ترك برس

أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر، أن إسرائيل ترتكب في قطاع غزة الفلسطيني "جريمة حرب تصل إلى مستوى الوحشية، بل والأشد إيلاما، أنها جريمة ضد الإنسانية".

جاء ذلك في تصريحات لشبكة الجزيرة القطرية حول موقف تركيا من الحرب على غزة، وإمكانية ممارستها دورا في تحقيق الأمن أو السلام أو وقف إطلاق النار في القطاع.

وقال غولر:

"تعيش غزة كارثة إنسانية كبيرة. فقد قرابة 25 ألف فلسطيني حياتهم حتى الآن، وأصيب أكثر من 65 ألفا آخرين، إضافة إلى المفقودين تحت الأنقاض، ما يُظهر أمامنا مشهد أكثر فظاعة. ووفق تقديرات الأمم المتحدة، تم تدمير أو الإضرار بأكثر من 69 ألف مبنى وتهجير 90% من سكان غزة.

لقد أوضحت تركيا، وخاصة رئيسنا، موقفنا تجاه غزة منذ اللحظة الأولى، ونعلنُ صراحة في كل فرصة أن المجزرة التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء، معظمهم من الرضع والأطفال والنساء، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، هي جريمة حرب تصل إلى مستوى الوحشية، بل والأشد إيلاما، أنها جريمة ضد الإنسانية.

نرى أن الدول التي أصدرت بيانات متسرعة ومتحيزة في أولى أيام النزاع تقترب منا يوما بعد يوم. وأصبحت الجمهورية التركية، التي تعد مركزا للسلام والأمن والاستقرار في منطقتها، عنصرا لا غنى عنه على طاولات المفاوضات بفضل اقتراحاتها لحل المشكلات في المناطق الجغرافية والمناطق الحرجة، ومساهماتها البارزة في السلام والاستقرار.

وأطلقنا نداء لوقف إطلاق النار لإنهاء هذه المجازر على الفور، كما بذلنا جهودا دبلوماسية متعددة الأوجه لوقف وحشية إسرائيل.

ومثلما أعرب رئيسنا، فإننا مستعدون للقيام بما تمليه مسؤولياتنا تجاه وقف إطلاق النار في غزة، ومنها موضوع الضمانة، والوصول إلى سلام دائم، وحل الدولتين. كما نواصل بلا انقطاع مساعدة إخواننا في غزة خلال هذه الفترة الصعبة.

وسلمنا حتى الآن حوالي 240 طنا من المساعدات الإنسانية على متن 17 طائرة عسكرية، وحوالي 4500 طن على متن 3 سفن إلى المنطقة. واستقبلنا 762 من إخواننا في غزة معظمهم من المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج الفوري ومرافقيهم.

إن بلادنا تعمل بشكل مكثّف من أجل إخوتنا في غزة الذين يعانون من آلام كبيرة ويتعرّضون للظلم. كما أننا سنواصل القيام بواجبنا في مجال المساعدات الإنسانية، والجهود الدبلوماسية لإيجاد حل دائم.

أؤكد مرة أخرى أنه لن يتم الوصول إلى نتيجة عادلة، ولن يكون السلام الدائم ممكنا في منطقتنا دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وحدود جغرافية كاملة عاصمتها القدس الشرقية".

وردا على سؤال "كيف توازن تركيا علاقاتها العسكرية والسياسية في الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟"، قال غولر:

"نواصل جهودنا لإيجاد حل لهذه الأزمة بقيادة رئيسنا، منذ اليوم الأول. لقد أكدنا ونؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا على جميع المستويات. كما نتمنى أن تنتهي هذه الحرب التي تؤثر على العالم بأسره في أقرب وقت ممكن.

نواصل جهودنا لإعادة تفعيل اتفاقية الحبوب في البحر الأسود التي تم تنفيذها بتنسيق بلدنا، وأسهمت بشكل فعال في التغلب على أزمة الحبوب. كما أن استعادة السلام والاستقرار في البحر الأسود أمر مهم للعالم بأسره، بما في ذلك الدول الساحلية.

تطبق تركيا اتفاقية "مونتير" في مضيق البوسفور والدردنيل التي تحافظ على التوازن في البحر الأسود بعناية ومسؤولية وبشكل غير متحيز، ونلتزم بتطبيقها.

وقّعنا كذلك اتفاقية مجموعة مهام مكافحة الألغام في البحر الأسود المهمة، في إطار "المبادرة الثلاثية" التي أطلقناها مع رومانيا وبلغاريا، لمكافحة خطر الألغام في البحر الأسود. وستسهم بشكل كبير في تعزيز الأمن البحري والأمني في هذا البحر والمنطقة، بما فيها سلامة الملاحة.

تواصل تركيا، بفضل موقفها وسلوكها المتزن والثابت وغير المتحيز ومتعدد الأبعاد، الحفاظ على دورها كجسر للسلام والأمن والاستقرار بين القارات والمناطق، رغم حلقة النار التي تحيط بها.

وردا على سؤال: "وصل الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعات الدفاعية التركية، الذي كان أقل من 20% إلى 80%، كيف أثر هذا على قدرات أنقرة العسكرية؟ وكيف تطورت صادراتها في مجال الدفاع؟ وهل كان هناك مجال لاختبار وتقييم صناعاتكم؟"، قال غولر:

"بقيادة رئيسنا، ارتفعت نسبة التصنيع المحلي في قطاع الصناعات الدفاعية التركية إلى 80%. وأصبحت هذه الصناعة مركزا لإنتاج الأنظمة الحرجة بفضل بنيتها التحتية الإنتاجية ومرافقها القوية وتقنياتها الحديثة.

يتم تصدير منتجاتنا ذات التصميم الفريد إلى العديد من البلدان الآن. وكان دخول 4 شركات دفاعية تركية إلى قائمة أفضل 100 شركة في العالم عام 2023 مصدر فخر لنا أيضا.

هدفنا الدفاعي المستقل بالكامل أن تصبح قواتنا المسلحة أقوى من خلال منتجاتنا الدفاعية المحلية والوطنية التي تم تطويرها، وأن تزداد فعالية وقوة ردع جيشنا في مجال العمليات البرية والبحرية والجوية والرقمية كل يوم.

حققنا نجاحات كبيرة في ساحة العمليات عبر إطلاق مشاريع مهمة وحيوية عديدة في مجال الدفاع الوطني في السنوات الأخيرة. ونهدف إلى مواصلة هذه الديناميكية دون توقف وزيادة الإنتاج المحلي والوطني لدينا إلى أقصى حد ورفع صادراتنا بهذا المجال إلى أعلى المستويات".

وردا على سؤال: "تركيا لديها اتفاقيات عسكرية مهمة مع ليبيا وقطر والصومال في الشرق الأوسط. هل نشهد اتفاقيات تعاون مثيلة جديدة مع دول المنطقة؟"، قال غولر:

"أصبحت بلادنا، وخاصة في السنوات الأخيرة، دولة منتجة للأمن في منطقتها والعالم بفضل دبلوماسيتها الفعالة وجيشها القوي والموثوق. وثقة الدول الشقيقة والصديقة بنا في هذا الصدد ودعوة بلادنا إليهم تُظهران مكانة تركيا الخاصة في هذا الشأن. كما أن تعاوننا مع هذه الدول والحلفاء، ولا سيما عسكريا ودفاعيا، مستمر بوتيرة متزايدة.

ونقوم الآن بتوقيع اتفاقيات إطارية عسكرية تغطي مجالات مثل التدريب العسكري والتعليم، والتعاون العسكري واللوجيستي، والرعاية الصحية العسكرية، والمساعدة الإنسانية، وعمليات البحث والإنقاذ، وستسمح هذه الاتفاقيات بالتوقيع على أخرى لاحقة.

وبذلك، تتواصل جهودنا لتوقيع اتفاقيات جديدة وتحديث القديمة. وسنواصل عملنا بشكل متعدد الأبعاد وزيادة التعاون في مجالات الدفاع والأمن الإقليمي والدولي والدفاعات الصناعية، بخطوات تسهم في السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي".

وردا على سؤال: "ما موقف تركيا من العمليات العسكرية المستمرة في البحر الأحمر وما النتائج المتوقعة لهذه العمليات وغيرها على استقرار المنطقة؟"، قال غولر:

"نمر بمرحلة حرجة حيث تحولت التوترات إلى نزاعات وحتى حروب، وبلغت الاختبارات الدولية ذروتها، ويتم إعادة تحديد التوازنات. تحتل تركيا مكانة ممثلة للأمن والسلام والاستقرار في كل منطقة جغرافية توجد فيها، ونتمنى تجنب أي مبادرات من شأنها تعريض السلام والاستقرار في المنطقة للخطر، وإنهاء التوترات الحالية في إطار المنطق والحكمة في أقرب وقت ممكن.

في الختام، تؤمن تركيا بأنه يمكن حل جميع المشاكل من خلال:

الالتزام بمبادئ القانون الدولي الأساسية.
بناء علاقات أخوية وودية قائمة على الحب والاحترام والتفاهم المتبادل.
تعزيز الحوار والتعاون بين جميع الأطراف المعنية.

وتضع تركيا هذه المبادئ أمام عينيها في كل عمل تقوم به، وتسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!