ترك برس

حاول الكثير من القادة، عبر التاريخ، فتح إسطنبول لنيل الشرف الذي وعد به النبي المصطفى "صلى الله عليه وسلم"، ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل، حتى قدوم السلطان العثماني "محمد الفاتح" الذي تمكن من فتحها عام 1453 لتكون عاصمة الدولة العثمانية حتى تأسيس الجمهورية التركية عام 1923، حيث تم تحويل عاصمتها من إسطنبول إلى أنقرة.

ومن ناحية جغرافية، تقع مدينة إسطنبول بشطريها الآسيوي والأوروبي على مضيق البوسفور الذي يقسمها إلى ضفتين متباعدتين تحتاجان إلى وسيلة نقل بحرية للتنقل فيما بينهما. وظلت الوسيلة البحرية الوسيلة الوحيدة المُستخدمة في عملية التنقل بين ضفتي إسطنبول حتى تركيب جسر البوسفور "بوغازيتشي" الذي أكسب إسطنبول نوعية جديدة من وسائل التنقل بين ضفتيها.

يُعد جسر بوغازيتشي أول الجسور المعلقة المُستخدمة في ربط شطري إسطنبول، وأعقبه جسر السلطان محمد الفاتح، وأعلنت الحكومة التركية مؤخرًا أنها بصدد الانتهاء من الجسر الثالث في إسطنبول، والذي أسمته جسر السلطان ياووز سليم أو سليم الأول.

تفاصيل جسور إسطنبول المُعلقة:

ـ جسر بوغازيتشي: وضع حجر الأساس لجسر "بوغازيتشي" بتاريخ 20 شباط/ فبراير 1970، في عهد حكومة "سليمان دميريل"، وبدأت عملية إنشائه الفعلية في آذار/ مارس 1970، وانتهت عملية إنشائه في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1973. يبلغ طول جسر بوغازيتشي الإجمالي 1560 متر، ويبلغ ارتفاعه عن البحر 165 متر. يربط جسر بوغازيتشي بين منطقتي "أورتاكوي" في القسم الأوروبي و"بيلاربي" في القسم الآسيوي.

ـ جسر السلطان محمد الفاتح: تُعد إسطنبول العاصمة الاقتصادية والثقافية لتركيا، وهذا ما يجعلها مركز استقطاب العديد من المواطنين الأتراك وحتى غير الأتراك بشكل مستمر، لزيارتها والعمل فيها أو قضاء عطلتهم وسط أجوائها المُميزة.

وحسب مؤسسة الإحصاء التركية، فقد بلغ عدد سكان إسطنبول بحلول عام 1985 خمس ملايبن و475 ألف و982 نسمة، بينما كان عدد سكانها عام 1970، أي في نفس العام الذي تم فيه إنشاء جسر بوغازيتشي، 2 مليون و132 ألف و405 نسمة. الارتفاع الهائل لعدد سكان إسطنبول في فترة زمنية قياسية زاد من حجم الازدحام على جسر بوغازيتشي، مما تطلب إنشاء جسر جديد، لتلافي هذا الازدحام.

وُضع حجر الأساس لجسر محمد الفاتح بتاريخ 4 كانون الثاني/ يناير 1986، في عهد حكومة "تورغوت أوزال"، وتم الانتهاء من عملية إنشائه بالكامل بتاريخ 3 تموز/ يوليو 1988. وما زال جسر محمد الفاتح إلى يومنا هذا يحافظ على المرتبة الرابعة عشر بين الجسور المُعلقة في أنحاء العالم، من حيث كتلة الفولاذ المُستخدمة في تشييده.

يبلغ طول جسر السلطان محمد الفاتح 1510 متر، ويبلغ عرضه 39,4 متر، بينما يبلغ ارتفاعه 169 مترًا، وقد بلغت ميزانية تشييده 125 مليون دولار. يصل جسر السلطان محمد الفاتح بين منطقتي "كفاجيك" في أوروبا و"حصار أوستو" في آسيا.

ـ جسر السلطان ياووز سليم أو سليم الأول: أصبح عدد سكان مدينة إسطنبول بحلول عام 2011 ما يقارب 14 مليون نسمة، وزادت حالة الازدحام، وبات جسرا بوغازيتشي والسلطان محمد الفاتح، غير قادرين على استيعاب الازدحام الذي يسببه سكان إسطنبول الذين تزيد أعدادهم بصورة مستمرة.

ارتأت الحكومة التركية أنه لا بد من إنشاء جسر معلق ثالث في إسطنبول، لتلافي حالة الازدحام الشديدة التي ترهق حياة المحاولين، وقد وضع حجر الأساس الخاص بجسر ياووز سليم في 29 أيار/ مايو 2013، بحضور رئيس تركيا السابق "عبد الله غُل" ورئيس الوزراء السابق ورئيس تركيا الحالي "رجب طيب أردوغان" وعددٍ من المسؤولين رفيعي المستوى.

يبلغ عرض جسر السلطان ياووز سليم 59 مترًا، وبذلك يكون أعرض جسر معلق حول العالم، ويبلغ طوله سيبلغ 2164 متر، بينما يبلغ ارتفاعه 320 متر، ومن المقرر أن تتخلله تشعبات خاصة بطريق السيارات وأخرى خاصة بسكك حديدية تمر منه ذهابًا وإيابًا، وكان يُتوقع أن يدخل جسر ياووز سليم حيز الخدمة بتاريخ 29 أكتوبر 2015، ولكن لم تتمكن وزارة المواصلات من إتمامه، ويُتوقع أن يتم افتتاحه هذا العام.

ومن الجدير بالذكر أن إسطنبول هي المدينة الوحيدة حول العالم التي تحتوي ثلاث جسور معلقة ضخمة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!