ولاء خضير - خاص ترك برس

يُعرف الأتراك بكونهم شعب محافظ جدًا على عاداته وتقاليده التركمانية، والعثمانية المتوارثة، فهم يولون اهتماما كبيرا بالضيف، وضيافته، ويهتمون بإعداد الطعام التركي الأصيل، وكيفية تقديمه، ويحترمون الكبار، ويحافطون على أدق التفاصيل، من الاهتمام بغطاء طاولة طعامهم، إلى انتقاء لقب وطريقة الخطاب مع أي شخص!.

ومن أبرز العادات والتقاليد المتأصلة في بيت كل أسرة تركية، المثيرة للاهتمام:

تقديم كأس الماء مع القهوة

تعود هذه العادة إلى عهد العثمانيين، حيث كان يقدم العثمانيون الماء مع القهوة عند استقبال ضيوفهم. ففي حال كان الضيف شبعانًا يمد يديه إلى القهوة، أما في حال تفضيل الضيف الماء، فيفهم صاحب البيت أنه جائع، فيشمر عن سواعده لإعداد المائدة، بهذه العادة صاحب البيت يطعم ضيفه دون أي حرج.

وما زالت هذه العادة موجودة لدى الأسر التركية حتى اليوم، وتُعد القهوة، ثاني أفضل مشروب للضيافة عند الأتراك، ويفضلون القهوة الثقيلة، وبدون سكر، وذات نكهة أصيلة، خالية من أي إضافات أو نكهات خاصة!.

مطرقة الباب

كانت توضع في العهد العثماني عــلى أبواب المنازل مـطرقتان، إحــداهما صغيرة، واﻷخــرى كبيرة. فعندما يُطرق الباب بالصغيرة، يُفهم أن الذي يطرُق الباب امـرأة، فكانت تـذهب سيدة البيت، وتفتح الباب.

وعندما يُــطرق بالكبيرة، يُفهم أن على الباب رجــل، فيذهب رجل البيت، ويفتح الباب لاستقبال ضيفه. وكانت توضع على باب المنزل الذي فيه مريض، باقة ورد حمراء، ليعلم المّارة، والباعة، والمتجولون، بوجود مـــريض في هذا المنزل، فلا يصدرون أصـواتًا عالية.

وما زال الأتراك يفضلون وضع مطرقة على أبوابهم منازلهم، لاعتبارها عادة جميلة، ذات صوت خفيف، لا تزعج أهل البيت، ويطلقون عليها اسم "يد فاطمة"، بالتركي "el kapısı "Fatma.

الزواج بأمرأة واحدة

كان التركمان، وخاصة الأمراء منهم، يتزوجون من امرأة واحدة فقط، فلم تُعرف عندهم "الضرة"، ولا الشريكة، وهذه الخصوصية جديرة بالاهتمام لدرجة كبيرة.

وكان يلاحظ على التركمان معاملتهم اللطيفة بكل تقدير واحترامهم لزوجاتهم، حيث كانوا يتبعون في أمور كثيرة نصائح زوجاتهم، ويتصرفون بموجبها، ويخاطبونها، بكلمة كوزلم (أي جميلتي).

وكان أمراء وأبطال التركمان، يفضلون أن يقترنوا بفتيات فارسات ومحاربات، تركبن الخيل، وتتقلدن السيف مثلهم، حيث كانت للنساء مكانة مرموقة عند التركمان القدماء.

وما زالت هذه العادة متبعة في تركيا ومقنّنة كذلك، فيحظر القانون التركي تعدُّدَ الزوجات، ويفرض عقوبات على ذلك، قد تصل إلى الحبس على كل من أجرى زواجًا خارج إطار القانون التركي، أو وفقًا للمراسم الدينية فقط.

طريقة الخطاب

يتبع الأتراك طريقة خطاب رسمية، لا سيما اتجاه الأشخاص الذين يلتقون بهم لأول مرة، أو الأشخاص ذوي الطابع الرسمي، أو في التعامل مع الكبار، أو في التعامل مع الطرف الآخر، وهو ما يُعد احترامًا واجبًا على كل تركي.

حيث يتم نداء الرجال بإضافة لقب أفندم، أو "بيه"، وهو لقب مستمد من كلمة "بك"، وتعني الرئيس أو الوالي في الزمن العثماني، وكذلك فإنه يتم نداء السيدات بإضافة لقب "هانم" بعد الاسم، وتعني السيدة المهذبة.

وكذلك يستخدم الأتراك صيغة الخطاب الجماعية، بدلًا من الفردية، مثل بدء الحديث بسؤال كيف حالكم، وليس كيف حالك!.

لا تغادر مبكرًا

يقدس الأتراك الزيارات الإجتماعية، ففي تركيا إذا غادرت منزل مضيفك، قبل منتصف الليل، فذلك في قواعدهم الاجتماعية يعني أنك ترى أنه لم يقم بواجب الضيافة معك على ما يرام، إن الأتراك يستمتعون بالزيارات ذات الأوقات الطويلة، فإذا شعرت بالنعاس او التعب، إما تتمدد على الأريكة مع الأطفال، أو تبقى جالسًا، ومستيقظا لوقت متأخر.

شرب الشاي

يعد الشاي مشروب الضيافة الأول عند الأتراك، فبين وجبات الطعام، أو بعد وجبة الطعام، كأول ضيافة في بداية اليوم، وآخر ضيافة في الليل الشاي، وهو مشروب اجتماعي يستهلكه الأتراك بشدة، حتى في سخونة الطقس، فإنهم قد يشربون لترات من الشاي.

لذلك عندما تنتهي من كوب الشاي، تجد مضيفك يعيد لك ملء الكوب تلقائيًا دون أن تطلب، وبدون أن تعبر أنك قد اكتفيت، وعليك فقط أن تترك الملعقة الصغيرة ممددة على فوهة الكوب، وهي علامة ولغة على أنك لا تريد أكثر.

الكبار أولًا

في تركيا يتم التعامل مع كبار السن باحترام تام، عندما تريد الدخول لغرفة، عليك قبل أن تدخل أن تسمح للشخص الأكبر منك بالمرور أولا، ومن طرق الاحترام لكبار السن هو أن تقوم بانحناءة بسيطة عند استقبالهم، الكثير من الأتراك يقومون بتقبيل يد الأشخاص الأكبر سنا، وفي المواصلات العامة وأماكن الإنتظار، دائما ما تجد التركي يعطي الأولوية لكبار السن بالجلوس أو الارتياح أولًا.

خلع الأحذية

تعد عادة خلع الحذاء عند عتبة المنزل من التقاليد الأساسية في المجتمع التركي، فعليك أن تراعي أن تترك حذاءك خارجا، أو على الأقل تخلعه عند الباب الأمامي، حتى ول قال لك المضيف ألا تخلعه (لمعرفته مثلا بعاداتك)، ولكن عند الأتراك فالتصرف الأكثر تهذيبا هو خلع الحذاء،.وقد يقدم لك مضيفك زوج من النعال لارتداءه في الداخل.

إحضار هدية

احرص جيدًا، وتأكد من احضارك شيئاً معك، عندما تكون مدعوا لمنزل أحدهم، حتى إن أخذت معك زهورا وشيكولاته، فإن ذلك يكفي، ويكون مجديا، والأفضل أن تحضر معك تذكارا أو هدية من بلدك. الفطائر الحلوة والبقلاوة أيضا هدية منتشرة في تركيا، والحلويات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!