ترك برس

تُنظّم فعالية مصارعة الثيران في ناحية "ميلاس" التابعة لولاية موغلا جنوب غربي تركيا، ويشارك فيها ما يقارب العشرة آلاف شخص.

ليس أي ثور يمكن أن ينتعل حدوة كالحصان، في ولاية موغلا التركية ثيران تحظى بهذا الشرف كما أنها تلقى رعاية خاصة تؤهلها للمشاركة في هذه الرياضة التقليدية المحببة.

يأخذ كل من "على رجب دورالي" وأخيه ثيرانهما مشيا على اﻷقدام لرحلة بمسافة خمس كيلومترات يوميا، للمحافظة على لياقتها وتقوية عضلاتها.

أما وجبات الطعام فيجب أن تشمل أطعمة تمنح الطاقة والحيوية كالفواكه المجففة، والخرنوب، والشعير ودبس العنب، وقد تحتوي على العسل الطبيعي خصوصا مع اقتراب موعد المنافسة.

وفي حديث لقناة الجزيرة، قال مربي ثيران المصارعة رجب دورالي: "عادة نربي الثيران نحو سنة ونصف ثم نبيعها أو نذبحها، أما تلك التي تبدو عليها ملامح القوة والضخامة فنختارها ونرعاها بشكل مختلف طيلة أربع سنوات، وكأنها أحد أفراد اﻷسرة حتى تصبح جاهزة لتمثيل عشيرتنا وقريتنا في مهرجانات مصارعة الثيران."

يعتز اﻷتراك بتمسكهم بهذه الرياضة الموغلة في القدم، مع أن هناك من ينتقدها إلا أن هنا من يفتخر بكونها خالية من الدماء وتحمل ثقافة أجدادهم الذين قدموا من آسيا الوسطى قبل مئات السنين.

يعود أصل هذه الهواية إلى حقبة كانت الهجرة والتنقل فيها بين الجبال نمط حياة البدو التركمان، إذ لا بد أن يقود قطعانهم ثور واحد فقط حتى لا تضل الماشية طريقها، ويفرض هذا الثور سيطرته من خلال مصارعة ذكور قطعان الماشية اﻷخرى.

يراعى في مهرجانات المصارعة أن تكون الثيران المتصارعة متقاربة في الحجم والوزن والطول، من باب العدل التنافسي وحتى لا يتعرض الثيران للأذى.

رئيس جمعية مصارعي الثيران في موغلا أوميت أرسلان، أكد للجزيرة: "لا تحتوي مصارعتنا على مشاهد عنف، ولا يسمح فيها بالمراهنات، هي مناسبة ثقافية خالصة، ومصارعة بين ثورين دون أي تدخل من اﻹنسان، بل إن الحكم قد يوقف المصارعة إذا رأى أن أحد الثيران قد جرح."

تنتهي المعركة بهروب الثور الخاسر من حلبة المصارعة، وبينما يعود ريع المصارعة إلى أعمال الخير المختلفة للمنطقة التي تستضيف المهرجان، إلا أن صاحب الثور الرابح يحظى بالكثير من التقدير، فالفوز هنا مدعاة للفخر بالنسبة إلى القرية والعشيرة كلها.

بطولة مصارعة الثيران في ولاية أرتفين

تنظم بطولة مصارعة الثيران سنويا في ولاية أرتفين التي تقع شمال شرق تركيا، وذلك ضمن مهرجان القوقاز، وتعتمد على أصحاب الثيران من أهالي القرى والهضاب الموجودة في الولاية.

خصصت بلدية المدينة ملعبًا خاصًا لهذه البطولة باحتفالية تستمر لعدة أيام في المدينة. ويشترك فيها عشرات الثيران التي تقسم حسب الوزن، وتتراوح الفئات بين اﻷوزان: 500 -580، و581 -680، و681 -790.

تبدأ المنافسة عند التاسعة صباحا وتستمر بدون انقطاع حتى تفوز الثيران بألقابها. وتنتسب الثيران وأصحابها إلى قبائل تتفاخر بأن ثورها هو الفائز.

يشترك في المسابقة عدة حكام يصل عددهم إلى 15 حكم، وتستمر المنافسة على وقع الموسيقى التركية التقليدية مع ارتداء العديد من الحضور الملابس القوقازية التقليدية  بالإضافة إلى تزين الثيران بزينة تدل على انتمائها إلى أي قبيلة.

وبالرغم من أن هذه البطولة تعتبر تقليدًا تركيًا عند القوقازيين، إلا أن العديد من أهالي المدينة والمتابعين يعترضون على هذه المنافسة، ويعتقدون أنها تنافي ضوابط حقوق الحيوان ووحشية أكثر من اللازم، إلا أنها في النهاية من المواريث الثقافية لدى الشعوب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!