ترك برس

أفاد الكاتب والمحلل السياسي السعودي، مدير مكتب دراسات الشرق الإسلامي بإسطنبول "مهنا الحبيل"، بأن استهداف تركيا يتم بدحرجة كرة النار عليها أكثر وزيادة الاستثمار في صراعها السياسي الداخلي.

جاء ذلك في مقالة للكاتب السعودي نُشرت عبر "الجزيرة نت" بعنوان "حلف موسكو.. المخطط والتوكيل الغربي"، حيث أشار إلى أن المشرق العربي يشهد حاليًا مرحلة التنفيذ لمخطط كبير، وأن هذا المخطط لن تقف تأثيراته على سوريا بل ستتجاوزها.

وأوضح الحبيل قائلًا: "استهداف تركيا يتم ضمن المخطط الجديد، سواء بدحرجة كرة النار عليها أكثر مما مضى، بأذرع داعش ومجموعات كردية لحزب العمال أو الحزب الديمقراطي الكردي السوري، أو بزيادة الاستثمار في صراعها السياسي الداخلي".

وقال إن مستوى العدوان الروسي غير مسبوق أبدا، لا بدرجة تدخله ولا وحشيته في المشرق العربي، حتى في عهد السوفيات والمعسكر اليساري العالمي. وأن شراكة تل أبيب مع حلف موسكو شراكة جدية، وهي مزاوجة علنية بين الروس وإيران الطائفية وإسرائيل، لا يمكن أن تتم وتُعقد دون تفهم غربي وضوء أخضر من واشنطن.

وأضاف: "العنوان الرئيسي للعملية هو مواجهة أي مشروع قد يؤدي إلى تعميق اضطراب نظام الأسد واختراق ميدانه بصورة مفاجئة، بعد تحقيق المنطقة الآمنة للسوريين وتجهيزات تسليحية نوعية للثوار كان يمكن أن تعبر إليهم، في هذا التوقيت. العملية تأتي لمنع تركيا من استثمار مظلة حرب داعش لتحقيق هذا الاختراق، وبالتالي إنهاء الحرب لصالح الثورة. وكان موقف واشنطن يُكرر أنها غير موافقة على المنطقة الآمنة، لكنها لا تستطيع -بحكم مصالح قاعدة أنجرليك وغيرها- مواجهة الأتراك، فتركت المهمة لحلف موسكو".

وأشار إلى أن تركيز واشنطن على دعم الحزب الديمقراطي الكردي، وعبره حزب العمال الكردستاني، والتسليح الذي كشفت عنه أنقرة، يؤكد هذا الرابط بين حلف موسكو ومجمل الموقف الغربي. وأن معركة الحزب الكردي السوري الرئيسية مع تركيا ومع الثورة السورية، وهو معروف بعلاقاته القوية مع النظام السوري وإيران وبالتالي حلف موسكو.

وأكد أن صمود تركيا سيكون مقدمة لقدرتها على اتخاذ قرار جريء في تغيير معادلة حلف موسكو، إلى صناعة حلف الشرق الإسلامي الممانع بالفعل، ضد حروب التفتيت. لكن يبدو أن أنقرة هي وحدها من يستطيع أخذ قرار المبادرة، مع دعم سياسي خليجي لم يُضمن، وهي المبادرة التي ستفرض معادلة مختلفة يضطر لها الحلفاء، قبل أن تكون تركيا هي ميدان المعادلة القادمة، في حين يتفرغ بعدها الحلفاء لصناعة الخليج الجديد".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!