ترك برس

شهدت مدينة إسطنبول، أمس الجمعة، انطلاق فعاليات منتدى قناة "تي آر تي" التركية، وسط حضور بارز لتطورات غزة وأطفال القطاع.

المنتدى انطلق هذا العام تحت شعار "الازدهار معا.. المسؤوليات والإجراءات والحلول"، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ويجمع المنتدى -الذي يستمر يومين بنسخته السابعة هذا العام- عددا من المتحدثين، من الأكاديميين والسياسيين والبيروقراطيين غير الحكوميين المعروفين عالميا وخبراء مراكز الفكر والصحفيين من مناطق جغرافية مختلفة من العالم، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت".

وشارك في الجلسة الافتتاحية -إضافة إلى الرئيس أردوغان- رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون، والمدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية "تي آر تي" محمد زاهد صوباجي.

وبحسب صوباجي فإن أكثر من 150 متحدثا من كل أنحاء العالم يشاركون في المنتدى، مشيرا إلى أن "فلسطين على رأس جدول أعماله".

ويناقش المنتدى في 9 جلسات العديد من القضايا السياسية والإعلامية، من أبرزها "رؤية قرن تركيا.. تركيا كعنصر فاعل في بناء النظام العالمي"، و"حرب إسرائيل في غزة.. الأزمة الإنسانية وآفاق السلام"، و"عودة الجغرافيا السياسية.. المنافسات وإعادة التحالفات في القرن الجديد".

ومن القضايا الإعلامية التي يناقشها المنتدى، الإعلام الحكومي في العالم الرقمي، إضافة إلى إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، والذكاء الاصطناعي الذي يعرف كل شيء.. إمكانات إبداعية أم كارثة مدمرة؟

كما يبحث أيضا قضية "العمل من أجل تعددية فعالة" بالأمم المتحدة، و"تمكين الإنسانية.. معالجة الأزمات الاجتماعية وعدم المساواة"، و"الارتباط بين الأمن الغذائي والمياه والطاقة".

غزة حاضرة

وحضرت المأساة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما رافقها من تطورات وهجمات إسرائيلية متواصلة على المدنيين، في أروقة وفعاليات المنتدى، حيث ارتدى عدد من الحضور الكوفية الفلسطينية، تعبيرا عن تضامنهم مع الفلسطينيين وسكان غزة على وجه الخصوص.

وبدا هذا الاهتمام واضحا في كلمات المتحدثين، حيث أكدوا على حجم المأساة الإنسانية في القطاع.

كما عرض المنظمون في الجلسة الافتتاحية مقطع فيديو عن معاناة الأطفال الفلسطينيين خلال الحرب، لتسليط الضوء على حجم الألم والدمار في القطاع.

عصابات الإعلام

وفي كلمته في افتتاح المنتدى، تساءل الرئيس رجب طيب أردوغان "أين الصحف الغربية المشهورة إزاء ما يجري في غزة؟"، معتبرا أن ما وصفها بـ"عصابات الإعلام العالمي" تتغاضى عن الوحشية على أهل غزة، وتحاول أن تضفي شرعية على ارتكاب مجازر بحق الصحفيين بحجة أنهم من حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

https://x.com/RTEdijital/status/1733117723029188985?s=20

حملات تضليل

من جانبه، قال رئيس دائرة الاتصال في رئاسة الجمهورية التركية فخر الدين ألتون إن الإعلام تحول "في عصر المجهول الذي نعيشه" إلى عنصر أساسي في السياسة الدولية وعامل مهم في الأمن القومي.

وأكد ألتون أن تركيا لم تستسلم لما وصفها بـ"حملات التضليل" خلال السنوات العشر الأخيرة، بل أرسلت رسائل قوية إلى الإعلام والرأي العام العالميين.

وتطرق ألتون إلى التطورات في غزة قائلا "الحمد لله أننا فضحنا المئات من أكاذيب إسرائيل على الصعيدين الوطني والدولي، وبدلا من ذلك قدمنا المعلومات الحقيقية".

يشار إلى أن منتدى "تي آر تي" في إسطنبول بدأ للمرة الأولى عام 2017، وضم أكثر من 8500 ضيف و651 متحدثا من العديد من البلدان على مدى 6 سنوات. كما اشتمل على 30 خطابا بروتوكوليا، و52 جلسة مفتوحة و59 اجتماع مائدة مستديرة.

الموقف الرسمي التركي من التطورات الأخيرة في غزة

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة حماس وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.

إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت باستهداف المناطق السكنية والمنشآت الصحية والتعليمية ودور العبادة داخل غزة، ما خلّف آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط دمار كبير لحق بالقطاع، فيما يجري حديث عن إخلاء شمالي غزة من سكانها وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.

وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 تم التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة في غزة استمرت 4 أيام قبل تمديدها لفترات إضافية، حيث نصت على تبال أسرى ورهائن بين حماس وإسرائيل وإيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع.

ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الأخير في غزة، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في فلسطين وفي المنطقة يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس الشرقية.

وبعد جهود كثيفة للتهدئة وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها ضد المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت أنقرة من موقفها ضد تل أبيب متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين 2023 استدعاء سفيرها هناك إلى أنقرة "للتشاور، رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين".

وعلى الصعيد الإنساني، أرسلت تركيا حتى الآن أكثر من 10 طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات طبية وإنسانية لسكان غزة، كما أوفدت فريقاً من الخبراء إلى داخل القطاع للقيام بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية هناك وأخرى في معبر رفح ومطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.

كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما استقبلت المشافي التركية في العاصمة أنقرة عدة دفعات من مرضى السرطان وجرحى مع مرافقيهم، وقد نقلتهم فرق وزارة الصحة من غزة عبر مصر للعلاج.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!