ترك برس

حصن الأناضول، والمعروف بـ"أناضولو هيساري أو أق هسار (anadolu hisarı)"، هو أول حصن في إسطنبول، حيث بُني من قبل السلطان يلدريم بايزيد على مساحة 7 آلاف متر مربع في أضيق نقطة من مضيق البوسفور. و يقع هذا الحصن على الضفة الآسيوية لمضيق البوسفور.

بُني حصن الأناضول بهدف منع دخول المساعدات إلى البيزنطيين عن طريق البحر الأسود في عام 1395. ويتكون الحصن من 3 أبراج، وقلعة داخلية وقلعة رئيسية.

القلعة الرئيسية هي عبارة عن برج ذو مقطع مستطيل، وقد بُنيت على صخرة مغطاة بالتراب. ويمكن الدخول إلى هذه القلعة المكونة من أربع طوابق من خلال الباب الموجود في الطرف الجنوبي الغربي. وتحيط بها الجدران الداخلية أيضًا من الجهة الشمالية الغربية والشمالية الشرقية، وتوجد عليها 4 أبراج.

ولحصن الأناضول مكانة خاصة في تاريخ الدولة العثمانية. وبعد هزيمة السلطان بايزيد الأول أمام تيمورلنك في معركة أنقرة عام 1402م، اختفى ابنه سليمان جلبي في الحصن.

تمّت الاستفادة من الحصن في عهد السلطان مراد خان الثاني، وذلك أثناء عبور الجيش العثماني إلى الروم من أجل منع الجيش الصليبي المَجَري، وقد وصل السلطان مراد خان إلى هذا الحصن عن طريق مدينة يالوفا. وفي ذلك الوقت قام شاندارلي خليل باشا بحماية السلطان مراد خان بواسطة القذائف المدفعية التي ألقاها على الساحل المقابل، ومع ذلك وبالرغم من وجود الأسطولين البابوي والبندقي فقد عبر إلى الساحل المقابل بسلامة. 

ساهمت التعديلات التي قام بها السلطان محمد الفاتح عام 1452 على حصن الأناضول بجعله قويا أكثر. و تحول الحصن الذي أنشئ دفاعيا إلى مركز هجومي.

وبعد فتح القنسطنطنية، استُخدِم الحصن للرد على الهجمات من جهة البحر الأسود. وفقد الحصن أهميته بعد سيطرة الدولة العثمانية على البحر الأسود في القرن السادس عشر.

وفي القرنين 17 و18 تمت الاستفادة منه في مواجهة القوات الروسية التي وصلت إلى المضيق. وبعد ذلك فقد أهميته تماما. وقد اكتسب جوًا شاعريًا بسبب البيوت الخشبية المجاورة له.

وبدأ حصن الأناضول بالتحول إلى منطقة سكنية في عهد السلطان محمد الفاتح الذي بنى هناك مسجدًا خاصًا لصلاة السلاطين، وفي البداية كان الجنود يسكنون بجوار الحصن، وبعد فترة بدأ الناس بالسكن هناك.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!