كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

في سابقة تاريخية لم يكن في التاريخ التركي لها مثيل، نرى استهداف الصحف والمجلات العالمية لشخص أردوغان مع اقتراب الموعد النهائي للانتخابات، استهدافهم مدروس ومخطط له فهم يتّهمونه بكل جريمة ونقيصة، وفي مقدمة هذه الأبواق صحف عالمية مشهورة مثل صحيفة نيويورك تايمز والغارديان والإيكونومست.

بعد أحداث حديقة الغازي ومحاولة الانقلاب الفاشلة التي أرادوا لها ان تكون مثل صاحبتها مصر، وأرادوا لأردوغان مصير شقيقه مرسي بحكم الإعدام ومصير مندريس معلقا على المشنقة. ما الذي يريدونه من أردوغان؟ فأردوغان الذي انتصر في كل الجولات الانتخابية التي دخلها، وحتى الانتخابات الأخيرة من أجل رئاسة الجمهورية انتصر بها رغم تحالف المعارضة عليه، فما الذي اخذه منهم ولا يردّه إليهم؟ كل هذه الحملات الداخلية والخارجية على شخصه، إلى أين وإلى متى؟

الجواب على هذه الأسئلة هو أن أردوغان يستمد شرعيته من إرادة الشعب، فالشعب الذي سيحميه من كل التهديدات التي يهددونه بها، والشعب الذي سينقذه في يوم الوعيد الذي يُعدّونه له. فهذه الحرب كانت وما زالت لأنه يعمل على تطبيق أراده الشعب ولا يلتفت لما يريدونه وما يُملوه عليه، فاليوم الذي يتنكّر أردوغان لإرادة الشعب ويقوم بما يأمرونه به سنرى كل هذه التحالفات والتهديدات تتلاشى مع الريح.

وكما أوضحت الغارديان في عنوان كبير على صفحتها الأولى بأن هذه الاتهامات والتهديدات ستتوقف لو تم تغيير أردوغان، أو حل مكانه أحد أصدقائه، أو حتى ظهرت أصوات من مساعديه ومستشاريه تدفعه للعدول عما هو فيه، أو لو ظهر طرف أكثر اعتدال في حزب العدالة والتنمية يأخذ بيد أردوغان ويكون أكثر طواعية. نعم هذا الذي يريدونه من حزب العدالة والتنمية، يريدون من أردوغان أن يخون أمانة وإرادة الشعب لأنهم طلبوا ذلك!!!

يُحاولون التحقير من إرادة الشعب التي اختارت أردوغان، فقد وصفتها الغارديان حينما قالت بأن الذي يختارون أردوغان ويصوتون له إنما هم "فقراء ومتدينون وغير غربيين". بهذا التحقير يريدون أن يقللوا من شئن رئيس الجمهورية التركية، بهذا التقزيم يريدون أن يهاجموا أردوغان ويُشرعِنوا لأنفسهم هذا التعدي الإرهابي، بهذا التقزيم يريدون أن يُحجّموا دور تركيا في العالم، وأخيرا يريدون أن يبرروا عدم تقبّلهم لما تفرزه الصناديق في تركيا؛ لأن الشعب وإرادة الشعب التي تختار أردوغان "فقيرة ومتدينة وغير غربيين". حتى بتنا نراهم يطبّلون ويزمّرون للأصوات النشاز في حزب العدالة والتنمية التي تهمس من وراء الكواليس بأن "أردوغان قد أرهق الشعب"، وهم يقولون هذا الكلام متأثرين بالضغوط العالمية التي توجه رسالة واضحة لحزب العدالة والتنمية مفادها "استسلموا لإرادة الشعب وغيّروا أردوغان".

أردوغان لا يُرهق الشعب وإنما هو الذي يحمل آمال وآلام الشعب التركي، والذي يُرهق الشعب هي الأيدي الخفية الخبيثة للقوى العالمية التي لا تقبل بأردوغان لأنه لا يخضع لمطالبها، والذي يُرهق الشعب هي ابوق الفساد والإفساد لهذه القوى العالمية الخبيثة وفي مقدمتها صحيفة الغارديان والإيكونومست ونيويورك تايمز. حاملين سيفهم المسلول المُسلط على رقبة أردوغان ورفاقه ومهددينهم بالأسواء إن لم يخضعوا لهم ويخرجوا بوجه أكثر اعتدالًا، والرد يأتي من الشعب بأنه ما دام أردوغان مع إرادة الشعب فإن الشعب سيحميه.

في حقيقة الأمر، حماية ودفاع الشعب قد لا تكفي مع استمرار وتوغل هؤلاء الإرهابيين، فهم لن ينتهوا حتى يستسلم أردوغان ورفاقه ثم يسجدوا للقبلة التي يحددها لهم هؤلاء الإرهابيون العالميون. وأقول لهم إن أردوغان ورفاقه لن يركعوا لكم لأنهم يركعون لمن هو أكبر منكم، فهم يركعون لله.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس