ترك برس

كتب الباحث "مصطفى أرمان" عن العادات لدى العثمانيين في عيد الأضحى:

يشتري أكابر الدولة والباشوات أضاحياً لأنفسهم ولزوجاتهم وأولادهم وحتى للأم والأب المتوفيين بحيث يكون لكل فرد أضحية ،وذلك لدى اقتراب شهر ذي الحجة ويتم اختيار الأضحية الكبيرة والقوية.

وتُغذى في الاصطبل لمدة 3 أو 4 أيام على الأقل. وإذا كان صاحب الخان منتسباُ إلى تكية يرسل باسمه أيضاُ أضحية إليها. وكان البعض يرسل أضاحي إلى أساتذة أولادهم ومربياتهم على أن يكون لكل أضحيتان واحدة من الباشا وواحدة من زوجته.

وكانت الأضاحي المرسلة كهدية تلقى عناية كبيرة تُغسل وتُمشط وتدهن قرونها بزيت الزيتون ولا تترك إلا على الأعشاب النظيفة. وعندما ترسل الأضحية كهدية لمن سيتزوج كان تلف قرونها بورق أصفر اللون وتوضع على فروها شريطة من عدة أماكن وكانت ترسل مع أناس معروفين ومن المعروف أنه كانت توضع الشرائط على الأضاحي التي تنحر على أرواح الموتى.

وجرت العادة أن يقوم صاحب الخان بنحر أضحيته الأولى بيده إذ يرتدى مريلة خاصة ويستعمل سكيناُ مشحوذاً بشكل جيد وتربط عيني الأضحية ،يحضر من أجل ذلك 5-10 متراً من القماش الرقيق.

في يوم عرفة تقرأ الفاتحة على روح الموتى وتنحر القرابين وبذلك يفتتح العيد ويعطي الباشا وكالته ثم تنحر الأضاحي وتقرأ أسماء الذين يضحى من أجلهم من الموتى واحداً واحداً وتقرأ الفاتحة على أرواحهم و يوزع لحمها على الفقراء.

يقسم لحم الأضحية إلى ثلاثة أقسام ثلث يبقى لأصحاب الأضحية ،وثلثين آخرين توزع إلى طلاب المدارس (الكتاب) و للأرامل وللعسكر في المخافر وللحراس وبائعي حلوى العوامة.

على الباشا أن يشترك في احتفالات العيد مع السلطان ويصلي في نفس الجامع وأما من هو من العامة فيصلي في جامع المنطقة وبعد الصلاة يذهب إلى حديقة بيته لينحر الأضاحي بنفسه أو يعطي الوكالة لأحد آخر. وتحفر حفرة في حديقة المنزل يوضع فيها البخور ليبعث رائحة جميلة .

ومن العادة أن يدهن جبين أصغر طفل في البيت بدم الأضحية الأولى ويرسل فروها للكُتاب(المدارس). وبعد الانتهاء يصلي صاحب الأضحية ركعتان لله بعد العودة إلى منزله و من ثم تبدأ المعايدة.

كان الضيوف يتحاشون الزيارات في ساعة الطعام لكي لا يأكلون اللحوم التي تضر كثرتها بالجهاز الهضمي. وكانت لا تخلو الموائد من مربى البرتقال.

.وكان للعلماء أهمية خاصة فعند زيارة العالم لأحد رجال الدولة بمناسبة العيد كان يستقبله بحفاوة ويأخذه آغاوين من يديه ويصعدان به إلى الغرفة حيث يتواجد الأفندي ويرش على يديه ماء الورد ،ثم يضيف السكاكر بالصينية ثم يأتي دور القهوة التي يوضع بجانبها حلوى الجبن الطرية. وبعد مضي فترة الزيارة ينادي صاحب الدار على أحد الآغوات ويطلب منه أخذ صينية السكر وهذا يعني نهاية الزيارة.

يصلي السلطان صلاة العيد في جامع "السلطان أحمد" ويضحي ب40 ضحية بجانب الغرفة التي يتواجد فيها ثوب الرسول ص وأول أضحية ينحرها السلطان بنفسه ثم يتوجه إلى غرفة المضافة في صباح العيد ثم تبدأ المعايدة الرسمية وتبدأ أغاني المهتر ( أناشيد الجيش العثماني) ويبأ الأغوات بمعايدة السلطان الجالس على مقامه.

ثم يتوجه السلطان إلى بيازيد حيث جامعة إسطنبول حاليا إلى القصر المتواجد في حديقة الجامعة حيث تقطن المُسنات من الحرم والآغوات ليعايدهم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!