ترك برس

أعلنت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، الجمعة، رفع توقعاتها المستقبلية لاحتياطيات النقد الأجنبي في تركيا إلى "مستقرة"، وذلك في سلسلة تطورات إيجابية يشهدها الاقتصاد منذ تولّي الإدارة الاقتصادية محمد شيمشك المعروف بـ "صديق الأسواق".

"فيتش" أكدت في بيان لها تصنيفها الاقتصاد التركي عند "بي" قائلة إن تغيير السياسة الاقتصادية قد يقلل من عدم الاستقرار المالي الكلي على المدى القريب.

وتعاني تركيا من التضخم منذ فترة، وهي الآن في أعقاب تحول جذري في السياسة بعد أن عين الرئيس رجب طيب أردوغان وزيرا جديدا للمالية ومحافظا للبنك المركزي، وما نجم عن ذلك من رفع معدل الفائدة إلى 25% من 8.5%، ومن المقرر أن تشهد البلاد المزيد من الارتفاع في معدلات الفائدة.

كما ضاعف بنك "جيه بي مورغان" توقعاته للأشهر المقبلة، وقال إن خطط الإنفاق المالي وارتفاع التضخم قد تؤدي إلى رفع معدلات الفائدة بمقدار 10 نقاط مئوية أخرى خلال الاجتماعين المقبلين للبنك المركزي.

وأكدت وكالة "فيتش" في مارس/آذار تصنيف تركيا عند "بي" مع نظرة مستقبلية سلبية، في حين نقلت وكالة "ستاندر آند بورز" في مارس/آذار هذا البلد إلى نظرة مستقبلية سلبية بسبب المخاوف المتعلقة بالسياسة الاقتصادية.

وبات الاقتصادي البارز محمد شيمشك مع رؤيته الاقتصادية التي توصف بـ"الليبرالية" وزيرا للمالية والخزانة في بلد يشهد تضخما وعجزا تجاريا متواصلا وعملة وطنية تحتاج إجراءات مستعجلة لإعادة بناء ثقة المستثمرين بها.

وشغل شيمشك منصب وزير المالية بين عامي 2009 و2015، إلى جانب عدد من المناصب التنفيذية الأخرى التي جعلت العديد من خيوط الاقتصاد تلتقي عنده.

وشهدت الفترة التي ساهم خلالها في إدارة الاقتصاد التركي ازدهارا ملحوظا، وشغل منصب نائب رئيس الحكومة لشؤون الاقتصاد منذ 2015 حتى 2018 حين انتهى دوره مع إعلان أردوغان أول حكومة في العهد الرئاسي.

وفي الفترة التي غاب فيها شيمشك عن الحكومة تولى صهر الرئيس التركي براءت ألبيرق وزارة المالية، قبل أن تؤول هذه الوزارة إلى نور الدين نباتي الذي أبدى انسجاما أكبر مع رؤية أردوغان الاقتصادية غير التقليدية القائمة على خفض الفائدة لتعزيز النمو وخفض التضخم نتيجة لذلك، وهو ما يناقض الرؤية التقليدية التي يتمسك بها شيمشك، وفق مراقبين.

ولاقى تعيين شيمشك في التشكيلة الوزارية الجديدة تفاؤلاً كبيراً من قبل الأطراف الاقتصادية والأسواق داخل وخارج تركيا.

من هو شيمشك؟

شيمشك سياسي واقتصادي تركي من أصل كردي، ينحدر من محافظة بطمان شرقي البلاد، حصل على بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة أنقرة عام 1988، ثم أكمل دراساته العليا في جامعة إكستر بالمملكة المتحدة وحصل فيها على درجة الماجستير في المالية والاقتصاد.

وبعد عام 1993 عمل اقتصاديا كبيرا في السفارة الأميركية في قسم متخصص بتقديم تحليلات عن الاقتصاد التركي مدة 4 أعوام، وفي عام 1997 انتقل إلى نيويورك، حيث عمل في وحدة تحليل أسهم بنك "يونيون" السويسري، وبعد وقت قصير في بداية عام 1998 عاد إلى إسطنبول وبدأ العمل في قسم الأوراق المالية في "دويتشه بنك" (Deutsche Bank).

أصبح لاحقا محللا ماليا متخصصا بمنطقة البحر المتوسط ثم وسط أوروبا وروسيا في بنك "ميريل لينش" (Merrill Lynch)، ووفر له هذا الدور صلات مع رؤساء وزراء ورؤساء في الدول المعنية في تلك المنطقة، وعين بعد ذلك رئيسا لقسم البحوث الاقتصادية والإستراتيجية لمنطقة أوروبا النامية والشرق الأوسط وأفريقيا في المؤسسة نفسها في نهاية عام 2005.

عمل شيمشك منذ عام 2007 في حكومات العدالة والتنمية، وبدأ بمنصب وزير دولة لشؤون الاقتصاد، وفي عام 2009 شغل منصب وزير المالية في حكومات رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.

وفي عام 2015 حافظ على منصبه في حكومة أحمد داود أوغلو، ثم عمل نائبا له لشؤون الاقتصاد، وحافظ على المنصب نفسه في حكومة رئيس الوزراء بن علي يلدرم حتى عام 2018.

ما هي إنجازات شيمشك؟

ودخل محمد شيمشك قائمة "فورين بوليسي" (Foreign Policy) لأكثر 500 شخصية مؤثرة بالعالم في عام 2013، كما حصل على لقب أفضل "وزير مالية في أوروبا الناشئة لعام 2013" من قبل مجلة الأسواق الناشئة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!