، إن "الجهود المبذولة لتحسين جودة الأنشطة التعليمية مستمرة في المنطقة".

وأكد أرن أن "مديرية التربية افتتحت فصلًا دراسيا خاصا في إحدى المدارس الإعدادية من أجل مساعدة أحد الطلاب العراقيين المصابين بالتوحد والمقيمين في المنطقة".

وأضاف: "حتى بداية هذا العام، لم يكن لدينا فصل دراسي خاص من أجل الطلاب المصابين بالتوحد ذو المستوى المتوسط – الشديد".

وأوضح المسؤول أن "الأطفال العراقيين الثلاثة المقيمين بالمنطقة كانوا مصابين بالتوحد، أحدهم من طلاب الإعدادية، وأجرينا الفحوصات اللازمة له وتبين أنه يعاني من مرض التوحد من الفئة المتوسطة الشديدة".

وذكر أنهم بدأوا بعد ذلك العمل لفتح فصل دراسي جديد من أجل توفير التعليم المناسب للطالب المذكور ودعمه لمواكبة المراحل التعليمية.

وأشار أرن إلى أن "والي هكّاري أعطى الموافقات اللازمة لافتتاح الفصل الدراسي" مشددًا على أن "التعليم حق من حقوق الطلاب".

وتابع: "قمنا على الفور بافتتاح الفصل وأبلغنا العائلة مقدمة الطلب بذلك، وحاليا الطالب لاواند يدرس في بيئة مناسبة وقد تمكن من تحقيق تقدّم جيد في فترة قصيرة، وهذا جعلنا نشعر بالسعادة".

** حاجة إلى التعليم والحب

من جانبه، أكد الأب نادر يوسف لمراسل الأناضول، أن "أطفاله المصابين بالتوحد تحسنوا كثيرا بفضل التعليم الذي تلقوه في مدن مختلفة في تركيا".

ونصح يوسف العائلات التي يعاني أطفالها من الإصابة بالتوحد "بتوفير التعليم المناسب لهم لاسيما أن هذه الفئة بحاجة إلى التعليم والاهتمام والحب".

وقال: "اعتاد أطفالي (سابقا) على إظهار ردود فعل غاضبة وإيذاء بعضهم البعض، لأنهم لم يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم الخاصة".

واستدرك يوسف: "أما الآن يمكنهم تلبية احتياجاتهم الخاصة وإظهار ردود فعل هادئة؛ فخلال شهرين فقط من وجود طفلي لاواند في المدرسة، شعرت بوجود تحسن كبير عليه، ولمست هذا التحسن بنفسي".

وشكر المواطن العراقي، كل من ساهم في افتتاح هذا الفصل الدراسي، كما ثمن دور تركيا حكومة وشعبًا على الدعم الذي وفروه لأسرته.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!