ترك برس

استعرض مقال للكاتب والخبير التركي إيردال تانس قاراغول، المشاكل الناجمة عن عجز ميزان الحساب الجاري والخطوات التي ينبغي القيام بها لتقليل العجز.

وقال الكاتب التركي في مقاله بصحيفة يني شفق إن ميزان الحساب الجاري (الميزان التجاري) يُعدّ مؤشرًا هامًا ليس فقط لتقييم التوازن في التجارة الخارجية، بل أيضًا لقياس قدرة الدولة على الإنتاج.

وأوضح أن الميزان التجاري يعتمد على عدد من العوامل الرئيسية وهي: ميزان التجارة الخارجية، أي الفرق بين قيمة الصادرات وقيمة الواردات. وخدمات التجارة الخارجية (المبيعات والمشتريات). والاستثمارات الخارجية، وتشمل الدخل والنفقات. والتحويلات الجارية، وهي الدخل الأجنبي بدون تعويضات والمصروفات الأجنبية.

ولكن على الرغم من تعدد العوامل المؤثرة، إلا أنّ أهم عاملين يُحدّدان قيمة الميزان التجاري هما الصادرات والواردات.

فمتى يحدث العجز أو الفائض في الحساب الجاري؟ يحدث العجز التجاري الجاري عندما تكون قيمة الصادرات أقل من قيمة الواردات. ويحدث الفائض في الحالة المعاكسة، أي عندما تكون قيمة الصادرات أعلى من قيمة الواردات. وفق الكاتب.

المشاكل الناجمة عن عجز ميزان الحساب الجاري

وذكر قاراغول أن جميع الدول تسعى إلى تحقيق فائض في ميزان حسابها الجاري، ولكن المشكلة الرئيسية تكمن في العجز.

فمع ازدياد العجز، يصبح لزامًا على الدولة أن تقترض لسدّ هذا العجز. وعلى صعيدٍ آخر، يُعدّ العجز أحد الأسباب الرئيسية لزيادة التضخم، حيث ينشأ عن تفوق الاستهلاك على الإنتاج، أي يزيد الطلب على العرض.

ويؤدي ذلك إلى انخفاض قيمة العملة الوطنية وتدهور بيئة الاستثمار.

ما الذي ينبغي فعله لتقليل العجز في ميزان الحساب الجاري؟

يقول قاراغول إنه لمنع حدوث العجز في الحساب الجاري، يجب أن يكون الإنتاج أكبر من الاستهلاك. فمن خلال زيادة الإنتاج، يمكن تصنيع المنتجات التي يتم استيرادها من الخارج داخل الدولة، كما يمكن تصدير الفائض من الإنتاج. وسيؤدي ذلك إلى خفض العجز في الميزان التجاري بشكلٍ كبير.

ورغم صعوبة تقليل المنتجات التي تعتمد الدولة على استيرادها بشكلٍ كبير على المدى القصير، إلا أنّ سياسة خفض استيراد العديد من المواد الأولية أو المنتجات بشكلٍ تدريجي يجب أن تكون السياسة الأساسية.

بعبارة أخرى، يُعدّ تقليل الاعتماد على الخارج أهمّ خطوة للحدّ من عجز ميزان الحساب الجاري.

ومن جهة أخرى سيُساهم تقليل المنتجات التي تستورد بالرغم من إنتاجها وتوفرها محلياً أيضًا في خفض العجز بشكلٍ كبير. بحسب قاراغول.

بالإضافة إلى ذلك، سيُساعد تقليل استهلاك السلع الكمالية على خفض العجز في الميزان التجاري.

بيانات العجز التجاري الجاري

تشير إحصائيات التجارة الخارجية التي أعلنت عنها وزارة التجارة التركية إلى انخفاض العجز في الميزان التجاري الجاري.

ففي يناير 2023، بلغ العجز 10.4 مليار دولار، بينما انخفض إلى 2.6 مليار دولار في يناير 2024. وبلغ العجز السنوي في الميزان التجاري الجاري 37.5 مليار دولار اعتبارًا من يناير 2024.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!