محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس

لم تكن الاحداث الاخيرة التي جرت في الموصل والتي تزامنت مع عمليات الجيش في سبيل الخلاص من سطوة داعش الا استنفارا للجهود التي تصب في خانة دعم الطائفية المقيتة بعدما استبشر الناس خيرا من التحركات السياسية بين الدول العربية والعراق والتي من شانها ان تعيد العراق الى الحاضرة العربية والمكانة المرموقة لها في هذا الجمع الخير .

اولى هذه المحاولات والاحداث التي كانت كسكين خاصرة في وحدة شعب العراق هي القسوة  الغير المبررة التي استخدمتها القوات العراقية في عملية تحرير الساحل الايمن من الموصل والتي ادت الى سقوط المئات من الضحايا المدنيين العزل من ضمنهم الاطفال والنساء المحاصرين في الملاجئ والبيوت , ومعظم الحجج التي كانت والتي ادت الى سقوط هذه الضحايا هي وجود القناصين على اسطح هذه البنايات _ مع علمنا ان الطائرات السمتية التي استخدمت في القصف وكذلك الحربية تملك اسلحة رشاشة كان بامكانها معالجة تلك الاهداف بها دون اللجوء الى نسفها بقنابل وصواريخ لا تطلق الا الى الأعداء في ساحات المعارك وليست الى بيوت الامنيين والذين منعوا من الخروج استنادا الى تعليمات القوات اضافة الى اجبار داعش لهم على ذلك .

هنا نتسائل هل التحرير يعني القتل ام يعني الاستيلاء على الارض دون بشر, و هل الجيش يحرر ارضا مغتصبا ام يحرر اناسا اسرى عند داعش .

مهما يكن من امر فان سقوط تلك الاعداد الهائلة من الضحايا يعطي دلالة واضحة على فقدان اهمية الانسان المدني بنظر قادة الجيش وكذلك بنظر السياسين العراقيين القائمين على شؤون البلد , اضافة الى فقدان كل خبرة من شانها ان تحافظ على حياة المدنيين اثناء القتال والمعارك .

ان الضحايا التي سقطت في الايام الماضية تجاوزت عدد ضحايا داعش الاجرامية على الجانب الايمن من الموصل فقد كانوا بانتظار تحريرهم من الظلم والعبودية ووسائل الاجرام الداعشي ليجدوا انفسهم تحت مرمى القذائف الصاروخية والمدفعية الثقيلة تصب نار حممها على رؤوسهم وتمحي احياء باكملها وعوائل تنهي اثرها , فكارثة الموصل الانسانية وخصوصا في الساحل الايمن تعتبرخيالية ولن يصدقها الانسان بسبب الخسائر الهائلة في الارواح والممتلكات فقد بلغت الخسائر البشرية اكثر من 3864 شهيدا من المدنيين وهذه الاحصائية هي من تاريخ 19/2وحتى 21/3 من الشهر الماضي اضافة الى اكثر من اثنان وعشرون الف جريح بين اصابات متوسطة وخطيرة كذلك تم تدميراكثر من 10000 وحدة سكنية في المدة نفسها مع العلم ان نسبة تحرير الساحل الايمن لم يتجاوز الخمس واربعين في المئة في حينها .  

في السنتين الماضيتين عانى الاهالي ماعانوه من ظلم مزدوج اشترك فيه تنظيم داعش الارهابي الذي اذاق الاهالي الويلات وقطع الرؤوس والصلب والقتل والجلد والترويع والتخويف وكذلك ظلم الدولة التي قطعت الرواتب عن الموظفين والعمال ومنعت وصول الادوية والمستلزمات الطبية والغذائية الى الموصل حتى اصبح الحصول على قطعة خبز او لقمة طعام وهذا اقل متطلبات الحياة عبارة عن جهاد يبذله الجميع في سبيل الحصول عليها .

ان من المؤكد لكل المراقبين ان الاختلافات التي نشات بين رئيس الوزراء العبادي وبين الاطراف الاخرى داخل الكابينة الحكومية المصغرة والمتمثلة بسلطة المالكي هي التي كانت سببا رئيسيا في وصول الوضع داخل الموصل الى هذه الحالة المزرية حتى قبل بداية عمليات القتال ضد داعش , ومن المؤكد ان هذه الاطراف كانت تخطط فعلا الى تغيير ديمغرافي في الموصل كمحافظة بصورة عامة وهناك من الشواهد التي  سبقت عمليات تحرير نينوى طرحت تساؤلات وشكوك عند اهالي الموصل بصورة عامة واهمها :

 تصريحات قيس الخزعلي الطائفية 

وُلدقيس  هادي الخزعلي/1974م في مدينة الصدر ببغداد ، ونشأ وَتَرَعرَع فيها

وهو أمين عام عصائب أهل الحق

وأمين عام ومؤسس كتلة الصادقون , نشرت معظم القنوات الفضائية ومنها قناة الرافدين تصريحه اللامسؤول ابان بدأ عمليات الموصل والتي راى ان تحرير مدينة الموصل هو تمهيد لاقامة دولة العدل الالهي وان تحرير المدينة انتقام وثار لقتلة الحسين لان هولاء الاحفاد من اولئك الاجداد, ان تصريحاته الرعناء كانت سببا لتخوف الاهالي من دخول مليشيات الحشد الشعبي الشيعي في معارك الموصل بل كان هناك اصرار علي عدم المشاركة .

اقالة محافظ نينوى اثيل النجيفي :

      أثيل عبد العزيز النجيفي مواليد مدينة الموصل سنة ١٩٥٨ دخل كلية الهندسة و تخرج منها و اتبعها بدخوله كلية القانون في جامعة الموصل و دخل سوق الأعمال في العراق و اسس شركات عديدة تولى منصب محافظ نينوى عقب فوز قائمة الحدباء التي يترأسها بالانتخابات المحلية التي جرت عام 2009. حصلت قائمته على 19 مقعداً من بين مقاعد محافظة نينوى ال 37.

و تولى منصب محافظ نينوى في الدورة الثانية على التوالي بعد حصوله على الأصوات في المحافظة و تم اختياره من قبل ٣٢ من اصل ٣٩ عضو من مجلس المحافظة.

وهو أخ لرئيس مجلس النواب السابق أسامة النجيفي والذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس الجمهورية وعائلة اثيل النجيفي من العوائل العريقة في الموصل وقد نشات خلافات حادة بينه وبين رئيس الوزراء نوري المالكي طيلة فترة بقائهما في المسؤولية واثرت بشكل مباشر على اوضاع الموصل فقد تعمد رئيس الوزراء الى النيل وتحديد صلاحياته الدستورية كمحافظ ورئيس اللجنة الامنية في المحافظة من خلال توريط العسكر المؤتمر بامرة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بتلك المهمة وقد كان لقائد الفرقة الثانية وقائد الشرطة الاتحادية الدور الاكبر في تازيم الاوضاع في المدينة قبل دخول داعش اليها فقد تعمدوا الى تحويل حياة المواطنين ومعيشتهم الى جحيم لايطاق جراء المضايقات المتعمدة وكذلك الاعتقالات العشوائية المتعمدة والتعذيب الوحشي الذي مارسته تلك القوات للمعتقلين اضافة الى ابتزازهم بالاموال لغرض اطلاق سراحهم , مع اتساع ظاهرة الجثث المجهولة الهوية في حينها , كل هذه الافعال وغيرها كانت السبب الرئيسي في قيام اهالي الموصل والمحافظ بالاحتجاجات والاعتصامات ضد المسؤولين العسكريين والمسؤولين في بغداد بغية تحسين اوضاعهم الامنية والخدمية والمعيشية .

اقالة وزير الدفاع خالد العبيدي :

 خالد العُبيدي من اهالي الموصل شغل منصب وزير الدفاع في العراق (2014-2016). ولد في سنة 1959 في مدينة الموصل في العراق وحاصل على شهادة بكالورويوس في هندسة الطائرات في أكاديمية الهندسة الجوية من يوغسلافيا عام 1982 وماجستير هندسة علوم الفضاء اختصاص ديناميكية الهواء من جامعة بلغراد في يوغسلافيا 1984 وماجستير في العلوم العسكرية من كلية الأركان المشتركة العراقية عام 1998 ودكتوراه في العلوم السياسية عام 2011. فاز في الإنتخابات في عضوية مجلس النواب من قائمة إئتلاف متحدون للإصلاح والتي ترأسها رئيس مجلس النواب العراقي السابق أسامة النجيفي. , تم اقصاءه من منصبه بعد تهيئة القطعات لتحرير الموصل بغية التقليل من شأن القوات المسلحة التي بقت بدون وزير طيلة الاشهر اللاحقة  لغرض زج ميليشيات الحشد الشعبي في المعركة المرتقبة جنبا الى جنب القوات المسلحة التي اهتزت دعائم معنوياتها بعد اقالة الوزير .

عدم اشراك الحشد الوطني في معركة الموصل :

بعد اشهر من التدريبات المختصة بقتال المدن وتحريرها وبمجرد دخول تلك القوات المعركة من قاطع سد الموصل والمناطق المحاذية لساحل نهر دجلة الشرقي صدرت الاوامر من القيادة العامة بتوقف تلك القوات ومنعها من التقدم مع العلم ان كل منتسبي تلك القوة  ( الحشد الوطني ) هم من اهالي الموصل وهم ادرى بأحياء المدينة وأهاليها وهم اشفق واحرص على حياة سكانها حتما .

فصل منتسبي وزارة الداخلية بصورة جماعية :

أقدمت السلطات المركزية في بغداد الى فصل كافة منسبي وزارة الداخلية من الاجهزة المختلفة الشرطة المحلية والمرور ومديرية الجنسية ولم تسمح لهم بمزاولة الدوام في الوقت الذي تم قطع رواتبهم منذ دخول داعش الى المدينة .

قطع رواتب الموظفين بصورة عامة :

اقدمت السلطات الى قطع رواتب كافة موظفي دوائر الدولة وكذلك منتسبي مديريات التربية ووزارة التعليم العالي منذ بداية العام الماضي بحجة وصول تلك المبالغ الى داعش , لكن بعد تحرير الجانب الايسر تم الايعاز الى الامن الوطني بالتقصي عن كافة الافراد والمنتسبين لكافة الوزارات في الموصل لنفي اية صلة لهم بداعش ومازال هولاء الموظفين بأنتظار تزكيتهم من جهاز الامن الوطني ويذكر ان معلومات الجهاز يعتمد اساسا على المخبرين السريين وهم من الطائفة الشيعية حصرا .

وفي الختام نذكر بان المناطق المحاصرة من قبل القوات المسلحة والتي لازالت تحت سطوة داعش سواء داخل مدينة الموصل او في المناطق الريفية خارجها هم الان يعانون من مجاعة حقيقية فليس بأمكانهم الحصول على اي طعام وباتوا يأكلون النباتات البرية وربما الحشائش وهم وأطفالهم معرضين للهلاك بسبب الجوع والحرمان

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس