ترك برس

وصف بعض المؤرخين الذين عاشوا في القرن العاشر حكام الهند بـ"ملك الفيل"، وإمبراطور الروم بـ"ملك الخمر"، وإمبراطور الصين بـ"ملك البيوت"، وحكام الأتراك بـ"ملك الخيول".

وفي الحقيقة للحصان عند الأتراك القدامى مكانة هامة، تعود إلى آلاف السنين، ما كان سببًا رئيسيًا في ظهور الأمثال المتعلقة بالحصان وقبور الحصان في الأناضول.

كان الأتراك القدماء يعيشون حياة الترحال، ولذلك فضلوا استخدام الحصان في حياتهم يومية وفي جميع المجالات مثل النقل والزراعة وحتى في الحرب وهكذا أصبحت الخيل أمرا لا عِوَض عنه عند الأتراك.

الاتراك كانوا أول من ركب الحصان عبر التاريخ، فقد حاربت الإمبراطوريات السلجوقية والعثمانية وحتى الهندية باستخدام الأحصنة ضد الأعداء. وبفضل الأتراك انتشرت شهرة ركوب الحصان التركي إلى الهند، وإيران، والعراق، وحتى إلى الأقوام الأوروبية.

وبحسب الأتراك فإن الحصان هو أقرب صديق للإنسان، وكما هو حيوان السعادة فهو يحزن على فارسه كذلك. ولدى الأتراك معتقدات عديدة حول الحصان، حيث يعتقدون أن الخيل خلقت من الرياح، وهكذا اخذت سرعتها وقوتها من الرياح، كما يعتقد بعض الأتراك أن الحصان نزل من الجبل، أو خرج من البحر.

وفي العهد العثماني كانت توضع عند رأس كل الشارع أعمدة حجرية تسمى بـ"أحجار الصدقة" بهدف مساعدة الفقراء والمحتاجين. كما كان الشعب العثماني في القديم يلبس معطفًا طويلًا، وهكذا كانوا يشعرون بصعوبة في ركوب الحصان ولذا بنيت عند رأس شارع "أحجار الركوب" لكي يسهل ركوب الحصان.

وكان السلاطين العثمانيون يدخلون إلى المدن التي فتحوها على ظهر الحصان مثل "السلطان محمد الفاتح"، وعقب ذلك يزورون قبور جدهم، وبعدها يصلون إلى قصورهم. وخاصة السلطان مراد الرابع الذي كان يحب الحصان كثيرا وكان يملك أكثر من 400 حصان.

يذكر أن سليمان باشا الابن الأكبر للسلطان أورهان غازي، عندما استشهد في إحدى المعارك بمنطقة "بولايي" التابعة لولاية "جاناق قلعة" على بحر إيجة دفن في ضريحه مع حصانه.

وبعد تولي السلطان عثمان الثاني العرش العثماني، مرض حصانه الملقب بـ"كنج عثمان" ومات بعد فترة قصيرة. وبأمر منه دفن في حديقة "ثكنات السليمية" في أوسكودار.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!