د. وسيم بكراكي - خاص ترك برس

مع الخطاب التاريخي الذي أعلن فيه رئيس الوزراء التركي البروفسور أحمد داود أوغلو عن رغبته في التنحي والاستقالة من رئاسة حزب العدالة والتنمية، وفي الوقت الذي أجد فيه أن معظم المحللين والكتاب قد انشغل في بحث أسباب هذه الاستقالة وفي الحديث عن ميزات داود أوغلو وأفضاله أو سيئاته، وتحليل أسباب الاختلاف بينه وبين الرئيس الروحي لحزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان، أجد أنه لا بد من تسليط الضوء على المرحلة القادمة التي قد تشكل ربما فهما واقعيا لما حصل اليوم من تغيير مفاجئ وغير متوقع.

فكما يعلم الجميع لقد أعلن داود أوغلو بأنه لن يترشح في ظل الظروف الراهنة لمنصب رئاسة الحزب من جديد ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أن مؤتمر الحزب الذي سيتم في الثاني والعشرين من شهر أيار/ مايو الجاري لن يكون مجرد مؤتمر لانتخاب رئيس جديد للحزب بل إنه مؤتمر شامل ستتغير فيه كافة الهيئات الإدارية واللجان القائمة بل والحكومة برأسها وأعضائها ونواب الرئيس.

إذن نحن نتحدث اليوم عن تغيير شامل سيشمل مختلف مراكز القيادة في هذا الحزب.

ويجدر الذكر أن هذا الأمر سيكون الأول من نوعه بعد استقالة الرئيس رجب طيب أردوغان من رئاسة الحزب وصولا إلى رئاسة الجمهورية. حيث سيتغير اليوم في آن معا كل من رئيس الحزب وهيئة القرار المركزي والهيئة الإدارية في آن معا. بينما لم يكن المؤتمر الأول بعد تنحي أردوغان سوى مؤتمر انتخاب للرئيس أحمد داود أوغلو الذي استمر في قيادة الحزب بنفس الهيئة الإدارية ونفس اللجان لغاية أيلول/ سبتمبر من العام 2015.

والملفت أيضا ما يتم تداوله حول مؤتمر حزب العدالة والتنمية القادم بأنه مؤتمر لن يحتوي على استفتاء للنواب والأعضاء المنتخبين حول رأيهم في الاسم الذي يرجحونه لخلافة داوود أوغلو. كما أن هذا المؤتمر سيكون مؤتمرا لانتخاب رئيس جديد أي رئيس وزراء جديد وحكومة جديدة ووزراء جدد ومكانا لتباحث برنامج الحكومة الجديدة والحصول على الثقة إضافة إلى تغييرات في مختلف مستويات القيادة في الحزب. وهو مؤتمر لن يكون مؤتمرا تنافسيا بين أكثر من مرشح كما يبدو بل سيتم ترشيح وانتخاب الاسم الذي سيحظى بموافقة الرئيس الروحي للحزب رجب طيب أردوغان.  كما تجدر الإشارة إلى أن الفيتو السابق الذي عرف بفيتو داود أوغلو الذي استخدمه ضد بعض الأسماء التي صوتت ضده  وقام باستبعادها من هيئات ولجان الحزب سيكون اليوم بحكم اللاغي وبالتالي ستعود بعض الأسماء إلى القيادة المركزية مرة أخرى عبر هذا المؤتمر المفعم بالتغيير كما يبدو. وبالتالي فإن حزب العدالة والتنمية يتجه اليوم نحو إعادة هيكلة وتغيير شامل من أعلى الهرم وصولا للهيئات المركزية واللجان ونواب الرئيس والوزراء. وهو ربما تغيير يحتاجه هذا الحزب الذي استمر في الحكم أكثر من أربعة عشر عام.

وكتفصيل أخير حول مؤتمر حزب العدالة والتنمية في 22 أيار يمكنني أن أذكر هذه الخطوات الأساسية على الشكل التالي:

1. سيتم افتتاح المؤتمر في تمام الساعة العاشرة صباحا برئاسة رئيس الهيئة وسيتم إحصاء الحضور ممن يحق لهم بالتصويت.

2. يتوقع عرض اسم يحظى بقوة وثقل أمام رئاسة المجلس.

3. النشيد الوطني ودقيقة الصمت.

4. كلمة الرئيس أحمد داود أوغلو والتي غالبا ستكون كلمة وداع.

5. ترشح الاسم "اللغز" بشكل رسمي أمام رئاسة المجلس.

6. كلمة مرشح أو مرشحي الرئاسة.

7. عملية التصويت التي ستشمل انتخاب الرئيس الجديد للحزب إضافة إلى 50 عضو للهيئة الإدارية للقرار المركزي و 11 عضو للجنة الانضباط المركزية. كما سيتم تحديد أعضاء كل من لجنة الديموقراطية والتحكيم ولجنة الأخلاق والسياسة.

وفي الختام سيكون هناك كلمة شكر يتقدم بها الرئيس الجديد لهذا الحزب.

أما من ناحية الأسماء التي يتم تداولها حتى هذه اللحظة لرئاسة الحزب فهي بالترتيب حسب توقعي بالحظ الأوفر: نعمان كورتولموش، وبن علي يلديريم، وبكير بوزداغ  وأخيرا بيرات ألبيرق زوج ابنة الرئيس رجب طيب أردوغان والوزير الحالي...

عن الكاتب

د. وسيم بكراكي

كاتب لبناني


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس