ترك برس

تظهر إحصائيات رسمية وجود نحو 100 ألف موقع أثري وسياحي في الأردن، نسبة كبيرة بينها تعود للعثمانيين، وأبرزها قلعة "الفدين" الواقعة بمحافظة المفرق شمالي شرقي المملكة.

وعلى بعد 70 كيلو مترا من العاصمة عمان في الجهة الشمالية الشرقية من المملكة الأردنية، تقع المفرق ثاني أكبر محافظة من حيث المساحة والتي تعد عشرات المواقع الأثرية فيها، شواهد على عمق تاريخها ودلائل على قدم الحضارات التي تعاقبت عليها.

ترك أهالي تلك العصور من الحديدية والهلنستية اليونانية والنبطية والبيزنطية والأموية والعباسية والأيوبية والمملوكية وصولا إلى العهد العثماني آثارهم في المحافظة الأردنية خالدة عبر الأزمان تروي لزائرها قصصا عناوينها التميز ومضمونها الإبداع.

وشهدت الحقبة العثمانية إنشاء القلاع والحصون لتأمين مسير الحجاج، خاصة على طريق "درب الحج الشامي"، وهو طريق القادمين من دمشق مرورا بالأردن ووصولا إلى مكة المكرمة.

وتعد قلعة "الفدين" بالمفرق من أبرز وأهم تلك القلاع، فقد كانت الغاية من إنشائها هي استخدامها كمركز إداري وسكن لحامية القلعة التي تقوم على أمن المنطقة وقوافل الحجيج، وكمحطة للاستراحة وتزويدهم بالماء والمؤن والأعلاف والعلاجات.

وسميت القلعة بهذا الاسم نسبة للتسمية القديمة لمدينة المفرق والتي كانت تعرف بالفدين، وهي تصغير لكلمة "فدن" والتي تعني القصر المشيد أو القلعة الحصينة، بحسب تقرير لوكالة الأناضول للأنباء.

وبنيت القلعة في عهد السلطان سليم الأول عام 1517 م، وهي مربعة الشكل بمساحة 361 متر مربع، وتتألف من غرف جانبية عددها 9 ولها درجان يؤديان للطابق العلوي الذي لم يعد موجودا.

وتتوسط القلعة ساحة مبلطة بالحجارة الكلسية البيضاء والبازلتية السوداء، وبئر لتخزين مياه الأمطار.

استخدمت هذه القلعة لحماية القطار المار عبر السكة الحديدية الحجازية التي تقع على بعد 335 م إلى الشرق منها.

** حامية عسكرية

وأشارت الدراسات التاريخية، إلى أن الرحالة والمؤرخ السويسري يوهان لودفيك بركهارت زار القلعة عام 1809 وقال عنها بأنها "حامية عسكرية صغيرة الحجم برئاسة الآغا".

كما زارها وذكرها العديد من الرحالة كالتونسي محمد السنوسي عام 1881، والعثماني سليمان شفيق في عام 1890 م .

وبقيت القلعة قائمة على نحو متكامل حتى نهاية القرن التاسع عشر، ونتيجة لهجرها وعدم العناية بها أخذت بالزوال تدريجيا، إلا أن آثارها ما زالت باقية وشاهدة على حنكة العثمانيين الأمنية وحرصهم على حماية الشعائر الدينية.

** ترميم القلعة

ويقول عماد عبيدات، مدير آثار المفرق للأناضول: "إن القلعة تقع ضمن منطقة تضم مجموعة من الأثار التي يعود تاريخها لعصور مختلفة".

ويتابع "القلعة قبل أن تصبح بشكلها الحالي، فإن الدراسات تشير إلى أنها كانت قائمة حتى ثلاثينيات القرن الماضي، بـ9 غرف موزعة على طابقين".

ويضيف "تحتوي الساحة الوسطية للقلعة على بئر لتجميع مياه الامطار، وقد استخدمت الصخور الكلسية والبازلتية في بنائها، ولا يوجد لها سوى باب واحد من الجهة الشمالية".

وبحسب عبيدات، فقد أنجزت مديرية آثار المفرق عام 2013 مجموعة من المشاريع التي تصب في خانة الارتقاء بالمناطق الأثرية في المحافظة، ومن بينها قلعة "الفدين".

ولفت بأنه جرى العمل على ترميم القلعة، وخاصة الجدران الخارجية، على امتداد 20 مترا مربعا.

كما بين عبيدات، أنه تم ترميم الأرضيات الحجرية بطريقة تحافظ على خصوصية المنطقة الأثرية مع تكحيل الجدران من الداخل والخارج.

وخضع الأردن للحكم العثماني من عام 1516 - 1918، وتم تقسيمه إلى عدة مقاطعات، كانت تتبع حينها لولاية دمشق.

ونتيجة لذلك، أنشأ فيها العثمانيون العديد من المعالم التي ما زالت حاضرة حتى الآن، كالقلاع المتواجدة في العديد من محافظات المملكة، والخط الحجازي الذي تم تأسيسه عام 1902، في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، ويربط دمشق بعمان، وصولاً إلى المدينة المنورة (الحجاز) في السعودية.

يُذكر أن الأردن خضع للحكم العثماني نحو 4 قرون متتالية، وتم تقسيمه إلى عدة مقاطعات، كانت تتبع حينها لولاية دمشق، وأنشأ العثمانيون فيها الكثير من المعالم التي ما زالت حاضرة حتى الآن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!