مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

جارتنا إيران تدخل العام الجديد مع احتجاجات في الشوارع، شهدت مثيلًا لها عام 2009. يُقال إن المظاهرات اندلعت فجأة في 12 مدينة. العناوين الرئيسية للمظاهرات هي مدن مشهد، وفي شمالها تبريز، راشت، أصفهان في الغرب، همدان وكيرمانشاه على الحدود العراقية..

السبب في المظاهرات هو المطالب الاقتصادية وادعاءات الفساد، إلخ.. أسباب معقولة من أجل النزول إلى الشوارع، أليس كذلك؟

بإمكان الناس النزول إلى الشوارع بشكل عفوي من أجل إبداء امتعاضهم من ظروف المعيشة والقضايا التي يعتقدون أنها لا تسير على ما يرام، شرط عدم اللجوء إلى العنف.

وهذا هو أكثر الحقوق المشروعة على الأخص في مكان مثل إيران يسيطر عليه نظام قمعي. لكن خلال الأعوام القليلة الماضية أدرك العالم بأسره أن "الوضع الداخلي" قضية فرعية من أجل إثارة حراك شعبي على مدى أيام..

التحركات الممنهجة في الداخل محركها الأصلي هو الوضع المرحلي في العالم والمنافسة بين الدول..

انظروا إلى "الربيع العربي" الذي فرحنا به في البداية لأن "الديكتاتوريات تنهار"، وقدّسناه على أنه "ثورة تواصل"، بيد أنه تحول إلى شتاء في نهاية المطاف..

وبالنتيجة، أي من هذه الاضطرابات التي سعت إليها دائمًا الولايات المتحدة كانت فيها الديناميات الداخلية هي العامل الرئيسي؟

على سبيل المثال، انظروا إلى التصريح الصادر عن الولايات المتحدة ما أن خرج الإيرانيون إلى الشارع..

"سئم الإيرانيون من فساد النظام ومن استخدام ثروة البلد من أجل توفير موارد مالية للإرهاب"..

برأيكم هل تكترث الولايات المتحدة كثيرًا لرخاء إيران والإيرانيين؟

نعم، هذه اللعبة التي تدور أحداثها لدى الجارة إيران شهدها الكثير من الأماكن من قبل.

يوم السبت خرجت حشود كبيرة إلى الساحات ونظمت مظاهرات مؤيدة لحكومة طهران. لكن حذار! فهذا ما يريدونه؛ إنزال الناس الذين يدافعون عن وجهات نظر مختلفة في الوقت نفسه إلى الشارع، ووضعهم في مواجهة مع بعضهم البعض، ومن ثم إثارة الاشتباكات بينهم..

لأنه فقط عند وقوع الحرب الأهلية والانقلاب يصبح التدخل الخارجي مشروعًا، ويمكن اللجوء إليه، كما حدث في سوريا ومصر وليبيا، إلا أن المخطط فشل في تركيا صيف 2013..

آمل أن يحمل عام 2018 الوعي والفطنة إلى جميع الشعوب المظلومة التي انتفضت في وجه النظام المؤسس في الولايات المتحدة، حتى تحل مشاكلها في الداخل...

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس