جلال سلمي - خاص ترك برس

بعد تولي البروفسور أحمد داود أوغلو وزارة الخارجية عام 2009، تبنّت تركيا فكرة التوسع والانفتاح الاستراتيجي والنوعي مع جميع الدول الأجنبية الأخرى المجاورة وغير المجاورة. ولكن خلال هذه الفترة اكتشفت تركيا أن لديها نقصًا كبيرًا في المعلومات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الخاصة بالدول التي تبغي إقامة علاقات مميزة واستراتيجية معها. هذا النقص في الإلمام والمعلومات من الطبيعي جدًا رؤيته في تركيا التي كانت متبنّية لسياسة الانعزال والتوحد القومي. ولكن وجهة نظرة حزب العدالة والتنمية الانفتاحية والتي أصبحت أقوى مع تولي داود أوغلو وزارة الخارجية جعلت تركيا تتحرر من انعزالها وتتجه نحو عقد اتفاقيات مع العديد من الدول.

هذا التحرك مكّن تركيا من ملاحظة وجود نقص لديها. ولتفادي هذا النقص والتخلص منه قامت تركيا بتأسيس عدة مراكز أبحاث استراتيجية متنوعة المجالات، بهدف إجراء البحوثات المتنوعة الخاصة بالدول والمناطق الأخرى. ومن الأمثلة على هذه المراكز التي تم تأسيسها من أجل هذا الهدف "مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية (أورسام)".

تأسس أورسام بتاريخ 1 كانون الثاني/ يناير 2009، بهدف إجراء الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية والفكرية "الاستراتيجية" الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط والعمل على اقتراح أفكار تعمل على تقوية العلاقات المتنوعة بين تركيا ودول الشرق الأوسط، لا سيما بعد تداخل دول الشرق الأوسط وتركيا فيما بينهما بشكل كبير. وبدأ بعد ذلك إجراء علاقات سياسية واقتصادية وثقافية ساخنة بين تركيا ودول الشرق الأوسط كلها دون أي استثناء.

أهداف أورسام

ـ تقريب فكر المجتمع التركي إلى منطقة الشرق الأوسط وإكسابه شعورًا بالقرب إلى الشرق الأوسط أكثر من أي منطقة أخرى، وترسيخ  فكرة تسامح وليونة الإنسان الشرق أوسطي الذي يختلف في فكره التسامحي عن رؤوسائه الدكتاتوريين.

ـ إمداد الرأي التركي بكافة فئاته، سواء كان أكاديميًا أو صحفيًا أو مواطنًا عاديًا، بكافة المعلومات والتحليلات الخاصة بالشرق الأوسط وبجميع الأحداث الجارية فيه.

ـ دعم أسلوب التحليل الموضوعي والشفاف والشمولي لدى الأكاديميين الأتراك أثناء تحليل الأوضاع الجارية في الشرق الأوسط.

ـ طرح سياسات داعمة للحريات العامة والدينية في منطقة الشرق الأوسط وإقناع المواطن التركي بتبني هذه السياسات.

ـ تزويد متخذي القرار في تركيا بمعلومات استراتيجية صحيحة وسليمة خلال عملية اتخاذ قرارات تخص منطقة الشرق الأوسط.

ـ طرح حلول متنوعة لجميع المشاكل والعوائق التي يعاني منها الشرق الأوسط في تأسيس استقراره ونيل حرياته.

ـ بعد بدء الأحداث الدموية في الشرق الأوسط ؛ بدأ أورسام بتحليل الأوضاع الجارية في الشرق الأوسط بشكل يومي أوسع مما كان عليه في السابق.

مجالات أبحاث أورسام

تشمل دراسات وتحليلات مركز أورسام جميع دول الشرق الأوسط والأحداث الجارية فيها بمختلف جوانبها وتفاصيل. ويمكن سرد مجالات عمل أورسام البحثية بهذا الشكل:

ـ العلاقات بين تركيا والشرق الأوسط بمختلف جوانبها.

ـ شمال أفريقيا "تونس، الجزائر، المغرب".

ـ فلسطين وإسرائيل.

ـ سوريا.

ـ العراق.

ـ خليج البصرة.

ـ اليمن.

ـ مشكلة الإرهاب في الشرق الأوسط.

ـ الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط.

ـ الأردن.

ـ لبنان.

ـ الطاقة، الاقتصاد، البيئة والشرق الأوسط.

ـ القوقاز والشرق الأوسط.

ـ آسيا الوسطى والشرق الأوسط.

ـ روسيا الاتحادية ومنطقة الشرق الأوسط.

ـ أكراد العراق وسوريا.

ـ تركمان العراق وسوريا.

ـ الأنشطة الفكرية والحضارية في الشرق الأوسط.

يعمل أورسام على البحث في هذه المجالات ومن ثم ينشر تحليلاته قصيرة الأمد "اليومية" والاستراتيجية، طويلة الامد "شهرية أو مستقلبية" على صفحته الرسمية وعلى الجرائد والصحف المجلات المتعاونة معه.

كما يوجد بعض الأبحاث والتحليلات ذات الأهمية العالية تُنشر باللغة الإنجليزية أو العربية من قبل أورسام يمكن متابعة هذه النشرات والاستفادة منها لفهم الأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط بمنظور استراتيجي أكثر تطورًا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!