ترك برس

تطورت مراحل تأسيس الدولة العثمانية في ناحية "سوغوت" في ولاية "بيلاجيك" الواقعة وسط بلاد الأناضول، وخلال تواجد الدولة العثمانية في "سوغوت" العاصمة الأولى لها، وجه السلطان العثماني الأول "عثمان غازي" "1258 ـ 1326" أنظاره نحو بحر مرمرة عام 1323 أي بعد تأسيس الدولة العثمانية بأربعة وعشرين عامًا، بهدف توسيع ربوع الدولة العثمانية.

ولتخطي بحر مرمرة أيقن السلطان "عثمان غازي" أنه بحاجة ماسة لإسطول بحري ضخم يضم عددًا كبيرًا من السفن، لكي يتمكن وخلفه من تحقيق أهدافهم في تخطي البحار وتمديد الرقعة الجغرافية للدولة العثمانية لإيصال الدعوة الإسلامية إلى كافة شعوب المعمورة.

وتولى "أورخان غازي" 1281 ـ 1361" مقام والده بعد وفاة الأخير عام 1326، وعمل أورخان غازي على إدامة مشروع والده من خلال تخصيص موازنة كبيرة لبعض البحارة في ناحية "كارا مورسل" التابعة لمدينة "إزميت" المُطلة على بحر مرمرة، وتمكن هؤلاء البحارة من إنشاء أول سفينة عثمانية حربية عام 1327، واستمر البحارة في صناعة هذه السفن حتى تمكنوا من تشكيل إسطول بحري حربي عثماني في نفس العام، وبذلك تم تشكيل جهازة البحرية العثمانية.

وعمل السلطان "أورخان غازي" على تنظيم الإسطول إداريًا من خلال تسمية قائده باسم "دارية بي" بمعنى "السيد البحري" ووضع على رأس كل سفينة من سفن الأسطول قائد بحري يُسمي "القبطان".

بعد تشكيل الأسطول البحري تم استخدامه في فتح بعض الأحياء البحرية القريبة من إسطنبول مثل كارامجا وبنديك عام 1334، وبذلك يكون الأسطول البحري العثماني استخدم لأول مرة في مهمة عسكرية رسمية عام 1334.

ويحظى هذا التقدم على تقييم جيد جدًا من قبل بعض المؤرخين الذين يرون أن هذا التطور هو الذي لعب دورًا كبيرًا في نقل الدولة العثمانية من الأناضول إلى المناطق القريبة إلى إسطنبول ممهدًا بذلك إلى فتح إسطنبول الذي تحقق بالفعل عام 1453 على يد السلطان "محمد الفاتح".

أظهر السلطان العثماني السادس "مراد الثاني" اهتمامًا واسعًا في تطوير الأسطول العثماني، وبات الإسطول من خلال هذا التطوير الذي حظى به، قادر على تشكيل عنصر رادع للروم في مدينة "طرابزون" وقادر على حماية مضيق البسفور وإدارته.

وتمكن السلطان "مراد الثاني" من تطوير الإسطول إلى أن أصبح الإسطول يتكون من 150 سفينة حربية متنوعة، وبفضل هذا الأسطول البحري الضخم تمكن السلطان "محمد الفاتح" ابن السلطان "مراد الثاني" مطور الأسطول، من نقل الأسطول عبر البر إلى الطرف الأوروبي وتمكن من فتح إسطنبول في أيار/ مايو 1453.

وتذكر الوثائق التاريخية أن الملتحقين بجيش البحرية العثماني كان يُتعمد اختيارهم من المدن البحرية وخاصة منطقة "غاليبولي" التابعة لولاية "جناق قلعة" لخبرتهم البحرية القوية، وبعد إجراء الفحوصات والاختبارات الميدانية للراغبين في الالتحاق كان يتم إرسالهم للتدريب والإعداد ضمن جهاز "السيفية" الذي كان يمثل الجهاز التدريبي الذي يتولى الإعداد العسكري للدولة العثمانية.

ظل الأسطول العثماني محافظًا على وجوده حتى انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، وبعد تأسيس الجمهورية التركية عام 1923، تولت نصاب قيادته قوات البحرية التركية التابعة للجمهورية التركية، وبذلك تُعد القوات البحرية التركية من أقدم القوات تاريخًا في منطقة الشرق الأوسط.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!