أكرم كيزيلتاش - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

كنا طيلة أيام العيد، نحزن على الذين ماتوا بسبب حوادث السير، لكننا بالأمس احترقت قلوبنا مجددا، فما حدث من تفجير انتحاري أمام المركز الثقافي في سوروج، والذي كان بعد أنْ عزم شباب من الحزب الاشتراكي على عقد مؤتمر صحفي، كان تفجيرا دمويا أدمى قلوبنا، والذي أدى إلى مقتل ثلاثين مواطنا وإصابة 100 آخرين، ونحن نسأل الله عز وجل الرحمة للقتلى، والصبر والسلوان لعائلاتهم وأقاربهم.

هؤلاء الشباب الذين تجمعوا أمام المركز الثقافي، جاؤوا من شتى أنحاء تركيا وتجمعوا في سوروج، وكانوا يهدفون إلى التوجه بعد ذلك إلى كوباني من أجل إعادة إعمارها مجددا، وهم أصلا قد تخلوا عن عطلتهم الصيفية من أجل هذا الهدف.

وبعد التفجير، وما بقي على الأرض من حقائب كانوا يحملونها، وجدنا بداخلها ألعابا كانوا يريدون إيصالها إلى الأطفال في كوباني، فلماذا يتم استهداف هؤلاء الناس؟ ومَن قام بهذا الهجوم؟ هل هي داعش؟ لكن لماذا؟

أنْ يكون هؤلاء الشباب يهدفون إلى إعادة إنشاء كوباني، وإلى تحويل البيوت فيها إلى أماكن يستطيع الأهالي هناك العيش فيها بصورة أفضل، فما أهمية ذلك بالنسبة لداعش أو المنظمات المماثلة لها؟ فما معنى قتل شباب متوجه لإعادة إنشاء كوباني الذين دمروها ودمروا بيوتها؟

الجواب هو أنها لا تحمل أي أهمية أو معنى بالنسبة لهم، لكن بالنسبة لآخرين تعني لهم "كل شيء"، ومهما كانت الجهة التي تقف خلف هذا الهجوم، إلا أنها تهدف من ذلك إلى زيادة احتقان الناس من خلال الإرهاب، والتقدم خطوة للأمام نحو أهدافهم، ولا يمكن لمثل هذا الهجوم المرعب أنْ يكون له علاقة بالإسلام أو المسلمين، ومهما كان من يقف خلف الهجوم، فالأكيد أنه ليس لهم علاقة بالإنسانية.

نحن لسنا سوريا أو العراق!

هذه الفاجعة التي حدثت في سوروج، وما رافقها من تصريحات حادة للبعض ضد الدولة التركية، أثبتت لدينا أنّ البعض لا يسعى لوحدة تركيا، ولهؤلاء نقول عليكم أنْ تدركوا أنّ تركيا ليست العراق وليست سوريا.

لا يمكن لأي دولة أنْ ترغب في حدوث تفجيرات إرهابية داخل حدودها، والجمهورية التركية تنظر بحساسية أكبر من غيرها تجاه هذا الموضوع، لذلك لا يمكنها على الإطلاق غض الطرف عن الأعمال الإرهابية الحاصلة داخل حدودها، لأنها من أكثر الدول التي تدرك أبعاد مثل هذه الأعمال.

نحن نتحدث عن شباب ضحوا بعطلتهم الصيفية من أجل التوجه إلى كوباني والمساهمة بتخفيف الأوضاع على الناس هناك، وتركيا التي استضافت 200 ألف من سكان كوباني في الماضي، وقدمت كل الخدمات الممكنة لهم، فماذا يمكن أنْ يكون لتركيا معهم حتى تقوم بمهاجمتهم كما يسوّق البعض؟

لا يمكن لأي إنسان أنْ يكون له شأن من هؤلاء الشباب ويسعى لاستهدافهم، فمن تسبب بقتل هؤلاء الشباب، هم الذين يجرون حساباتهم في المنطقة، ويستخدمون كل الطرق الممكنة من أجل الوصول إلى أهدافهم، لذلك يجب علينا البحث عن منفذي هذا الهجوم من بين هؤلاء الجماعات، لأنّ الواضح أنْ هجوم سوروج، هو هجوم منحطّ، الهدف منه تركيا.

عن الكاتب

أكرم كيزيلتاش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس