ترك برس

رأى الكاتب والمحلل السياسي التركي المعروف إحسان أكتاش، إن زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر، كان هو العدو الذي اتهمه اليهود بالإبادة الجماعية، "والآن يسير الصهاينة على نهج هتلر".

وقال أكتاش في مقال نشرته صحيفة يني شفق إن نجاح قوات المقاومة الفلسطينية في اختراق الجدار الفاصل في قطاع غزة، الذي يتعبر أكبر سجن في العالم، وتمكنها من الدخول إلى أراضي الاحتلال الإسرائيلي -وهي أراضٍ فلسطينية بالأصل- بتنسيق واستعداد عسكري على غرار "جيش دولة"، كان أمرًا صادمًا أثار دهشة العالم وحول أنظاره إلى القضية الفلسطينية مرة أخرى.

وأوضح أنه "في عام 2004، كانت هناك مبادرة صحفية لمؤتمر الشرق، وكنت عضوًا في المؤتمر بصفتي رجل أعمال. وكانت زيارتنا إلى لبنان في الأشهر التي تلت انسحاب إسرائيل من لبنان. أتيحت لنا الفرصة وقتها للقاء جميع المجموعات السياسية في لبنان؛ وليد جنبلاط، ومجموعات سنية، وحسن نصر الله. كان حزب الله في ذلك الوقت قوة تقاتل إسرائيل وكان بطل العالم الإسلامي بلا منازع. كما كان حزبًا سياسيًا في برلمان لبنان. وأتيحت لنا أيضًا فرصة الاستماع إلى ممثلي المسيحيين الذين يمثلون الحرب الأهلية اللبنانية.

بعد أن غادرنا لبنان وتوجهنا إلى الأردن، التقينا بمؤسسة فكرية ناشطة في مجال القضية الفلسطينية. وقد قامت هذه المؤسسة الفكرية بإعداد الخريطة التي أظهرها أردوغان على منبر الأمم المتحدة، والتي توضح كيف تم تمزيق فلسطين على مر السنين".

وأكد أنه بعد اجتماعات سوريا ولبنان والأردن، توصلت إلى قناعة مفادها أنه على الرغم من مرور 100 عام، إلا أن إسرائيل بهذه العقلية لن تنعم بالأمان أبدًا في هذه الأراضي. لأنها قامت ببناء وجودها كله على الظلم والاستيلاء والإبادة الجماعية.

وتابع: "منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا، لم يتوقف الاحتلال الصهيوني عن ارتكاب المجازر والاستيلاء على الأراضي وانتهاك الحقوق. عندما يُبنى كيان ما على الظلم، فلن تحظ الأرض ولا المجتمع ولا الناس الذين يعيشون هناك بأي سلام.

كل أمة تتقمص شخصية عدوها. كان هتلر هو العدو الذي اتهمه اليهود بالإبادة الجماعية. والآن يسير الصهاينة على نهج هتلر. ولا بد أنهم سيذكرون معًا في تاريخ البشرية".

وأضاف الكاتب:

جلبت العملية الشاملة التي بدأت يوم السبت العديد من الحقائق، أو يمكن القول إنها حطمت العديد من الحقائق المزعومة عن إسرائيل؛ حيث تزعزعت صورة إسرائيل كـ "الدولة الأكثر أمانًا في العالم" و "الدولة التي لا تهزم" وأن "الموساد هو أقوى جهاز استخبارات في العالم". كما رأينا أن الاضطرابات الداخلية في إسرائيل لم يعد يمكن السيطرة عليها وقد بدأت تنعكس إلى الخارج. ورأينا أيضًا تردد الجيش الإسرائيلي في القتال وإحجامه عن الدخول في الاشتباكات.

ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك؟

إن الحل الأفضل لجميع الأطراف هو "حل الدولتين". فالقضية الفلسطينية لن تنتهي بالمجازر التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي. وقد تقوم إسرائيل بهجوم عنيف وتقتل الفلسطينيين دون تمييز بين النساء والأطفال، لكن إلى متى؟ لهذا يجب على الوسطاء الرائدين في العالم أن يبذلوا قصارى جهدهم لإيجاد حل لوقف النزاع وليس القضاء على الفلسطينيين.

على الرغم من أن ما يحدث الآن هو نضال مشروع للشعب الفلسطيني، إلا أنه يمكنهم محاولة تشويه الهدف من خلال إسناد مبادرة قوات المقاومة الفلسطينية إلى إيران. وإيران لن تقاتل ولن تتخلى عن دبلوماسيتها، وستتعب جميع الأطراف.

وهناك العديد من التساؤلات الأخرى: هل ستدخل الولايات المتحدة الحرب مباشرة؟ ما هو الموقف الذي سيتخذه حزب الله؟ هل سيبقى مكتفيًا بالتصريحات أم أنه سيتخذ موقفًا بناءً على الظروف المتغيرة؟

قديمًا كان الفلسطينيون يأملون المساعدة من العالم الإسلامي. لكن بات الجميع يعرف أن هذه الوحدة قد انهارت في الحرب العالمية الأولى، وأن العديد من الدول التي تأسست بعد ذلك أصبحت تحت سيطرة الإمبريالية العالمية. اليوم أصبح الفلسطينيون أكثر عقلانية، فهم يدركون أن عليهم الاعتماد على أنفسهم في نضالهم هذا.

دعوة المنابر لنصرة الأقصى

أما عما يجب فعله الآن، فإن الجزء الأهم في الصراع هو الحرب النفسية، وقد نجح الاحتلال الإسرائيلي في ذلك حتى الآن. لكن هجوم الاحتلال على سفينة "مرمرة الزرقاء" وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتوطيد الديمقراطية في الدول الإسلامية وتشكل الرأي العام، قد كسر هيمنة واحتكار الاحتلال الإسرائيلي.

لهذا، أولًا يجب أن تكون خطب المساجد في جميع أنحاء العالم حول المسجد الأقصى والمؤمنين المضطهدين هناك. كما يجب على كل مسلم دعم القضية الفلسطينية عن طريق نشر المعلومات والمساهمة في خلق الرأي العام. فنحن نعيش في عصر يمتلك فيه كل فرد القدرة على التأثير من خلال وسائل إعلامه الخاصة.

أما بالنسبة لتركيا وروسيا والدول الأوروبية، فيجب عليهم الدعوة لحل النزاع بالعدل والتركيز على إنشاء مستقبل عادل لكل من اليهود والمسلمين والمسيحيين على حد سواء.

لقد انحازت الدول الأوروبية والولايات المتحدة، إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي. لكن لحسن الحظ لم يعد أحد يسقط في سذاجة انتظار العدالة من الدول الأوروبية مثلما كان في السابق، فلا أحد يتوقع العدالة من المستعمرين.

بعد انتخاب باراك أوباما رئيسًا للولايات المتحدة، كنت أتحدث مع "إينال باتو" عن سياسة حزب العدالة والتنمية الخارجية. كان "إينال" يؤيد السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية. أذكر أنه قال وقتها: " أعتقد أن فلسطين هي رحم الإنسانية. فعندما يحدث تطور في العالم أنظر إلى فلسطين، فإن كان هناك تحسن فيها، انعكس ذلك على العالم كله. إذا كان هناك ظلم في فلسطين فلا عدالة في العالم. ووصول أوباما لم يغير شيئًا."

وأختتم بمقولة سيدنا عمر بن الخطاب: "الخطأ في العفو خير من الخطأ في العقاب".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!