ترك برس

ذكر تقرير لشبكة الجزيرة القطرية أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي رفض بها وصف حركة حماس بـ "الإرهاب"، كسرت محاولات إسرائيل وداعميها الغربيين لشيطنة "المقاومة الفلسطينية".

التقرير الذي جاء بعنوان "فلسطين ليست استثناء.. تجارب تحرر عالمية اتهمت بـ"الإرهاب" وأنصفها التاريخ"، سلّط الضوء على تصريحات أردوغان التي قال فيها "حماس ليست منظمة إرهابية، إنما مجموعة تحرر وهم مجاهدون يكافحون من أجل حماية أراضيهم ومواطنيهم".

واعتبر التقرير أن اتهام أي حركة تحرر بـ"الإرهاب" يكون عادة مقدمة لارتكاب أبشع الانتهاكات في حق عناصرها والشعب الذي تنتمي إليه. ويشمل ذلك القتل العشوائي والتعذيب واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا والتهجير، بل يصل إلى مرحلة "الإبادة" كما حصل للهنود الحمر في القارة الأميركية.

وفي طريق عودته من قمة الرياض الطارئة حول غزة، قال أردوغان "إنهم يريدوننا وصم حماس بالإرهاب، هذا غير صحيح. إنهم أناس يناضلون من أجل الدفاع عن أرضهم ووطنهم".

وفي كلمة سابقة ألقاها باجتماع نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، قال أردوغان إن حماس ليست منظمة إرهابية، بل هي حركة تحرر ومجموعة مجاهدين تكافح من أجل حماية وتحرير أرضها وشعبها.

تصريحات أردوغان هذه أزعجت مسؤولين إسرائيليين، حيث كتب المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ليؤور حياط على منصة إكس: "إسرائيل ترفض بشدة الكلمات القاسية للرئيس التركي بشأن منظمة حماس الإرهابية".

وأضاف "حتى محاولة الرئيس التركي الدفاع عن المنظمة الإرهابية وكلماته التحريضية لن تغير من الفظائع التي شهدها العالم أجمع".

بينما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري، إن ما فعلته حماس يوم السابع من الشهر الجاري "أسوأ من الإرهاب".

وقال هاجاري "سمعت ما قاله أردوغان" مضيفا "حماس أسوأ من كونها منظمة إرهابية، المسؤولون عن المذبحة أرادوا القتل والترويع، ومن واجبنا إظهار ذلك للعالم".

وردا على تصريحات أردوغان، اتهم وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار -الرئيس التركي- "بدعم الإرهاب" وقال في حسابه على موقع إكس إنه حان الوقت "لإعادة حساب مسار علاقاتنا مع تركيا".

وكانت القناة 12 العبرية قد قالت إن إسرائيل تدين أردوغان بشدة، وإنها "ترفض باشمئزاز الكلمات القاسية للرئيس التركي. حماس منظمة إرهابية بغيضة أسوأ من داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)" ولكنها لم تنسب تلك التصريحات إلى جهة بإسرائيل.

تصريحات الرئيس التركي لم تثر ساسة إسرائيل فقط فقد كان أول من انتقدها ماتيو سالفيني نائب رئيسة وزراء إيطاليا واصفا تصريحات أردوغان بأنها "خطيرة ومثيرة للاشمئزاز".

الموقف التركي من التطورات في غزة

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.

إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.

وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام، وحديث عن إخلاء القطاع من سكانه وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.

ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.

وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها تجاه المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت تركيا ورئيسها أردوغان من موقفها ضد إسرائيل متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين الجاري استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة "للتشاور" رداً على المجازر الإسرائيلية بالقطاع. 

وأرسلت تركيا حتى الآن عدة طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات مختلفة لسكان غزة، إلى جانب فريق من الأخصائيين الطبيين الذين سيقومون بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية في معبر رفح وفي مطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.

بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما تواصل منظمات إغاثية تركية إطلاق حملات لدعم ومساعدة سكان غزة.

وقبل قرابة أسبوعين، أعلنت تركيا استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة للتشاور "رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!